16 أبريل، 2024 4:54 م
Search
Close this search box.

انتصار فرنسي بنكهة إفريقية .. “كأس العالم” تحصده أقدام أبناء المهاجرين غير الشرعيين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – آية حسين علي :

في ظل معارضة الدول الأوروبية للهجرة غير الشرعية وإتجاهها إلى اتباع سياسات أكثر صرامة تجاه المهاجرين، تحصد “فرنسا” غراس أبناء المهاجرين في مباريات كأس العالم بوصولها إلى اللقب بأقدام إفريقية.

وحصل المنتخب الفرنسي على اللقب للمرة الثانية، بعد 20 عامًا من الخسارة، بعد تغلب على منافسه الكرواتي بأربعة أهداف مقابل هدفين، في المباراة التي أقيمت، الأحد، على ملعب “لوغينكي” بالعاصمة الروسية “موسكو”.

واعتمدت تشكيلة المنتخب الفرنسي على سياسة التجنيس من خلال الدفع باللاعبين الأفارقة بشكل أثار اندهاش كثير من المتابعين لمباريات كأس العالم، وبهذا يكون أبناء المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا  قد أهدوا “كأس العالم” إلى “فرنسا”.

إزدواجية في المعايير..

وعلى الجانب الآخر؛ نجد أن الدول الأوروبية تتعامل بإزدواجية في المعايير إذ ترحب باللاعب المنحدر من أصول إفريقية الذي يحمل جينات التفوق والتألق في الملعب، في حين ترفض اللاجئين الذين هم في الأصل أفارقة أو عرب، وتفتخر “فرنسا” بوجود جنسيات مختلفة في منتخبها وتعتبره دليلاً على التنوع الثقافي وقبول الآخر، رغم أن الواقع السياسي يشير إلى استخدام تدابير متشددة فيما يخص “ملف الهجرة”.

ويتيمز المهاجرون بشكل عام، والأفارقة بشكل خاص، في كل المجالات وليس “كرة القدم” فقط، لرغبتهم في التأكيد على أحقيتهم في الجنسية والتمتع بالخدمات.

14 لاعب إفريقي..

بالنظر إلى تشكيلة المنتخب الفرنسي نجد أن 14 لاعبًا من أصول إفريقية، من بين 23 لاعبًا سافروا إلى “روسيا” للمشاركة في “المونديال”، في حين لم يشارك في المباريات سوى 3 لاعبين من أصول فرنسية خالصة.

وخلال مباراة نصف النهائي، والنهائي، شارك 7 لاعبين أفارقة على الأقل؛ فلاعب خط الوسط، “بليز ماتويدي”، ينحدر من أصول تعود إلى جمهورية “الكونغو”، ولاعب خط الدفاع، “صامويل أومتيتي”، من “الكاميرون”، كما أن “نغولو كانتي”، من “مالي”، و”بول بوغبا” من “غينيا”، و”كيليان مبابي”، أصغر هدافي كأس العالم الذي توج كأفضل لاعب شاب، “جزائري” من جهة الأم ووالده من “الكاميرون”.

كما شارك اللاعبون، “المالي”، “عثمان ديمبيلي”، و”الجزائري”، “نبيل فقير”، و”المغربي”، “عادل رامي”، في مباريات أخرى وكلهم من أصول إفريقية، ولا يوجد في تشكيلة النهائي سوى فرنسيين فقط، هما المدافعان؛ “بينيامين بافارد” و”رافا فاران”.

وبرز أيضًا، خلال المباريات، لاعبين من أصول أوروبية، إذ يرجع المهاجم “أنطوان غريزمان” إلى أصول “برتغالية”، كما أن حارس المرمى، “هوغو لوريس”، “إسباني” الأصل.

وعلق مدرب المنتخب الفرنسي، “ديدييه ديشامب”، على بروز الأفارقة؛ وقال إن وجود اللاعبين الذين ينحدرون من أصول إفريقية ليس جديدًا على “فرنسا”، مشيرًا إلى أنهم يعتبرون ثروة مهمة رغم انتماءاتهم إلى بلدانهم وأسرهم.

فوز فرنسا يحسب للأفارقة أيضًا..

يعتبر الكثير من الأفارقة أن فوز “فرنسا” هو في الأصل نجاح لهم، ولإخوتهم السود الذين قادوا “الديوك” إلى “كأس العالم”، وبعد عودة كل المنتخبات الإفريقية إلى الديار مبكرًا، وضع الأفارقة آمالهم على المنتخب الفرنسي الأسود في تحقيق النصر، والحق يقال أن الأقدام الإفريقية لم تخذل الجماهير التي تتوق إلى طعم الفوز، لهذا فإن “فرنسا” مدينة لإفريقيا بالكثير.

وهنا يأتي السؤال؛ لماذا لم تفلح المنتخبات الإفريقية المشاركة في “المونديال” في تحقيق أي إنجاز يحسب لها، بينما عندما يخرج اللاعبون الأفارقة إلى دول أوروبية يتمكنون من إحراز النصر على أعلى المستويات ؟.. هل هي مشكلة اهتمام أو نقاط ضعف في التدريب أم أن الشعور بالتمييز السلبي الذي يعاني منه المهاجرون وأبناؤهم يستفز اللاعب ويجعله يبذل قصارى جهده ليشار إليه بالبنان وليثبت أنه جدير بالجنسية والعيش في هذا البلد ؟!

تيارات متشددة تطل بعنصريتها..

رغم الشعارات التي يرددها الفرنسيون عن المساواة والعدل، إلا أن هناك تيارات مصابة بالعنصرية حتى النخاع، وانتقدت تيارات يمينية احتفالات جماهير غير فرنسية بتتويج فرنسا برفع أعلام دول إفريقية أخرى، وطالب عضو المكتب السياسي لحزب “التجمع الوطني”، الذي ترأسه المرشحة الرئاسية الخاسرة، “مارين لوبان”، المشجعين المغاربة والجزائريين والتونسيين بعدم المشاركة في الاحتفالات المقامة في ساحة “شانزليزيه”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب