19 أبريل، 2024 3:47 ص
Search
Close this search box.

“اليونان” تحت ألسنة اللهب .. والحكومة تستدعي نظرية المؤامرة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

أن تواجهك ألسنة اللهب على الأرض بينما تظللك سحب مليئة بالغبار والأبخرة، بينما تعترض طريقك جثث متفحمة وأشلاء منتشرة في كل مكان، إنها لتجربة مأساوية بلا شك، وهذا ما يعانية سكان “اليونان” إذ تتعرض لموجة حرائق هي الأخطر منذ 2007، إذ سجلت خلال 24 ساعة 47 حريقًا، بحسب تصريحات مصادر في الحكومة لوسائل إعلام محلية، وتظهر الصور التي التقطت بطائرات الهليوكوبتر سيناريو مروع؛ إذ تمكن الآلاف من الفرار من ألسنة اللهب بينما لم يستطع آخرون الخروج من منازلهم وبقي بعضهم داخل سياراتهم.

وتأتي الحرائق في ظل تعرض البلاد لموجة حر مكثفة تصل فيها درجات الحرارة إلى 40 درجة، وما زاد الأمور سوءًا أن سرعة حركة الرياح تصل إلى 60 كلم/ساعة ما يؤدي إلى صعوبة عملية إخماد الحريق، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.

وحتى الآن سجلت 79 حالة وفاة وحوالي 200 إصابة بعضها شديدة الحرج، وتخشى السلطات من زيادة الأعداد خلال الساعات المقبلة، وحتى الآن لا يعرف بالتحديد عدد المفقودين لأن السلطات تلقت مئات الاتصالات الهاتفية من أهالي المفقودين وأصدقاءهم يطلبون فيها سرعة البحث عنهم وإنقاذهم.

عدد الضحايا في تزايد وسط صعوبة الإنقاذ..

صرح رئيس بلدية مدينة “رافينا”، الواقعة في إقليم “أتيكا” على بعد 30 كلم من العاصمة “أثينا”، “إفانغولوس بيرنوس”، لقناة (سكاي) اليونانية، بأن عدد الضحايا قد يزيد عن مئة شخص، مشيرًا إلى أن “قرية ماتي لم تعد موجودة”.

وأضاف “بيرنوس” أن هناك آلاف المباني لا تزال تحت ألسنة اللهب.

وتمكنت فرق الإطفاء من العثور على جثث متفحمة لـ 26 شخصًا، في قرية “ماتي”، التي تبعد 30 مترًا عن سطح البحر، وأوضح رجال الإطفاء أن طبيعة المنطقة والأشجار الكثيفة تزيد من صعوبة عملية السيطرة على الحريق أو إنقاذ الضحايا، وصرح أحد مسؤولي الإطفاء لوكالة (فرانس برس) بأنه “علينا أن نعثر على المزيد من الضحايا”.

وصرح رئيس “منظمة الصليب الأحمر” في اليونان، “نيكوس إكونوموبولوس”، بأن الـ 26 ضحية كانوا مجموعة من الأسر مع أبناءهم يحاولون العثور على مخرج للفرار، لكن لسوء الحظ لم يتمكنوا من الوصول في الوقت المناسب، ويبدو أنهم عندما اقتربوا من النهاية أحتضنوا بعضهم البعض.

قرية “ماتي” السياحية تمتليء بالجثث المتفحمة..

بحسب المتحدث باسم الحكومة اليونانية، “ديميتريس تزاناكوبولوس”، كان لقرية “ماتي” النصيب الأكبر من عدد الضحايا.

ويقدر عدد سكان المدينة بـ 200 شخصًا فقط، لكنها تتحول في الصيف إلى منطقة سياحية يزورها السائحون من كل البلاد الأوروبية، وعند نشوب الحريق كان بها آلاف الأشخاص، كثير منهم فروا إلى الشاطيء وركبوا المراكب كي يتمكنوا من إنقاذ حياتهم.

وقالت إحدى الضحايا لقناة (سكاي): “لقد رأيت جماجم وسيارات متفحمة، أشعر بأنني سعيدة الحظ لأنني نجوت”.

وقال “كويتاس لاغانوس”، الذي نجا من الحرائق، لوسائل إعلام يونانية: “لقد نجونا بفضل البحر لأن ألسنة اللهب وصلت حتى الماء، وحرقت النار ظهورنا، لكننا قفزنا في الماء”.

بينما لقي كثيرون مصرعهم غرقًا أثناء محاولة الهروب وسط السحب المليئة بالغبار والأبخرة.

وتمكن خفر السواحل اليونانية من إنقاذ حوالي 700 شخص في السواحل القريبة من ميناء “رافينا”، وتعاونت عدد من المدن في جهود الإنقاذ من خلال وضع سفنها تحت سيطرة خفر السواحل، كما استخدمت سفينتين عسكريتين وطائرات هليوكوبتر تابعة للجيش في عملية إخلاء المنطقة.

نظرية المؤامرة..

لا تستبعد السلطات اليونانية أن تكون الحرائق مدبرة؛ ذلك لأنها نشبت في أماكن مختلفة في نفس الوقت، وسجل الحريق الأول في إحدى الغابات القريبة من مدينة “كينتا”، الواقعة على بعد 50 كلم غرب “أثينا”، بينما وقع الثاني في “بنتيلي” شمال العاصمة، وأحيطت “أثينا” بالحرائق، لكن ألسنة اللهب تمددت في أجزاء أخرى من منطقة “أتيكا” التاريخية، ووجد أغلبية الضحايا في المنطقة الواقعة بين ميناء “رافينا”، على بعد 30 كلم من العاصمة والتي توجد بها قرية “ماتي”، ومدينة “نيا ماكري” على بعد 100 كلم شمالاً.

وأعلنت الحكومة حالة الطواريء وطلبت المساعدة من “الاتحاد الأوروبي”، ومن جانبه، عبر رئيس المفوضية الأوروبية، “جان كلود يونكر”، عن تأثره بالمأساة التي تعرضت لها “اليونان”، وأعلن أن المفوضية “لن تدخر جهدًا لمساعدة اليونان وشعبها”.

وحصلت “أثينا” على دعم من كل الشركاء الأوروبيين؛ إذ أرسلت “قبرص” أكثر من 60 رجل إطفال، وأرسلت “البرتغال” 50 آخرين، ومن جانبها، عرضت “تركيا” دعمها لـ”اليونان”، برغم توتر العلاقات بينهما.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب