17 أبريل، 2024 2:53 ص
Search
Close this search box.

انتخابات آيار .. مدنية الدولة ومواجهة الفساد وإلا تفتت العراق إلى دويلات

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتابات – بغداد :

محاربة الفساد، مواجهة الفاسدين، إجتثاث جذور الفساد واقتلاع عناصره.. كلها عناوين وشعارات إتخذها المرشحون في الانتخابات العراقية المقررة، في آيار/مايو 2018، سبيلًا لدغدغة مشاعر العراقيين وإقناعهم بالتصويت لهم من أجل “تطهير الفساد” و”استعادة ثروات بلاد الرافدين”، لكن رغم ذلك يظل أبناء العراق غير مصدقين لتنفيذ تلك الوعود الانتخابية؛ لما لمسوه من عدم جدية مواجهة الفساد من حكومات متعاقبة على مدى 15 عامًا، منذ الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل، “صدام حسين”.

صخب الشعارات واللافتات يقابله فتور شعبي..

رسمت صور المرشحين للانتخابات التشريعية، التي ستجرى في الثاني عشر من آيار/مايو المقبل، شوارع العراق.. فهي بداية حملة انتخابية ميزتها صخب في الشعارات والألوان للافتات الناخبين، يقابله فتور شعبي واضح، خاصة بعدما رفعت صور “شهداء” المعارك ضد تنظيم (داعش) ووضعت بدلًا منها صور المرشحين.

فضلًا عن أن العراقيين يشتكون من فشل السياسيين في معالجة مشكلات العراق الكثيرة خلال الفترات التشريعية التي تعاقبت، منذ بداية الغزو الأميركي عام 2003، وعلى رأسها “تحقيق الأمن ورغد العيش وإلتزام الدولة بكفالة مواطنيها صحيًا وتعليميًا ومعيشيًا بما يليق ببلد من أغنياء النفط”.

الفساد داخل النخب..

تبدو الغالبية من العراقيين مقتنعة بأن هناك فسادًا داخل النخب السياسية، وبأن العراق خسر معركة التنمية والأمن والإزدهار نتيجة لذلك، وأنه كيف لوجوه وقعت في عهدها أكبر عمليات الفساد ونهب الثروات أن تستمر في التقدم لتمثيل العراقيين وتولي مسؤوليتهم ؟!

إيران تتحكم والسعودية تحاول سحب البساط..

من أوجه الفساد الذي يطل برأسه في العراق، التدخلات الأجنبية.. فقد قال وزير الدفاع الأميركي، “جيمس ماتيس”، في آذار/مارس 2018، إن لدى واشنطن أدلة مقلقة على استخدام إيران المال للتأثير في الانتخابات العراقية وتوجيه الناخبين.

وأوضح، وقتها، الرجل بأنها كميات كبيرة من الأموال جرى وضعها تحت تصرف “إحكام وفرض السيطرة على القرارات العراقية”، وقارن بين إيران وروسيا التي تُتهم بالتدخل في الانتخابات الأميركية الأخيرة، التي جرت أواخر عام 2016.

في المقابل، تتحدث أوساط صحافية عراقية عن ضخ دول عربية، وعلى رأسها السعودية، أموالًا بأوامر عليا من ولي العهد السعودي الأمير الطامح للسلطة، “محمد بن سلمان”، للتأثير في هذه الانتخابات، بعد أن نصحته الدوائر الأميركية بذلك !

الطائفية أبرز مشاكل العراق منذ الغزو الأميركي..

إذا كان الفساد هو العنوان العريض لوضع العراق، فإن هناك عناوين أخرى لا تقل أهمية؛ وتشكل أيضًا تحديات كبيرة للعراقيين.

من هذه التحديات ظاهرة الإصطفاف الطائفي، التي برزت بشكل واضح بعد الغزو الأميركي، وانقسام العراقيين بشكل هو الأعنف منذ عقود.

توجه مدني يخاطب معاناة العراقيين..

لكن يبدو اليوم أن هناك محاولات للخروج من هذا الوضع، من خلال توجه مدني فرضه الشارع في بداية الأمر.

فنجد الشعارات المدنية والوطنية حاضرة في برامج انتخابية لتيارات عراقية عدة؛ كائتلاف “سائرون”، الذي يتبنى شعار “للمدنية سائرون”.

رغم ذلك، فإن ظهور هذه التيارات أسهم بتعزيز ما اصطلح عليه بظاهرة “التشظي”، التي يعرفها المشهد السياسي العراقي، فالعراقيون مدعوون للاختيار من بين نحو 7 آلاف مرشح يمثلون 320 حزبًا سياسيًا وائتلافًا وقائمة انتخابية يتنافسون على 328 مقعدًا.

إرباك المشهد أمام الناخبين..

في العراق اليوم؛ وقبل انتخابات آيار، لا تقتصر ظاهرة “التشظي” على جهة دون أخرى، فهي تعم كل أطياف المشهد السياسي مما يربك العراقيين ويجعل اختياراتهم حسب برامج واضحة، أمرًا صعبًا.

الإنتصار على “داعش” يرفع أسهم “الحشد الشعبي”..

المؤكد أن هذه الحملة الانتخابية، أهم ما يميزها، أنها تأتي بعد شهور من الإنتصار على تنظيم (داعش)، فإذا كان هذا النصر ورقة سيسعى للاستفادة منها رئيس الوزراء، “حيدر العبادي”، وقادة ورموز “الحشد الشعبي” بالخصوص، فإنه يطرح كذلك تحديات على الجميع.

النازحين والمهجرين من يضمن عودتهم إلى ديارهم ؟!

أبرزها؛ أن ما حدث أدى من جهة إلى تهجير ونزوح مئات الآلاف من العراقيين، الذين لن يشاركوا في الانتخابات المقبلة في ظروف مناسبة، والذين يجب أن تضمن لهم حكومة بغداد المقبلة، حق العودة إلى ديارهم.

إعادة الإعمار واستعادة ثقة العراقيين..

من جهة أخرى؛ فإن الحكومة المقبلة سترث تركة إعادة إعمار، “ثقيلة”، بعد الدمار الكبير الذي نتج عن الحرب على تنظيم (داعش) !

وهنا على الجميع أن يعي أن النخب السياسية ستواجه تحديات كثيرة، لكن أكبرها، وفق متابعين للشأن العراقي، هو استعادة ثقة العراقيين في حكومتهم ونوابهم؛ وإلا فإن استمرار الانقسامات سيظل هو سيد الموقف، وربما يتحول إلى تناحرات تقسم العراق نفسه إلى قطاعات ودويلات ترضي طموح جميع الأطياف بنوع ما من الحكم الذاتي يتحصل خلاله الطرف الأقوى على النسبة الأكبر من ميزانية بلاد الرافدين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب