انخفاض غير مسبوق خلال 20 سنة .. “اليورو” يترنح سقوطًا أمام “الدولار” !

انخفاض غير مسبوق خلال 20 سنة .. “اليورو” يترنح سقوطًا أمام “الدولار” !

وكالات – كتابات :

يتواصل سعر صرف “اليورو” الأوروبي أمام “الدولار” الأميركي بالهبوط؛ فقد سجل، الثلاثاء 23 آب/أغسطس 2022، سعر: 0.990، وذلك في أدنى مستوى له؛ منذ كانون أول/ديسمبر 2002.

يأتي هذا الهبوط، بينما تُعاني دول المنطقة من أزمة متصاعدة في “الغاز الطبيعي” اللازم لتوليد الكهرباء، وعدم قدرة غالبية بلدان “الاتحاد الأوروبي” على بناء مخزونات آمنة للطاقة قبيل الشتاء.

عدم استقرار الأسواق..

وتسببت الموجات الحارة في “أوروبا” بالفعل في ضغوط على إمدادات الطاقة، وتتزايد المخاوف من أن أي اضطراب خلال أشهر الشتاء قد يكون مدمرًا لنشاط الأعمال.

كما ستوقف “روسيا” إمدادات “الغاز الطبيعي” إلى “أوروبا” عبر خط أنابيب (نورد ستريم-1)؛ لمدة 03 أيام في نهاية الشهر، في مؤشر جديد على الحالة غير المستقرة لإمدادات الطاقة في القارة.

وهبط “الجنيه الإسترليني” إلى مستوى منخفض جديد؛ هو الأدنى في عامين ونصف عند: 1.1729 دولار، في حين استقر “الين الياباني” عند: 137.270 للدولار؛ بعد أن لامس أدنى مستوى في شهر عند: 137.705؛ في وقت سابق من اليوم.

وتراجع “الدولار الأسترالي” الحساس للمخاطر إلى أدنى مستوى في شهر، وسجل في أحدث التداولات انخفاضًا بنسبة: 0.29%؛ إلى: 0.6859 دولار. وتراجع نظيره النيوزيلندي: 0.15%؛ إلى 0.6163 دولار.

كما تراجع “اليوان الصيني” إلى أدنى مستوى في عامين تقريبًا عند: 6.8552 للدولار.

وتعزز مؤشر “الدولار”، الذي يقيس أداءه أمام سلة من العُملات الرئيسة أثقلها: “اليورو”، عند: 109.12، محاولاً اختراق أعلى مستوى في 20 عامًا؛ عند: 109.29 الذي سجله في تموز/يوليو.

في الأثناء، صعد مؤشر “الدولار” في تعاملات اليوم إلى مستوى: 109.2، وهو الأعلى منذ قرابة 21 عامًا؛ إذ كان المؤشر كسر الشهر الماضي مستوى عام 2001.

ما الذي يعنيه هبوط “اليورو” ؟

على الرغم من المخاوف، وصف بعض المحللين هذا الوضع بأنَّه حدث مهم: “نفسيًا”، ولن يكون بالضرورة نقطة تحول للعُملة، التي كانت بالفعل بعيدة عن أوجها الذي بلغته؛ عام 2008، بمستوى: 1.60 دولار.

مع ذلك، قال “أليكس كوبتسيكيفيتش”، محلل أسواق أول لدى شركة (FxPro) لتداول العُملات الأجنبية لـ (الغارديان) البريطانية: “يُجدر بنا توقُّع أنَّ أوروبا لن تفلت بعد ذلك بضمانات السوق الرخوة والإجراءات المتواضعة، لذا فإنَّ الضغط على العُملة الموحدة قد يستمر على مدى المستقبل المنظور”.

وأشار إلى أنَّ البنوك المركزية وصانعي السياسات في القارة: “سيضطرون للتجاوب” مع مخاوف انخفاض قيمة العُملة.

ووفقًا لتحليل من وحدة الأبحاث التابعة لبنك (دويتشه بنك): “من الواضح أنَّ التأثير النفسي مهم، وسيُركز المستثمرون جدًا” على السوق، وأضافت أنَّها لا تتوقع: “حجم مخاطر غير معتاد” نتيجة التساوي.

هذا الوضع من شأنه أن يُزيد إقبال المستثمرين على “الدولار”؛ باعتباره ملاذًا آمنًا خطر إصدار “مجلس الاحتياطي الاتحادي” رسالة متشددة خلال ندوة “جاكسون هول”.

ويمكن للتغيُّر في العُملات العالمية أن يكون له تأثير عميق على الشركات التي تبيع منتجاتها للخارج أو تعتمد على المواد الخام الأجنبية لصنعها. ويمكن أيضًا أن تلعب دورًا في أسعار السلع، مثل الحبوب، التي لها صلة مباشرة بالمستهلكين.

وقد تجد الشركات الأوروبية التي تبيع بضاعتها للخارج أنَّ ضعف العُملة يجعل صادراتها أكثر جاذبية، لأنَّ عُملة المشتري ستُصبح في المقابل أكثر قيمة.

لكنَّ أي ارتفاع في الصادرات يمكن أن يُقابله ارتفاع للتضخم في البلدان: الـ 19؛ التي تستخدم “اليورو”، ما يعني أنَّ أي بضائع أو مواد خام مستوردة ستُصبح أغلى. يمكن لتغيُّر سعر الصرف أن يُوجِد رابحين وخاسرين، اعتمادًا على مزيج الصادرات والواردات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة