29 مارس، 2024 8:56 ص
Search
Close this search box.

انتخابات إسبانيا .. عودة لنقطة الصفر وقفزة كبيرة لليمين المتطرف وسقطة لليبرالي المحافظ !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – آية حسين علي :

لم تستطع الانتخابات التشريعية التي أجريت، الأحد، في “إسبانيا” إنهاء حالة عدم الاستقرار السياسي الذي تعاني منه البلاد منذ 4 أعوام، ورغم أنها غيرت موازين القوى؛ إلا أنها عادت بالبلاد إلى نقطة الصفر بسبب معضلة تشكيل الحكومة في ظل عدم تمكن أي من الأحزاب من الحصول على أغلبية مطلقة.

وشهدت الانتخابات الرابعة التي تجريها “إسبانيا”، خلال أربعة أعوام، تصدر “حزب العمال” الاشتراكي وتقدم “فوكس” اليميني المتطرف، لكن حزب رئيس الوزراء فشل في الحصول على الأغلبية المطلقة؛ إذ حصد 28% فقط من الأصوات، والآن عليه عقد تحالفات مع قوى أخرى من أجل تشكيل الحكومة.

ووصلت نسبة المشاركة في الانتخابات إلى 69.87%، وفاز “حزب العمال” الاشتراكي الإسباني بـ 120 مقعدًا من إجمالي مقاعد البرلمان، البالغ عددها 350 مقعدًا، بينما جاء “حزب الشعب” المحافظ الليبرالي في المرتبة الثانية بعدد مقاعد وصل إلى 88 مقعدًا، في حين أصبح حزب “فوكس” اليميني المتطرف هو القوة الثالثة؛ بعدما حصل على 52 مقعدًا.

كارثة سياسية..

وصفت صحيفة (الموندو) الإسبانية الانتخابات؛ بأنها تؤدي إلى كارثة سياسية جديدة في ظل مجلس نواب بلا عقل ومستقبل مجهول للحكومة، وقالت عنها إنها تمثل فشلًا لرئيس الوزراء المنتهية ولايته، “بيدرو سانشيز”، لأنه لم يستطع الحصول على أغلبية مطلقة تمكنه من تشكيل الحكومة منفردًا، وكأنه عاد بالبلاد إلى المربع الصفر، والآن بات عليه اللجوء إلى عمل تحالفات برلمانية تحدد مصير الحكومة الذي لا يزال مجهولًا.

وذكرت الصحيفة، في تقارير عدة خرجت بعد إعلان النتائج الرسمية؛ أن الانتخابات جعلت السيناريو السياسي أكثر تزعزعًا ومليئًا بالانقسام، وأشارت إلى أن الإسبانيين لجأوا إلى صناديق الإقتراع من جديد أمام عدم وفاء “سانشيز” بمسؤوليته وعدم قدرته على تشكيل حكومة، وأن رئيس الوزراء أمام عدم تقديره لخطورة إطالة حالة الشلل الحكومي الذي يهدد بالانقسام وتراكم مؤشرات النمو الاقتصادي السيئة؛ قرر إجراء انتخابات جديدة بدلًا من التحالف مع حزب “ثيودادانوس”، (المواطنون)، وأضافت الصحيفة الإسبانية أن المصالح العامة لـ”إسبانيا” تتطلب تحالفًا كبيرًا بين “حزب العمال” و”حزب الشعب”، وهذه الوحدة تمنح “سانشيز” أغلبية برلمانية مهمة من أجل مواجهة التحديات الراهنة.

حزب “ثيودادانوس” يسقط..

بعدما كان حزب “ثيودادانوس” الليبرالي المحافظ مطروحًا كحل أمام “سانشيز” للأزمة السياسية الإسبانية، إثر تقدمه في الانتخابات التي أٌجريت، في نيسان/إبريل الماضي، وأحرز فيها 57 مقعدًا في البرلمان، شهدت هذه الانتخابات سقوطًا كبيرًا للحزب؛ إذ خسر نحو 2.5 مليون صوت و47 مقعدًا، وبات الآن هو القوة السادسة في البرلمان بعدما حصل على 10 مقاعد فقط، وأمام هذه الهزيمة الهائلة أعلن زعيم الحزب، “ألبيرت ريفيرا”، استقالته من منصبه ومن البرلمان ومن الحياة السياسية بشكل عام، وصرح “ريفيرا”: “أريد أن أكون أبًا وزوجًا وصديقًا أفضل”.

طريق مسدود !

يستطيع “سانشيز” تجميع 208 صوت إذا تمكن من التحالف مع “حزب الشعب” وحده، لكن يبدو أن كل طريق يؤدي إلى هذا الإتحاد مسدود؛ إذ صرح الأمين العام للحزب، “تيودورو غارسيا إيغيا”، بأن وجود “سانشيز” على رأس السلطة لن يؤدي إلى شيء، وخلال لقاءات عدة أجراها في اليوم التالي للانتخابات أوضح أن التوصل إلى اتفاق مع زعيم “حزب العمال” يعرقله مشكلات تتعلق بعدم الثقة واختلافات في البرامج، مشيرًا إلى أن الإسبانيين يطالبون “الشعب” بأن يقدم البديل.

وصرح “إيغيا” لإذاعة (أوندا سيرو)؛ بأن الحزب لا يثق في “سانشيز” ولن يترك “إسبانيا” دون بديل، ويرى “إيغيا”، الذي أدار حملة الحزب خلال الانتخابات وتلقى الكثير من الانتقادات تتعلق بخسارته في “مرسيه” وبإستراتيجيته أمام حزب “فوكس” اليميني، أن القرار في يد “سانشيز”، وعليه أولًا أن يفكر أنه ليس المرشح الأفضل لمنصب رئيس الوزراء، وأشار إلى أن “حزب العمال” يعتقد أن على “سانشيز” أن يتراجع كي يتقدم المشهد السياسي الإسباني خطوة إلى الأمام، وشدد على أنه إما أن يرحل “سانشيز” أو يتولى زعيم حزب العمال، “بابلو كاسادو”، رئاسة الوزراء.

الوقت لا يصب في مصلحة “سانشيز”..

يدرك “سانشيز” جيدًا أن عليه الإسراع في تشكيل حكومة وأن أي تأخير لا يصب في مصلحته أو مصلحة حزبه، وبما أنه ينقصه 56 مقعدًا من أجل الحصول على أغلبية مطلقة، (176)، فإن هناك عدد من الخيارات المتاحة أمامه، لكن إذا لم يتحد مع “حزب الشعب” وحده، فسوف يتحتم عليه الاتحاد مع حزبين مجتمعين للحصول على الأغلبية المطلقة، لذا بدأ على الفور منذ إعلان نتائج الانتخابات في التواصل مع جميع  الأحزاب؛ ما عدا الأحزاب الانفصالية و”فوكس” اليميني المتطرف، من أجل التوصل إلى حكومة تقدمية برئاسة “حزب العمال”، بحسب ما أوردته صحيفة (البايس) الإسبانية.

وعلى “سانشيز” أن يكون منفتحًا أكثر؛ لأنه لن يستطيع التحالف مع الأحزاب اليسارية فقط، لأن عدد مقاعدها مجتمعة لا يصل إلى الأغلبية المطلقة، (158 صوتًا فقط)، وأمام تمسك “سانشيز” برئاسة الوزراء وإصرار “إيغيا” على رفض بقاءه في المقدمة، يبقى مصير الحكومة المستقبلية في الهواء، فهل يتمكن الرجلان من التوصل إلى تفاهمات تخفف ضبابية المشهد السياسي الإسباني ؟.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب