خاص – كتابات :
اعتبر تحالف (عزم)، برئاسة الشيخ “خميس الخنجر”، اليوم الأربعاء، بأن عودة السياسي العراقي، “رافع العيساوي”، إلى محافظة “الأنبار” سيُغير المعادلة الانتخابية بالمحافظة، واصفًا تحالف “العيساوي” مع “الخنجر”؛ بأنه: “يُمثل قوة وإرادة أبناء المكون السُني”.
وقد عاد “العيساوي” إلى “العراق”، العام الماضي، ومثل أمام القضاء الذي برأه لاحقًا من تهم تتعلق بالإرهاب والفساد وهدر المال العام؛ بعد أن صدر حكم بحقه في السابق بالسجن لسبع سنوات.
ويّعد “العيساوي” من الشخصيات السياسية السُنية البارزة، التي شغلت مناصب متقدمة في “العراق”، بعد عام 2003؛ من بينها منصب نائب رئيس الوزراء، ووزير دولة للشؤون الخارجية، ووزير للمالية؛ في حكومة رئيس الوزراء الأسبق، “نوري المالكي”.
وعقب اتهامات لـ”العيساوي” تتعلق بالإرهاب، عام 2012، اقتحمت قوة عسكرية مبنى “وزارة المالية”، وسط “بغداد”، واعتقلت: 50 عنصرًا من أفراد حمايته، الأمر الذي كان أحد أسباب تفجّر الاحتجاجات والاعتصامات بالمحافظات السُنية تنديدًا بسياسة الاستهداف الطائفي للسياسيين.
تحالف “الخنجر” مع “العيساوي”..
في تصريحات صحافية أدلى بها اليوم الأربعاء؛ “فارس الفارس”، عضو تحالف (عزم) والنائب السابق في “البرلمان العراقي”، قال إن: “رافع العيساوي؛ له وزن على الساحة السياسية، وقدم خدمته لمحافظة الأنبار وترك فراغًا بالمحافظة عند ذهابه”، مشيرًا إلى إن: “أبناء المكون السُني يرون إن، العيساوي، تعرض إلى المظلومية كما يتعرض أبناء المكون”.
وأضاف إن: “العيساوي؛ كان يُمثل تعبيرًا مصغرًا لما تعرض له المكون السُني، وعودته لها تأثير ووزن لمحافظة الأنبار؛ وسيُغير المعادلة الانتخابية بالمحافظة”.
وتابع “الفارس”، أن: “توحد العيساوي والخنجر؛ يُمثل قوة وإرادة، وإن الهدف من ذلك لخدمة أبناء المكون”، متوقعًا أن: “(عزم) سيحصل على أغلب المقاعد الانتخابية، (في الأنبار)، إلا إننا نخشى من استغلال السلطة لتتغير نتائج الانتخابات”.
ويُعد تحالفا (عزم) و(تقدم)، بزعامة “محمد الحلبوسي”، من أبرز الكتل السياسية التي تتنافس على حصول مقاعد البرلمان في المناطق ذات الأكثرية السُنية شمالي وغربي البلاد.
تحالف “عزم”..
فور تأسيسه في نيسان/إبريل الماضي؛ أعلن تحالف (عزم) عن أهدافه وخططه نحو خوض المعركة الانتخابية؛ والمزمع إجراؤها في العاضر من الشهر المقبل؛ وانتخب التحالف بالإجماع الأمين العام لـ”حزب المشروع العربي”، السياسي العراقي، “خميس الخنجر”، رئيسًا له.
ويضم التحالف كل من: “خالد العبيدي، سليم الجبوري، صلاح مزاحم الجبوري، مثنى السامرائي، محمد الكربولي، جمال الكربولي، راكان الجبوري، سلمان اللهيبي، محمد العبد ربه، قتيبة الجبوري”. ومنذ لحظة تأسيسه الأولى وحتى اليوم نجح التحالف في جذب العديد من ساسة العراقي ومثقفيه؛ كتحالف مدني تمثل في مرشحيه من المثقفين وأصحاب الاختصاص؛ وإن كان يضم “بعض” السياسيين مازالت تحوم على رؤوسهم علامات الاستفهام والتعجب من جمهور أنصاره.
ويُعد (عزم)؛ ندًا لرئيس مجلس النواب، “محمد الحلبوسي”، في المنافسة على المقاعد في المناطق ذات الغالبية السُنية خلال الانتخابات المقبلة.
وقد شكل تحالف (عزم) من عدة أحزاب سياسية من المحافظات المحررة، وقد صرح عضو التحالف، “محمد نوري عبدربه”، في وقت سابق؛ أن: “تحالف (عزم) ليس منافسًا لأي حزب أو تحالف آخر، ولكن بعد إقرار قانون الانتخابات الأخير الذي قسم المحافظات على شكل دوائر انتخابية، وكي لا يكون هناك صدام سياسي وتنافس ما بين بعض الأشخاص، وألا يكون هناك تأثير وأولويات لشخصية معينة، من خلال التفاهم مع هذه الأحزاب على دعم شخصية معينة أو إثنين في كل دائرة انتخابية، كي تستطيع الحصول على أكبر عدد من المقاعد البرلمان العراقي القادم”.
وجزء غير قليل من قوة تحالف (عزم)، تستند إلى كاريزمية رئيسه، الشيخ “خميس فرحان الخنجر العيساوي”، وهو رجل أعمال عراقي ومليونير يتمتع بقوة كبيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا يطمح لمنصب سياسي أو يسعى لتقلده؛ وإنما لديه مشروع اقتصادي وسياسي يريد من خلاله إعادة إعمال المناطق الغربية، التي دمرها الإرهاب الداعشي والحرب الطائفية، والذي يحاول (الحشد الشعبي)، السيطرة على قرارها السياسي ومصادرتها.
حظوظ “عزم” الانتخابية..
ووسط خريطة انتخابية معقدة بفعل اسباب وأطراف متشعبة، تشهد الساحة السياسية السُنية العراقية تنافسًا سياسيًا محمومًا بين مختلف القوى والأحزاب والشخصيات التي قررت خوض الانتخابات؛ المنتظر أن تجرى في العاشر من تشرين أول/أكتوبر 2021، إلا أن الأنظار تتجه نحو التنافس بين القطبين السُنيَّين الرئيسَين، تحالف (تقدم) بزعامة رئيس مجلس النواب، “محمد الحلبوسي”، وتحالف (عزم)؛ الذي يترأسه رجل المال والسياسة، “خميس الخنجر”.
وبالرغم من أدوات التأثير التي يمتلكها التحالفان، فإن تقدم أحدهما على الآخر يبقى رهن استجابة الجماهير السُنية ذات المزاج المتقلب لخطابهما، ومدى قدرة التحالفات والقوى الأخرى على المنافسة في المارثون الانتخابي في المناطق السُنية، فضلاً عن طبيعة قانون الانتخابات الذي قسَّم، لأول مرة، المحافظات إلى دوائر انتخابية متعددة؛ قد تلعب دورًا في زيادة حظوظ المشاركين في السباق الانتخابي أو تقليلها.
وقد توقعت عدة تقارير صحافية النتائج الانتخابية، على مستوى المكون السُني، خاصة ولم يسبق أن شهدت المناطق السُنية صراعًا بين قواها؛ كالذي تشهده اليوم، ربما بسبب قانون الانتخابات الذي قسم المحافظات إلى دوائر انتخابية متعددة لا مكان فيها للضعيف، أو نتيجةً للتنافس على الزعامة التي يُصر عليها، “محمد الحلبوسي” و”خميس الخنجر”، ضمن لعبة صفرية لا مكان للمنطقة الرمادية فيها.
وبالرغم من وجود قوى سُنية متعددة وضعت نفسها في معترك السباق الانتخابي، إلا أن النزال الأهم هو الذي يجري بين تحالفين كبيرين لكل منهم أدواته، هما: (تقدم)، الذي يمتلك السلطة والمال والقدرة على استقطاب الأتباع، و(عزم)؛ الذي لديه المال أيضًا وثلاث فضائيات مؤثرة: (دجلة، والفلوجة، و”يو. تي. في”)، وجذور عشائرية وأخرى دينية فضلاً عن شخصية زعيمه المتمتعة بتأثير إقليمي وعالمي.
وبناءً على توقعات التقارير الإعلامية في الدوائر الانتخابية التي تتنافس فيها القوى السُنية، (في محافظات بغداد والأنبار ونينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك)، فإن تحالف (تقدم) قد يحصل على نحو: 23 مقعدًا، مقابل: 19 مقعدًا لتحالف (عزم)، وقد يبدو ذلك متناسبًا مع ثقل: 15 حزبًا سنيًا أنضوت ضمن التحالفَين؛ لحصد أكثر من ثلثي المقاعد المتوقعة للسُنة، والتي تُقارب: الـ 60 مقعدًا، تزيد أو تنقص عن ذلك بقليل.