18 أبريل، 2024 8:04 ص
Search
Close this search box.

اليوان الصيني يتمدد.. حصان أسود يُهدد صعود الدولار ويُربك حسابات واشنطن في “حرب العملات” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

ليست مجرد عملة للتداول بل هي ذراع للسيطرة وتمدد النفوذ الأميركي المتحكم في اقتصادات دول العالم.. وفيما يبدو أن هذه العملة أضحت اليوم في مرمى تهديدات “التنين” الصيني ومعه “الدب” الروسي ودول أخرى ربما قررت الخروج من تحت العباءة الأميركية.. فهل تسمح واشنطن بذلك ؟

الخروج من السيطرة المالية الأميركية بتداول عملات بديلة..

إذ طالما ظل “الدولار” مهيمناً على الأسواق الكبرى ومتحكماً في مصائر الدول.. لكن هناك في الشرق والشمال وبقاع أخرى من الكرة الأرضية, من كان يخطط ويعمل في صمت لإرباك حسابات أميركا بمحاولة إيجاد حلول تقوم على التعامل بعملات محلية أخرى غير الدولار، وعلى رأسها “اليوان” الصيني !

فى الآونة الأخيرة بدا واضحاً التوجه نحو “اليوان” الصيني، مع سعي بكين إلى تدويل عملتها وسعي العديد من الدول إلى الاستفادة من بعض المزايا التي تقدمها الصين مقابل تدويل “اليوان”.

مكانة تتصاعد بين العملات الكبرى في التداول وأكثر من 100 دولة استخدمته !

فما هي مكانة “اليوان” الصيني بين العملات العالمية, وما الذي يمكن أن يصل إليه حقاً ؟.. يقول محللون إنه على مستوى المدفوعات العالمية يحتل المرتبة السادسة بعد “الدولار، اليورو، الين” وعملات أخرى.. أما على مستوى الاحتياطيات الدولية يأتي في المرتبة السابعة عالمياً.

أكثر من 100 دولة استخدمت “اليوان” الصيني في مدفوعاتها، كما أن هناك 1900 مؤسسة مالية استخدمت “اليوان” الصيني في تسوية العديد من المدفوعات حول العالم.

كما يوجد 23 مركز مقاصة لليوان الصيني ينتشر حول العالم، فما العوامل التي تدعم تدويل “اليوان” الصيني ؟

خطوات الصين للتمدد المالي خارج الحدود.. التكنولوجيا ومرونة الضوابط..

بداية مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين ومن شأنها تعزيز تجارة الصين مع العالم, وبالتالي قد تعزز التوجه نحو “اليوان” والطلب عليه.. أيضاً تخفيف ضوابط أسواق المال بالصين بعد أن شددت هذه الضوابط بعيد الأزمات العديدة التي شهدتها أسواق المال الصينية في السنوات الأخيرة، والدور الذي تلعبه أسواق هونغ كونغ في تعزيز دور “اليوان”.. فضلاً عن إضافة “اليوان” إلى حقوق السحب الخاصة والعملات المعتمدة لدى “صندوق النقد الدولي” بالإضافة إلى “الدولار، اليورو، الجنيه الإسترليني والين الياباني”.

كذلك مساهمة “الفينتيك”, وما تلعبه هذه المعادلة الحديثة, التي تعتمد على التكنولوجيا في عملية تقوية المدفوعات بين المؤسسات، ولا ننسى عملية تنمية المدفوعات وجعلها أكثر سهولة ما يجعل العديد من المؤسسات لديها القدرة على استخدام “اليوان” الصيني في مدفوعاتها.

مكاسب الصين تبدأ مع تسعير عقود النفط والعقود الدولية باليوان..

لكن الآن علينا أن نسأل أنفسنا.. ماذا ستجني الصين من تدويل “اليوان” أو من جعله عملة عالمية ؟

بداية استخدام “اليوان” في تسعير العقود الدولية, ولا سيما مع التجارة المتعلقة بالصين بالدرجة الأولى، كما تسعى بكين حالياً بكل قوة إلى تسعير عقود النفط باليوان كذلك، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى زيادة الاحتفاظ باليوان في الاحتياطيات لدى البنوك المركزية حول العالم !.. ما يعني بطبيعة الحال انخفاض تكاليف الاقتراض بالنسبة للشركات الصينية.

زيادة النفوذ الاقتصادي للصين وظهور تكتلات سياسية واقتصادية جديدة..

كل هذه العوامل تصب مجتمعة في زيادة النفوذ الاقتصادي للصين, وجعل بكين تعتمد على “اليوان” بدرجة أكبر من اعتمادها على “الدولار” الأميركي.

يضاف إلى ما سبق، ما طرأ على الساحة السياسية والاقتصادية العالمية من تكتلات جديدة.. فبدأت تنتشر الأخبار حول توجه العديد من الدول إلى الاستفادة من حركة “اليوان” المتوسعة عالمياً.

وسعي دول الشرق الأوسط للاستفادة من “اليوان” يعود إلى عدة أهداف.. أهمها جعل هذه الدول مراكز مالية بالدرجة الأولى.. تخفيض الطلب على “الدولار” الأميركي, الذي ضغط على عملات هذه الدول, بالإضافة إلى تسريع عمليات التبادل التجاري وزيادة هذه العمليات.

دبي والدوحة مراكز مقاصة لليوان واتفاقيات للتداول مع مصر وتونس والمغرب !

الآن أصبحت توجد مراكز مقاصة لليوان الصيني في كل من “دبي والدوحة”، فضلاً عن اتفاقيات كبرى لتبادل العملات تم إبرامها بين الصين و”مصر وتونس والمغرب”, بهدف تخفيف الضغوط عن عملات هذه الدول، كما يوجد الآن نظام صرف مباشر مع “اليوان” في الدول الخليجية مثل “الدرهم” الإماراتي و”الريال” السعودي.

سندات “الباندا” قريباً في السعودية والإمارات..

مؤخرا خرجت معلومات تتحدث عن وجود خطط لإصدار سندات صينية, أو ما يعرف بسندات “الباندا”, في كل من “السعودية” وإمارة الشارقة في “الإمارات”، أي إصدار سندات دولية لليوان الصيني.

الطريق لازال في بداياته.. لكنها خطوات متسارعة بشركاء بارزين !

لكن يبقى الآن السؤال الأهم أين أصبح “اليوان” الصيني ؟.. وهل بإمكانه التنافس مع “الدولار” الأميركي ؟.. ربما بعض الأرقام تعطي لمحة واضحة.. إذ إن 98% من المدفوعات التي تتم بين الولايات المتحدة والصين تتم بالدولار الأميركي.. إذ لم تزل الثقة الأكبر تتجه إلى “الدولار” الأميركي، رغم اتساع دائرة المشاركين والمتقاربين المؤثرين مع الصين لتدويل “اليوان”.

ارتفاعات متوقعة في المدفوعات الدولية إن لم تحدث أي نزاعات عسكرية !

حصة “اليوان” من المدفوعات الدولية أو التبادل التجاري بين الدول.. ضعيف نسبياً إلى الآن ولا يتجاوز الـ2%، لكن المؤشرات تقول إنها سترتفع بصورة كبيرة خلال الأعوام القليلة المقبلة إن لم يحدث أي طاريء على الساحة السياسية أو دخول منطقة شرق آسيا في نزاعات عسكرية !

بالمقابل فإن حصة “الدولار” من المدفوعات العالمية تعادل 41%، و70% من احتياطيات البنوك المركزية العالمية بالدولار.. والمحصلة هو أن الدولار لم يزل هو العملة الرئيسة في العالم، وفي سبيل الحفاظ على مكانته ستبذل واشنطن جهودها, ربما, لعرقلة طموحات التنين الصيني.

وفي النهاية فإن صعود “اليوان” ربما يأخذ وقتاً حتى ينافس بقوة “الدولار” الأميركي وينتزع منه صدارة العملات الدولية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب