9 مارس، 2024 9:38 ص
Search
Close this search box.

انعدام الجنسية .. مصير صعب يواجه الفارين من “داعش” قد يهدد مستقبل الدول !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

حتى الآن يُعتبر مصير المواطنين الأجانب الذين انضموا إلى تنظيم (داعش) الإرهابي في “العراق” و”سوريا” مجهولًا، خاصة مع توجه بعض الدول إلى عقابهم بإلغاء الجنسية ومنعهم من العودة إلى بلدانهم، بينما يحذر خبراء من خطورة هذا الوضع مؤكدين على أن إنعدام الجنسية قد يدفعهم إلى إرتكاب جرائم أخرى.

وبحسب “مفوضية اللاجئين” التابعة لـ”الأمم المتحدة”؛ فإن “منعدم الجنسية” هو الشخص غير المعترف به كمواطن في أي دولة، ويطلق على بعض الأشخاص هذا المصطلح منذ الولادة بسبب وجود فجوات في قوانين الجنسية، والبعض الآخر يفقدون جنسيتهم بسبب قيام دول جديدة أو تغيير الحدود، بينما من حق الدول إلغاء جنسية أي مواطن لأسباب معينة.

ويوجد في العالم نحو 10 ملايين شخص ليس لديهم جنسية أي دولة أو كما يُطلق عليهم اختصارًا في بعض الدول العربية مصطلح (البدون)، 75% منهم يشكلون أقليات في البلد التي يعيشون بها، مثل قبائل “الروهينغا”، في “ميانمار”، و”النوبيون”، في “كينيا”، وسكان “الدومينيكان”، الذين ينحدرون من أصول تعود إلى دولة “هايتي”، و(البدون) الذين يسكنون في “المملكة العربية السعودية”.

شميمة بيغوم..

كان عمر، “شميمة بيغوم”، بالكاد 15 عامًا؛ عندما قررت ترك بلدها، “بريطانيا”، والسفر إلى “سوريا” في خضم الحرب للانضمام إلى تنظيم (داعش) الإرهابي، والزواج من أحد عناصره، لكن بعد الخسائر التي مني بها التنظيم، في الفترة الأخيرة، لم يعد أمام الفتاة، التي أصبح عمرها الآن 19 عامًا، وجنينها سوى الهرب من آخر معاقل التنظيم في “سوريا”؛ واللجوء إلى مخيم للاجئين شمالي “سوريا”، وأن تطلب من السلطات البريطانية السماح لهما بالعودة، بينما أخبرت “وزارة الداخلية البريطانية” أسرتها بأنها قررت سحب الجنسية منها.

وتؤكد الحكومة البريطانية على أنها تقوم بسحب الجنسية من مواطنيها الذين انضموا إلى (داعش) بدافع حماية الشعب، بينما علق محامي الفتاة، التي وضعت ابنها منذ فترة قصيرة، بأن هذا القرار يجعلها بدون وطن لأنها لا تحمل جنسية أي دولة أخرى.

وفتحت نقاشات واسعة حول حرمان المواطنين، الذين انضموا إلى (داعش)، بعدما وثقوا في قدرته على الاستمرار والفوز من الجنسية، خاصة بعد الهزائم المتكررة لعناصره في “العراق” و”سوريا”، ويعتبر هذا الأمر معضلة بالنسبة لحكومات الدول التي قدموا منها.

ولا تعتبر “بيغوم” هي الوحيدة التي تواجه هذا المصير، إذ يبدو أن “الولايات المتحدة” مستعدة لإتخاذ هذا الإجراء، وبدا ذلك واضحًا عندما صرح وزير خارجيتها، “مايك بومبيو”، منذ أيام، أن الفتاة الأميركية “هدي مثني”، التي انضمت إلى (داعش) في سوريا، “لم تعد مواطنة أميركية”، وأكد أنها لم يعد ممكنًا أن تعود إلى “الولايات المتحدة”.

يدمر التعاون الدولي..

يبدو أن الحكومات أرادت إرسال رسالة قوية لمن قرروا إعطاء ظهورهم لبلادهم، بينما يرى الخبراء أن هناك خطورة من بقاء هؤلاء بلا وطن، وصرح المستشار القانون الرئيس في منظمة (هيومان رايتس ووش)، “كليف بالدوين”، بأن هذا الوضع “يجعل الأشخاص بدون جنسية ولا حماية، ويدمر كل أشكال التعاون الدولي”.

وأشار المدرس بجامعة واشنطن، “ديفيد بالوارت”، إلى أن حياة الأشخاص بدون جنسية يكون محكوم عليها بالتجاهل والإهمال، وأوضح أن هذا الوضع يضطرهم إلى العيش في الخفاء، يلاحقهم سماسرة الهجرة من جانب وقوات الأمن من الجانب الآخر، ويشعرون بتهديد وخوف دائمين من أن تعرضهم للاعتقال أو الترحيل.

ولفت “بالوارت” إلى أنه: “لسوء الحظ لا يعتبر أمرًا شائعًا أن تعترف الحكومات بأقليات إثنية أو دينية أو عرقية، غير محببة لديها، إذ تقوم بسن قوانين بطريقة منهجية بهدف حرمان هذه المجموعات من حقوقها الأساسية”.

وأضاف: “بعد الحرب العالمية الثانية، رأت الدول المدنية حجم الجرائم التي إرتكبها الأشخاص الذين ألغيت جنسيتهم، ومع ذلك من الواضح أننا نسينا الدرس الذي تعلمناه أمس، إن ارتفاع موجة سحب الجنسية من المواطنين لأسباب سياسية يدعو إلى القلق”.

إلغاء الجنسية يخرق القانون..

وقعت “منظمة الأمم المتحدة” اتفاقيتين بشأن “منعدمي الجنسية”، الأولى عام 1954 والثانية في 1961، أسست من خلالها القواعد الأساسية لحقوقهم، ووضعت حدودًا لقرارات سحب الجنسية، ودعت إلى خفض هذه الحالات، ووافقت 61 دولة على الأقل، من بينها “بريطانيا”، عليهما، كما أصدرت “الولايات المتحدة”، عام 1958، قرارًا يعتبر إلغاء الجنسية من الشخص الذي لا يمتلك جنسية أخرى باعتباره عقاب على إرتكابه جريمة تصرفًا غير قانوني.

وأوضح أن: “وجود هذه الحماية يعني أن الدول التي تعلن سحب الجنسية من بعض مواطنيها تقوم بخرق القانون”.

حقوق الطفل..

على الجانب الآخر؛ حثت “منظمة الأمم المتحدة للطفولة”، (يونيسيف)، الدول بمراعاة حقوق الأطفال قبل إتخاذ قرار سحب الجنسية ممن انضموا إلى (داعش) وأنجبوا أطفالًا، وأصدرت بيانًا أكدت فيه أن “للطفل الحق في الحصول على اسم وهوية وجنسية”.

ورغم أن وزير الداخلية البريطاني، “ساغد غاويد”، يتعامل بالقبضة الحديدية بخصوص موضوع الجنسية، ووعد بعدم السماح لمن انضموا إلى (داعش) بدخول البلاد مرة أخرى، لكن على العكس ما يبدو أنه يود الحفاظ على جنسية ابن “بيغوم”، وأوضح: “لا يجب أن يعاني الأطفال.. حتى وإن فقد الأب الجنسية البريطانية، لا يجب أن يؤثر ذلك على حقوق أبنائه”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب