18 أبريل، 2024 9:50 ص
Search
Close this search box.

انتقام في القول وصبر في الأداء .. ماذا بمقدور الجمهورية الإيرانية أن تفعل ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

انتقدت كل القيادات الإيرانية البارزة سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا، بدون استثناء، عملية اغتيال، “محسن فخري زاده”، واتهموا “إسرائيل” بالمسؤولية عن الحادث، وتحدثوا عن “الانتقام الشديد” ومعاقبة العناصر المتورطة في تنفيذ العملية، لكنهم اختلفوا في طبيعة الانتقام والتوقيت. بحسب “جمشيد بزرگر”، رئيس راديو وموقع (بي. بي. سي الفارسية)، ورئيس القسم الفارسي بوكالة (دوتشيه فيليه)، في مقاله التحليلي الذي نشره (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.

عملية ذات حساسية استثنائية..

وبغض النظر عن الهجوم اللفظي، يبدو أن تقييم القيادات الأساسية، صاحبة القرار في “الجمهورية الإيرانية”، عن قدرات الانتقام الفوري؛ إنما يختلف بشكل جذري عن تصور الأطياف المنادية برد فعل فوري.

وتحظى هذه العملية بأهمية استثنائية من حيث النتائج أو طريقة التنفيذ، وقد تبلورت الرؤى المختلفة حول الحادث.

الأولى: يبدو أن اليد العليا بين القيادات السياسية والعسكرية والأمنية، رفيعة المستوى، توصي بالصبر وضبط النفس والغلظة في القول. والدليل من وجهة نظرهم، أنه لابد من ضبط النفس والحيلولة دون منح “إسرائيل والسعودية والإدارة الأميركية” ذريعة، لأنهم غالبًا ما يبحثون عن فرصة للهجوم العسكري على إيران، وإعلان الحرب قبل استقرار إدارة “جو بايدن”، في “البيت الأبيض”.

ردود فعل متباينة..

وتصريحات الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، بالأمس، لا تترك مجالاً للشك بخصوص كونه أحد الأطراف المؤيدة لتلكم الرؤية، حيث قال: “الأمة الإيرانية أكثر حكمة وعقلانية من أن تسقط في مصيدة المؤامرات الصهيونية”.

ووعد “روحاني”، في الوقت نفسه، بالانتقام قائلاً: “المسؤولون في إيران؛ أشجع من أن يتركوا هذه الجريمة تمر دون عقاب، وسوف يرد المسؤولون المعنيون في الوقت المناسب على هذه الجريمة”.

وخلت رسالة المرشد الإيراني، “علي خامنئي”، من إشارة واضحة لـ”إسرائيل”؛ وإنما أكد فقط: “على معاقبة المتورطين في تنفيذ وتخطيط العملية”.

وقد بدت لهجة “خامنئي” ألطف من رد فعله على اغتيال، “قاسم سليماني”، قبل نحو أشهر، فقد أبدى رد فعل شديد، آنذاك، ودعا: “لانتقام قاسي”.

“الصبر” والانتظار..

مع هذا لم يتجاوز هذا الرد، حتى الآن، قصف قاعدة (عين الأسد) بعدة صواريخ؛ مع تحذيرات سابق للولايات المتحدة بهذا الهجوم المحدود. ومذ ذاك تدهورت أوضاع “الجمهورية الإيرانية”، إما بسبب “ضغوط الحد الأقصى”، من جانب الإدارة الأميركية، أو بسبب العجز عن إحتواء فيروس (كورونا).

في ظل هكذا أجواء، فستكون الحرب والمواجهة العسكرية المباشرة الخيار الأخير للنواة الرئيسة في صناعة القرار الإيراني، وفي المقدمة، “علي خامنئي”، و(الحرس الثوري).

في غضون ذلك، يسعى النظام إلى تعليل “الصبر” بانتظار تسليم السلطة في الولايات المتحدة إلى إدارة تتوقع منها القيادة الإيرانية أن تتبنى سياسة مختلفة وسلمية تجاه “طهران”، وليس إنعدام الإرادة والقدرة اللازمة للقيام برد مناسب.

ولتلكم الرؤية أنصار بين المقربين من، “جو بايدن”، وانتقدوا في تصريحاتهم، بشكل ضمني، هذه الخطوة الإسرائيلية، وحفزّوا قيادات “الجمهورية الإيرانية” إلى التعقل وانتظار الإدارة الجديدة، التي وعدت بتحمل المسؤوليات الأميركية على الصعيد الدولي.

الانتقام في “الوقت المناسب”..

الثانية: وتنتشر بشكل أساس، في وسائل الإعلام، ولا يبدو أنها تلعب دورًا محددًا في السياسات الإيرانية الفعلية وكيفية رد الفعل على اغتيال إثنتان من أبرز الشخصيات العسكرية الإيرانية في أقل من عام.

ويدعو أنصار هذه الرؤية للقيام برد فعل جاد سواءً بشكل مباشر عن طريق “الجمهورية الإيرانية”، أو بشكل غير مباشر بواسطة الميليشيات الإقليمية المحسوبة على “إيران”، ويقولون إن الصبر والانتظار، حتى استلام “بايدن” السلطة، إنما يعني السماح لـ”إسرائيل والسعودية وترامب” بمضاعفة الضغوط؛ بل وتنفيذ المزيد من العمليات على الأرض الإيرانية.

مع هذا فالمحتمل بقوة أن يقتصر رد الفعل على الشعارات القوية التي لا تتجاوز حد الكلام، ولن تتخذ “الجمهورية الإيرانية” أي رد فعل يحمل دلالات على اغتيال، “محسن فخري زاده”، وبالتأكيد، “قاسم سليماني”، وإرجاء الانتقام إلى “الوقت المناسب”، الذي لا يعرف أحد خصوصياته.

ولا أدل على ذلك من الصمت على الهجمات الجوية الإسرائيلية على مواقع القوات الإيرانية في “سوريا”. إذ أعلنت “إسرائيل”، للمرة الأولى منذ سنوات، مسؤوليتها عن قصف “سوريا”، وقيل إنها استهدفت تجمع للقوات الإيرانية.

ولم تتخذ “طهران”، حتى الآن، رد فعل مناسب إزاء تنفيذ “إسرائيل” قرابة 300 هجوم على المواقع والقوات الإيرانية في “سوريا”.

وبحسب التقاليد الإيرانية لا يُستبعد أن تقوم السلطات الإيرانية باعتقال البعض مستقبلاً بتهمة التورط في اغتيال، “محسن فخري زاده”، وإعدامهم بعد بث اعترافاتهم على شاشات التليفزيون. ومن المتوقع إعدام عدد من المعتقلين حاليًا في السجون الإيرانية بتهمة التجسس لصالح “إسرائيل”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب