انعكاسات الصراع السوري تضرب كردستان العراق

انعكاسات الصراع السوري تضرب كردستان العراق

 
يرى مراقبون ان الهجوم الذي استهدف مديرية الامن في اربيل، وهو الاول من نوعه وحجمه منذ ‏العام 2007، قد يكون مرتبطا بشكل اساسي بالاحداث في سوريا حيث يخوض الاكراد معارك مع ‏مجموعات اسلامية متشددة.‏


وفيما تجنب نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي اتهام جهة معينة ‏بالوقوف وراء الهجوم، قال في كلمة اليوم ان قوات الامن الكردية تعمل للقضاء “على قوى الظلام ‏والارهاب”.‏
واضاف في اول رد فعل من مسؤول كردي رفيع المستوى على الهجوم المباغت الذي لم تتبناه اية ‏جهة حتى الآن “هدف الارهابيين اصابة الحرية والتحرر في كردستان، وقوى الاسايس (الامن) تعلم ‏جيدا ان الارهابيين ضد الحياة”.‏
وقتل سبعة عناصر امن اكراد في تفجيرات انتحارية الاحد استهدفت مديرية الامن “الاسايش” وسط ‏مدينة اربيل (320 كلم شمال بغداد) شمال العراق، في هجوم نادر في الاقليم الكردي.‏
وهذا اول هجوم من نوعه يستهدف عاصمة اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي والمستقر ‏امنيا، منذ ايار/مايو 2007 حين استهدفت شاحنة مفخخة المقر ذاته في هجوم قتل فيه 14 شخصا.‏
وقال شوان صابر المحلل السياسي والناشط المدني في اربيل لوكالة فرانس برس ان “العمليات ‏الارهابية (…) استهدفت مؤسسة معينة هي المؤسسة الامنية، ولهذا لا نستطيع القول بانها عملية ‏ارهابية بمفهومها السياسي”.‏
واضاف “انها عملية مدروسة وجاءت من خلال فتح ابواب الاقليم على مصراعيها امام النازحيين ‏السوريين (…) وايضا التحاق العديد من شباب الاقليم بالحركات الاصولية والجهادية في سوريا”.‏
ولم تستبعد الحكومة العراقية في بغداد ان يكون الهجوم على ارتباط بما يحدث في سوريا المجاورة.‏
وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي في تصريح لفرانس برس الاحد ان ‏‏”سوريا اثرت علينا جميعا وليس ببعيد ان يكون (الهجوم) احد شظايا الازمة السورية، ونحن ندعو ‏لحل سياسي باقرب وقت ووقف تدفق الاسلحة التي بدات تشكل خطرا على الدول المحيطة والمجاورة ‏لسوريا”.‏
من جهته راى المحلل الامني العراقي علي الحيدري ان الهجوم “مرتبط بخلاف الاكراد مع جبهة ‏النصرة في سوريا”.‏
وقال لفرانس برس “هناك معارك بين الاكراد وجبهة النصرة، والجبهة هجرت الاكراد من اراضيهم ‏وهي تنتمي الى تنظيم القاعدة، واليوم تنتقم من الاكراد داخل اراضيهم” في اقليم كردستان.‏
ووقع هذا الهجوم في وقت تدور اشتباكات بين مجموعات جهادية واكراد في مناطق واسعة من شمال ‏سوريا، حيث تمكن الاكراد الذين اعلنوا “النفير العام” من طرد المقاتلين الاسلاميين من عدد من ‏المناطق، ابرزها مدينة رأس العين.‏
وكان رئيس الاقليم مسعود بارزاني هدد في وقت سابق بالتدخل للدفاع عن اكراد سوريا في حال ثبوت ‏تعرضهم للقتل على ايدي الجماعات “الارهابية” في سوريا، حسب قوله.‏
واوضح بارزاني “اذا ظهر ان المواطنين ونساء واطفال الكرد الابرياء هم تحت تهديد القتل ‏والارهاب، فان اقليم كردستان العراق سوف يسخر كل امكانياته للدفاع عن النساء والاطفال ‏والمواطنين الابرياء الكرد في كردستان الغربية” في سوريا.‏
وتناولت عدة تغريدات على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي مساء الاحد مسؤولية تنظيم “الدولة ‏الاسلامية في العراق والشام” المنتمي الى “القاعدة” عن هجوم اربيل، من دون ان يصدر حتى الان ‏اي بيان رسمي عن التنظيم نفسه.‏
كما تداولت وسائل اعلام كردية خبر تبني التنظيم الذي يشن هجمات يومية دامية في انحاء متفرقة من ‏العراق، للهجوم، من دون ان يتم التاكد من ذلك.‏
ووقع الهجوم في اربيل بعد يوم من اعلان نتائج انتخابات البرلمان المحلي في الاقليم عقب فرز 95 ‏بالمئة من الاصوات، والتي فاز حزب رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني باكبر عدد من ‏الاصوات فيها.‏
وحلت حركة التغيير “غوران” خلفه متفوقة للمرة الاولى على حزب الرئيس العراقي جلال طالباني ‏الذي يتلقى العلاج في المانيا من جلطة دماغية اصيب بها نهاية العام الماضي.‏
كما وقع الهجوم في وقت تستعد اربيل لاستضافة مؤتمر كردي اقليمي موسع، لبحث مستقبل الاكراد ‏في دول العراق وسوريا وتركيا وايران.‏
وراى المحلل السياسي الكردي عارف قورباني ان “لاختيار التوقيت مدلولات امنية وسياسية، من ‏بينها ان كل الاحزاب والمؤسسات الحكومية مشغولة بالانتخابات وتركيزها لم يكن منصبا بشكل ‏اساسي على الامن”.‏
وتابع “هناك عمل من جانب رئاسة الاقليم وحكومة الاقليم من اجل انعقاد المؤتمر القومي الكردي ‏‏(…) لاجزاء كردستان الاربعة في اربيل (…) ومن المحتمل ان يكون احد اهداف هذه العملية افشال ‏المؤتمر”.‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة