اليوم العالمي للاجئين .. معاناة دائمة وخوف من المستقبل وحلم بعودة قريبة

اليوم العالمي للاجئين .. معاناة دائمة وخوف من المستقبل وحلم بعودة قريبة

كتب عمرعريم..تحتفل الامم المتحدة في 20 من شهر حزيران من كل عام باليوم العالمي للاجئين .
ويخصص هذا اليوم لاستعراض هموم وقضايا ومشاكل اللاجئين والأشخاص الذين تتعرض حياتهم في أوطانهم للتهديد، وتسليط الضوء علي معاناة هؤلاء وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم وذلك برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (UNHCR).
بدأ الاحتفال به في العام 2000 بعد قرار من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في الرابع من كانون الاول/ديسمبر من نفس السنة، كما نوه القرار أن تاريخ 2001 كان ليوافق الذكرى الخمسين لاعلان اتفاقية جنيف المتعلقة بوضع اللاجئين، فيما احتفل به للمرة الأولي في العام 2001. وتم اختيار يوم 20 حزيران/يونيو لتزامنه مع الاحتفال مع يوم اللاجئين الأفريقي الذي تحتفل به عدة بلدان أفريقية.
ويعيش معظم لاجئ العالم 86 % في بلدان العالم النامي، في مقابل 70 % قبل 10 سنوات. ومعظم هذه البلدان ظلت أبوابها مفتوحة أمام الباحثين عن الأمان، وأظهرت سخاء يتجاوز طاقتها في كثير من الأحيان.
وناشد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في رسالة سابقة له بالمناسبة” جميع الدول الأعضاء والشركاء في المجتمع المدني أن يبذلوا قصارى جهدهم من أجل دعم الأمم والمجتمعات التي ترحب بالأشخاص الذين شردوا بالقوة لكي يعيشوا في كنفها.”.
وتقيم عدة دول ومناطق مختلفة في العالم احتفالات خاصة باليوم العالمي للاجئين وذلك طوال سنوات عديدة. ويعتبر يوم اللاجئين في أفريقيا والذي يحتفل به في 20 حزيران/ يونيو من كل عام من أكثر الأيام انتشاراً في عدد كبير من الدول.
واعتمدت الجمعية العامة القرار 55/76 في 4 كانون الأول 2000، الذي أشارت فيه إلى أن عام 2001 يصادف الذكرى السنوية الخمسين لاتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين , كما أن منظمة الوحدة الأفريقية وافقت على إمكان تزامن اليوم العالمي للاجئين مع يوم اللاجئين الأفريقي الموافق 20 حزيران.
ولهذا قررت الجمعية العامة أن يتم الاحتفال باليوم العالمي للاجئين في 20 حزيران/يونيو من كل عام إبتداءً من عام 2001.
وتقوم المفوضية بمساعدة الأشخاص الذين تعنى بأمرهم على العثور على مستقبل جديد من خلال إعادة التوطين أو العودة الطوعية إلى الوطن، كما من خلال الاندماج المحلي. وفي معظم الأحيان، يفضّل اللاجئون العودة إلى بلدانهم الأصلية. وتخطط المفوضية في هذا العام، كما في كل عام، تنظيم أنشطة في سائر أنحاء العالم من أجل تسليط الضوء على محنة اللاجئين والنازحين والأشخاص الآخرين الذين ترعاهم والدعوة بالنيابة عنهم للحصول على المساعدة التي يحتاجون إليها.
وذكر الاتحاد الاوربي ان اليوم العالمي للاجئين، وهو يوم تعيش فيه الأسرة الدولية قلقاً متزيداً نتيجة ارتفاع أعداد النازحين حول العالم إلى مستوى مأساوي جديد الذي يتجاوز 46 مليون نسمة بحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اضافة الى مترتب عليه من وجود العائلات المفككة والطفولة والحياة المدمرة بسبب الهروب من حرب أو كارثة.
واعتمد الاتحاد الاوربي /اللجوء الأوروبي المشترك/ في تتويج لعمل استمر سنوات لضمان معاملة أفضل وأكثرإنسانية للذين ينشدون الحماية.وسوف يؤمن هذا النظام وصولاً أفضل إلى عملية اللجوء لمن يطلبون الحماية، وسيؤدي إلى قرارات لجوء أكثر عدالة وأسرع وأفضل جودة، وسيضمن عدم مواجهة الأشخاص الذين يخشون الاضطهاد المخاطر من جديد ويؤمن ظروفاً كريمة ولائقة لطالبي اللجوء في الاتحاد الأوربي.
ومازالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تواجه تحديات لا مثيل لها من أجل تلبية إحتياجات الملايين من الأشخاص النازحين من صراعات و بسبب الإضطهاد حول العالم.
وتعتمد المفوضية على الدعم المستمر والإسهامات السخية من المتبرعين بشكل أساسي في إستكمال أعمالها وايضاً، تقوم المفوضية حالياً بمحاولة الوصول للقطاع الخاص و للأفراد لدعم ما تقوم به من خدمات للاجئين.
واعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة بلوغ عدد النازحين واللاجئين على اثر مختلف النزاعات في العالم مستوى قياسيا قدره 60 مليونا في العام 2014 .بمعدل 42,500 شخص يوميا كلاجئين او نازحين او طالبي لجوء يشكل الاطفال اكثر من نصفهم .
وذكرت المفوضية في تقريرها السنوي ان ” العام الماضي شهد زيادة مذهلة في عدد الاشخاص الذين ارغموا على الفرار مع بلوغه 59,5 مليون نازح ولاجئ بالمقارنة مع 51,2 مليوناً في العام 2013 التي عدت الاعلى في سنة واحدة”.مبيناً ان”عددهم قبل عشر سنوات كان 37,5 مليوناً”.
ونقل بيان المفوضية عن المفوض الاعلى للاجئين /انطونيو غوتيريس/قوله اننا “لم نعد قادرين على اعادة لم الشمل في ظل عجز الوكالات الانسانية.”.
واضاف “ليست لدينا الامكانيات والموارد لمساعدة جميع ضحايا النزاعات واننا نتوقع ان يبلغ عدد النازحين واللاجئين ذروته في نهاية السنة الحالية “.مشيراً الى انه ” في عام 2014 وحده، تمكن 126800 لاجئ فقط من العودة الى مناطقهم، وهو ادنى عدد خلال 31 عاما”.
وتشير المعلومات الى بلوغ عدد النازحين داخل العراق نتيجة المواجهات المسلحة ضد تنظيم داعش الارهابي وتداعياتها 3 ملايين نازح.
ويسعى الكثير ممن هجر ونزح من مدينته وخاصة في العراق الى البحث عن اخر يبعده عن مايلاقيه من ماس وكوارث في بلده ..فالبحث عن وطن بديل اصبح حلماً ليس للبعض من ابناء البلد وانما للكثيرين ممن يعيشون نفس مأساتهم في بلدان مجاورة او غيرها.
وازاء التدفق المستمر للاجئين من دول متعددة الى اوربا بشكل خاص..ومايتخذ من اجراءات في دول اخرى تجاههم ..يبقى الحلم الذي يراود اللاجئ بوطن بديل امن ومستقر يبدو حلم بعيد المنال في ظل تزايد اعدادهم بشكل كبير نتيجة الصراعات في بلادهم وعدم رغبة بعض الدول في استقبال الجميع./

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة