11 أبريل، 2024 3:41 م
Search
Close this search box.

انتشار “الردة” عن الإسلام بين أبناء المرجعيات الدينية .. إيران الأقل تديناً بين دول الشرق الأوسط !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – محمد بناية :

الفكرة التي تغطى على عقل الحكام في المجتمعات الشمولية، على اختلاف توجهاتها، هي كيفية إحكام السيطرة على الشعوب. والأمر لا يختلف كثيراً في الأنظمة الثيوقراطية الدينية، (التي تحكم بغير ما أنزل الله)، عن الأنظمة الديكتاتورية ذات الدساتير المدنية؛ فالنهاية في المطلق هي الكفر بالله في الأولى وبالوطن في الثانية.

ذلك أن الأنظمة الشمولية تحشد كل امكانياتها لربط شخص الحاكم إما بالله في الدساتير المذهبية، مثل إيران، والوطن في الدساتير المدنية؛ وبالتالي فإن مجرد انتقاد الحاكم (ظل الله) في الدولة المذهبية سبباً في دخول جهنم بدعوى الكفر؛ والقتل بتهمة الخيانة والكفر بالوطن في الديكتاتوريات ذات الدساتير المدنية.

لكن الطفرة التي شهدتها وسائل الاتصال في العصر الحديث باتت تهدد عرش هذه الأنظمة بشكل كبير، ولذلك عمد نظام “الولي الفقيه” إلى حجب وخفض سرعة الإنترنت داخل حدود الجمهورية الإيرانية. مع هذا فقد فشلت جهود النظام لاحتواء أجيال الشباب التي لم تعد تعبأ أو تهتم كثيراً للمذهب الحكومي. 

ضعف نفوذ تأثير الملالي..

فقد نجحت مؤخراً جماعة إيرانية تطلق على نفسها “ري استارت”، أو “البدء مجدداً”، في إشعال النيران في عدد من المساجد والهيئات الحكومية، استجابة لحملة الكوميديان الإيراني ومقدم البرامج التليفزيونية السابق “محمد الحسيني”، المقيم بالولايات المتحدة الأميركية. وطبقاً للإعلام الإيراني تمتلك الحركة عدداً كبيراً من قنوات “التليغرام” التي تعمل على استقطاب الشباب والفتيات وتعنى بنشر فيديوهات العمليات التخريبية التي يقوم بها أعضاء الجماعة. فضلاً عن الدعاية في وسائل النقل العامة. وهذا كله إنما يعكس عمق الفجوة بين المجتمع الإيراني، لاسيما الشباب والنظام الذي يحكم باسم الرب؛ وضعف نفوذ وتأثير الملالي بحيث لم يعد لهم حضور مباشر في الكثير من الأمور الحياتية.

وتعتبر إيران عملياً الأكثر انخفاضاً في التدين بين دول الشرق الأوسط. وقد تراجع دور الدين في الحياة الإيرانية العامة مقارنة مع ما كان قبل عشر سنوات، بحسب ما تقول صحيفة “الإيكونوميست” البريطانية.

تقول إبنة أحد الملالي: “لقد ذهبت الاعتقادات الدينية من المجتمع، وترك الإيمان مكانه للكراهية والنفور”. وقد ساهم تبديل الإسلام الشيعي إلى أيديولوجية حكومية، في إثارة الأسئلة حول مكانة الحكومة والمسجد. وأكبر تناقض خرج من رحم الثورة الإسلامية هو دفع الشعب والمجتمع باتجاه العلمانية أكثر من حكومة الشاه. والفرض الإجباري المذهبي، نزع الاعتقاد القلبي في الدعاء والحمد. فقد فقد الإيرانيون القدرة على تحمل الإرشاد الإجباري ولا يريدون الاستماع مجدداً. ولهذا السبب وجد الكثير منهم ملاذاً في الماديات والاستهلاك، إذ ليس من المستغرب انتشار المتاجر ومراكز البيع المغطاة في كل مكان بإيران.

بدوره يقول خبير الاقتصاد الإيراني، “سعید لیلاز”: “لا يمكن هطول مطر الرحمة من مليارات الدولارات النفطية على الحكومة والمجتمع مدة 10 سنوات وتتوقع انتعاش الثقافة الثورية والتقوى”. ويقول أحد الدبلوماسيين المقيمين بجنوب أوروبا: “إسلامنا جعل إيران أكثر شبهاً بكاثوليكية الإيطاليين. جميعنا نردد أننا مؤمنون ولكن في الخفاء نناقش عمليات التزوير المالي والخيانة”.

انتشار المسيحية بين أبناء المرجعيات الدينية..

ليت الأمر توقف عن هذا الحد، وإنما تجاوزه إلى التحول عن الدين الإسلامي، وحذر عدد كبير من رجال الدين من اختراق المسيحية للحوزة الدينية في “قم”، والتي هي بمثابة مفرخة القيادات الدينية والسياسية في النظام الإيراني. فانتقد رئيس “مؤسسة الإمام الخميني للتعليم و البحث العلمي” بمدينة قم وعضو مجلس خبراء القيادة سابقاً، “محمد تقي مصباح يزدي”، رواج المسيحية في بعض المحافظات؛ لاسيما مدينة “قم” (مركز التشيع).

وكشف المخرج السينمائي والمدون الإلكتروني، “محمد نوري زاد”، على موقعه الإلكتروني، عن تحول أحد أبناء مساعدي “مصباح يزدي” إلى المسيحية، وذلك نقلاً عن “حسن الخميني” حفيد روح الله “الخميني”. بدوره قال المرجع التقليدي “وحيد خراساني”: “المواطنون بصدد التحول للمسيحية. إنهم يتبعون ساستهم… فيما لم يسأل أي منهم عن الغرض من دعايا التبشير المسيحية الضالة والفاسدة حتى في (قم) ؟… وهم بصدد خداع هذه الأمة… يخرجون الدين والإيمان من قلوب الشباب… ولابد من اقتلاع بساط المسيحية من هذه البلاد”.

أخيراً فقد فقدت الأيديولوجية الفكرية للولي الفقيه بريقها، ولم تعد وسائل النظام المذهبي العملية في احكام السيطرة على الجماهير مجدية. واستحال النظام الذي يعلن الحرب باسم الإسلام ويرفع راية الدفاع عن الإسلام والمستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، ويدعو لإقامة حكومة إسلامية عالمية؛ سبباً في تنامي ظاهرة العزوف والتحول عن الدين الإسلامي. والنصيحة التي يمكن تقديمها للنظام الإيراني بشكل خاص، والأنظمة الشمولية بشكل عام، هي ألا سبيل للنجاة سوى الديمقراطية وسيادة حكم الشعب؛ وإلا فالمحصلة النهائية هي إما الكفر والتحول عن الملة أو العزوف أو التطرف.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب