خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
تقدم “سعيد محمد”، قائد مقر (خاتم الأنبياء) للبناء والتعمير، باستقالة من منصبه، وأكد التكهنات حول ترشحه في الانتخابات الرئاسية 2021م.
وكان الجنرال “حسين سلامي”، القائد العام بـ (الحرس الثوري)، قد أصدر قرارًا بتعيين، “حسين هوشي سادات”، في منصب قائم مقر (خاتم الأنبياء)، وكان يشغل سابقًا منصب مساعد قائد (الحرس الثوري) للشؤون الهندسية والدفاع المدني. كما ثمن،اللواء “سلامي”، جهود العميد الدكتور “سعيد محمد”، وعينه مستشارًا للقائد العام لـ (الحرس الثوري). بحسب صحيفة (إيران آمروز).
استقالة بسبب الترشح للانتخابات..
وقبل أيام؛ كانت إحدى القنوات على (التليغرام) قد نشرت خبرًا عن تقديم “سعيد محمد”، تقرير مفصل إلى “مجلس صيانة الدستور”؛ يضم وثائق تتعلق بفساد، “عيسى شريفي”، قائم مقام القائد “محمد باقر قاليباف”، خلال فترة رئاسته بلدية.
وعقب ذلك، نشرت وسائل الإعلام الأصولية نص استقالة “سعيد محمد”، الموجه إلى القائد العام لـ (الحرس الثوري)؛ وفيه: “إذ أقدم شكري العميق لجنابكم على دعكم في إنجاز مهام مقر (خاتم الأنبياء)، أتقدم باستقالتي من منصبي خوفًا من توجيه أي شبهة لمؤسسة (الحرس الثوري) المقدس، وفي إطار صيانة (الحرس الثوري) والمقر الثوري-الجهادي (خاتم الأنبياء) للبناء والتعمير، وذلك لأني أعتزم المشاركة في الانتخابات”.
خفايا الاستقالة..
وتقول التقارير؛ إنها ليست المرة الأولى التي يطرح فيها، “سعيد محمد”، مطلب الاستقالة، وواجه معارضة شديد في المرات السابقة. لكن ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية 2021م؛ وتفعيل نشاط حملة “سعيد” الانتخابية؛ تمت الموافقة على طلب الاستقالة.
وهذه الموافقة تنطوي على عدد من الملاحظات:
1 – تعيين البديل، منذ اليوم الأول للاستقالة، وهو ما يعني أن موضوع الاستقالة كان مطورحًا منذ مدة.
2 – وسائل الإعلام المحسوبة على (الحرس الثوري)؛ لم تستخدم عنوان: “استقالة”، وإنما كانت تميل إلى عنوان: “تعيين قائد جديد للمقر”.
ومن هذه الصياغة الخبرية؛ يتضح أنها لم تكن استقالة وإنما إقالة. وربما لذلك نشر مكتب “سعيد محمد” أنباء تفيد الاستقالة بعد انتشار نبأ الإقالة على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي.
أضف إلى ذلك، أن معظم ردود الفعل، حيال استقالة صدرت عن الأصوليين، ونشر البعض تعليقات تدعم “سعيد”، بينما وصفه آخرون بالوجه المحترق وغير المؤهل للانتخابات.
ورد الفعل الأهم؛ هو مقارنة “سعيد” بشخص، “قاليباف”، على النحو التالي: “لم يستفد، سعيد محمد، من الإمكانيات الحكومية في الدعاية الانتخابية، واستقال من منصبه استعدادًا للترشح في الانتخابات الرئاسية، في حين يستغل، قاليباف، ميزانية البرلمان في تنظيم جولات بالمحافظات والدعاية الانتخابية”.
تكشف الانقسام داخل المعسكر الأصولي..
في المقابل؛ وصف آخرون، “سعيد محمد”، بالحريص على المناصب. وغرّد “حامد كاشاني”، من الشخصيات المؤثرة والمقربة من جبهة (الثبات): “يولع الكثيرون بالترشح للفوز في الانتخابات، أو عن جهل بحجم صعوبات ذلكم المنصب. وأمير المؤمنين لم يولي مثل هؤلاء المسؤولية”.
وقد انتشرت هذه التغريدة في الفضاء الإلكتروني، حيث دار الحديث قبلاً عن ترشح: “إبراهيم رئيسي” و”باقر قاليباف” و”علي لاريجاني”، وإعلانهم عن الرغبة في منافسة، “سعيد محمد”، الذي مايزال عازمًا على الترشح.
لذلك ثمة انقسام حقيقي داخل المعسكري الأصولي. ويعتقد المعارضون، للعميد “سعيد محمد”، أن عليه الاستقالة من منصبه كمستشار؛ إذا كان عازمًا على الترشح في الانتخابات.
ودعا الأصولي، “جواد آقايي”، “مجلس صيانة الدستور”، إلى رفض صلاحية، “سعيد محمد”، وكتب على (تويتر): “استقال، سعيد، من منصبه كقائد مقر (خاتم الأنبياء) استعدادًا للترشح في الانتخابات الرئاسية، لكن ما لا يجب على مجلس صيانة الدستور تجاهله هو عدم أهليته للترشح”.
وتعجب حجة الإسلام، “موسوي طهراني”، من إصرار، “سعيد محمد”، على الترشح، وقال: “الأخ سعيد (!!).. بماذا تسمي الاستقالة، قبل 4 أيام من فتح باب الترشح للانتخابات؛ إلا لم تكن شبهة ؟.. ولابد من استقالة جميع الأخوة لتشكيل الحكومة !.. ولقد قال المرشد السابق والحالي إلتزموا برسالتكم؛ فالشعب لا يريد حكومة عسكرية”.
وبمجرد الخروج من مقر (خاتم الأنبياء)، نشر “سعيد محمد”، صوره بملابس مدنية، واستبدل صورته الشخصية على صفحة (تويتر)؛ بأخرى بقميص وبنطال. في حين كان قد أعلن قبلاً أنه سوف يحضر في المحافل الرسمية بالزي العسكري.
وبينما تنتشر أخبار “سعيد محمد”، توقف جميع المرشحين عن “التيار الأصولي”، من “لاريجاني” وحتى “قاليباف” و”محسن رضائي”، عن الدعاية بسبب غموض موقف، آية الله “إبراهيم رئيسي” من الترشح. ومن ثم يبدو أن “سعيد محمد”، هو أول خيار يرفض ربط مستقبله السياسي بقرار “رئيسي”.