وكالات – كتابات :
أبرزت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية اللبنانية تفوق حزب (القوات اللبنانية) على حزب (التيار الوطني الحر)، ليكون بذلك أكبر حزب مسيحي في “البرلمان اللبناني”، كما حقق بعض النواب المستقلين إنجازًا ملموسًا. وهذا ما خلُص إليه التقرير الذي نشره موقع (ميدل إيست آي) البريطاني الإخباري؛ لتغطية النتائج الأولية للانتخابات اللبنانية. مشيرًا إلى التراجع الذي تعرضت له حركة (حزب الله) في هذه الانتخابات.
استهل الموقع تقريره بالإشارة إلى أن النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية اللبنانية؛ تُظهر تحقيق المستقلين بعض التقدم الملموس على حساب عديد من الأسماء والأحزاب ذات الوزن الثقيل، وذلك بعدما أعلن حزب (القوات اللبنانية) اليميني تحقيقه مكاسب ملموسة في الانتخابات. وقد أدلى الشعب اللبناني بصوته؛ يوم الأحد 15 آيار/مايو 2022، في أول انتخابات تشهدها البلاد منذ عام 2018، وهي الفترة التي تعرض خلالها “لبنان” لإنهيار اقتصادي مروع، وشهدت فيه البلاد اندلاع انتفاضة شعبية مناهضة للحكومة، بالإضافة إلى انفجار “مرفأ بيروت”؛ الذي أودى بحياة أكثر من: 200 شخص.
مفاجآت مدوية في الانتخابات..
يُوضح التقرير أنه خلال الانتخابات السابقة، تمكن (حزب الله) وحلفائه من الفوز بأغلبية “البرلمان اللبناني”؛ المكون من: 128 مقعدًا، إلا أنه ومع استمرار إحصاء عدد أصوات الناخبين، هناك بعض المؤشرات التي تدل على أن تكتل (حزب الله) لن يتمكن من مُعَاوَدَةِ الْكَرَّةِ والفوز بالأغلبية هذه المرة. إذ تُشير النتائج التي أُعلنت في وقت مبكر من يوم الإثنين؛ إلى أن “البرلمان اللبناني” سيكون أكثر (تشرذمًا واستقطابًا)؛ بين حلفاء جماعة (حزب الله) ومعارضيها، وهي النتيجة التي يرى بعض المحللين أنها قد تُؤدي بالبلاد إلى طريق مسدود، في الوقت الذي تُحاول فيه الفصائل التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة بتوزيع المناصب العليا في البلاد.
وفي حديثه إلى وكالة (رويترز)، قال “مهنّد الحاج علي”، مدير الاتصالات والإعلام والباحث المقيم في مركز (مالكوم كير-كارنيغي) للشرق الأوسط في “بيروت”: إنه “إذا انتهت اتفاقات الماضي، فأي نوع من السياسات سيتبقى لنا سوى المزيد من التوترات الطائفية، وتكرار بعض الاشتباكات التي شهدناها ؟”.
ويُشير التقرير إلى أن إحدى أقوى المفاجآت التي شهدتها الانتخابات اللبنانية؛ كانت خسارة “طلال أرسلان”، السياسي الدُرزي المتحالف مع (حزب الله) وسليل واحدة من أقدم العائلات السياسية في “لبنان”، والذي كان قد انتخب لأول مرة في عام 1992، مقعده لصالح المستقّل؛ “مارك ضو”، الوافد الجديد على الساحة السياسية اللبنانية والذي يعمل وفقًا لأجندته الإصلاحية، بحسب ما قاله مدير الحملة الانتخابية لـ”مارك ضو”، وما أفاده أحد مسؤولي (حزب الله).
كما أظهرت النتائج الأولية للانتخابات؛ فوز ما لا يقل عن خمسة مستقلين آخرين نظموا حملاتهم الانتخابية على أساس برنامج إصلاحي والعمل على محاسبة السياسيين المتهمين بوقوع “لبنان” في أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية؛ التي دارت رحاها في الفترة بين عامي: 1975 و1990.
ضربة كبرى..
يُلفت التقرير إلى أن المكاسب المحققة، التي أعلن عنها حزب (القوات اللبنانية)، وهو حزب مسيحي تدعمه “المملكة العربية السعودية”، تعني أن هذا الحزب سيتفوق على حزب (التيار الوطني الحر)؛ المتحالف مع جماعة (حزب الله)، ليُصبح بذلك أكبر حزب مسيحي في البرلمان.
ومن جانبها؛ قالت “أنطوانيت جعجع”، رئيسة المكتب الإعلامي لحزب (القوات اللبنانية): إن “حزب (القوات اللبنانية) حصل على: 20 مقعدًا على الأقل، أكثر من المقاعد التي حققها في انتخابات 2018؛ وكانت: 15 مقعدًا”. بينما تحدث “سيد يونس”، رئيس الجهاز الانتخابي لحزب (التيار الوطني الحر)، إلى وكالة (رويتز) قائلًا: إن “(التيار الوطني الحر) حصل على: 16 مقعدًا، أي أقل من المقاعد التي حققها في انتخابات 2018؛ وكانت: 18 مقعدًا”.
ويُضيف التقرير أن حزب (التيار الوطني الحر) يُعد أكبر حزب مسيحي في “البرلمان اللبناني” منذ عودة مؤسسه، الرئيس “ميشال عون”، من المنفى؛ في عام 2005؛ في “فرنسا”. وكان “عون” و”سمير جعجع”، زعيم حزب (القوات اللبنانية)، خصمين خلال الحرب الأهلية. أما حزب (القوات اللبنانية)، الذي تأسس بوصفه (ميليشيا) خلال الحرب الأهلية اللبنانية؛ التي استمرت 15 عامًا، فكان أحد أشد الفصائل اللبنانية انتقادًا لـ (حزب الله).
وأوضح “الحاج علي” قائلًا: إن “حلفاء (حزب الله) المسيحيين فقدوا الإدعاء بتمثيل الأغلبية المسيحية”، ووصف ذلك بأنه: “ضربة كبرى” لمزاعم جماعة (حزب الله) الشيعية: “بأنها تتمتع بتأييد من مختلف الطوائف لترسانة أسلحتها القوية”.
“حزب الله” يواجه حقيقة جديدة..
ينوه التقرير إلى أن (حزب الله) وحلفائه في حركة (أمل)؛ برئاسة “نبيه بري”، رئيس مجلس “البرلمان اللبناني”، احتفظا بهيمنتهما على تمثيل الشيعة، وفازا بجميع المقاعد المخصصة للطائفة الشيعية، وفقًا للإحصائيات الأولية التي كشف عنها الحزبين. ولم يتبق سوى أن نرى ما إذا كان حلفاء (حزب الله) سيحصلون على مقاعد البرلمان التي أصبحت شاغرة بعد انسحاب السياسي السُني البارز؛ “سعد الحريري”، لا سيما في “بيروت”، و”شمال لبنان”.
وأبرز التقرير ضرورة انتخاب البرلمان المقبل رئيسًا له، وهو المنصب الذي يشغله “نبيه بري”؛ منذ عام 1992، قبل أن يُرشح البرلمان رئيسًا للوزراء لتشكيل الحكومة القادمة. ومن المقرر أن ينتخب النواب اللبنانيون، في وقت لاحق من هذا العام، رئيسًا جديدًا للبلاد ليحل محل؛ “ميشال عون”، والذي تنتهي ولايته في الحادي والثلاثين من تشؤين أول/أكتوبر القادم.
بداية جديدة لـ”لبنان”..
تابع التقرير مؤكدًا على أن أي تأخير تشهده عملية تشكيل الحكومة اللبنانية، وهو الإجراء الذي قد يستغرق شهورًا، من شأنه أن يُؤدي إلى مزيد من التباطؤ في إجراء الإصلاحات اللازمة لمعالجة الأزمة الاقتصادية وإفساح المجال للحصول على الدعم من “صندوق النقد الدولي” والدول المانحة.
وحقق مرشح معارض لـ (حزب الله) تقدمًا كبيرًا في إحدى المناطق الواقعة في “جنوب لبنان”، والتي يُسيطر عليها (حزب الله). وأفاد مسؤولان في (حزب الله)؛ أن “إلياس جرادي”، طبيب عيون، فاز بمقعد للمسيحيين الأرثوذكس كان يشغله في السابق؛ “أسعد حردان”، من الحزب (السوري القومي الاشتراكي)، وهو حليف مقرب من (حزب الله)؛ وعضو برلماني منذ عام 1992.
وفي هذا الصدد؛ قال “جرادي”، لوكالة (رويترز): “إنها بداية جديدة للجنوب وللبنان بأسرها”. وأوضح “نديم حوري”؛ المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربي أن: “نتائج: 14 أو 15 مقعدًا ستُحدد الأغلبية. وستكون هناك كتلتان متعارضتان في البرلمان، الكتلة الأولى يُمثلها (حزب الله) وحلفاؤه من جهة، ويُمثل الكتلة الثانية حزب (القوات اللبنانية) وحلفاؤه من جهة أخرى، وفي المنتصف هذه الأصوات الجديدة”، بحسب ما يختم الموقع تقريره.