20 نوفمبر، 2024 7:22 م
Search
Close this search box.

اليمين المتطرف الغربي على مواقع التواصل .. يشبه الطاعون و”يوتيوب” منصته الرئيسة !

اليمين المتطرف الغربي على مواقع التواصل .. يشبه الطاعون و”يوتيوب” منصته الرئيسة !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

بينما تقاوم منصات التواصل الاجتماعي بقوة التشدد والإرهاب المرتبط بالتنظيمات التي تصف نفسها بأنها مدافعة عن الإسلام، تقف صامتة أمام محاولات تيارات اليمين المتطرف الغربية لنشر أفكارها والدعوة إلى الكراهية والعنف، مستخدمة كل الأدوات المتاحة ومتوغلة في كل المنصات، وخاصة (يوتيوب)؛ لأنه يُعد وسيلة سهلة وتمنح المشاهد شعورًا بالقرب من صانع المقطع؛ لذا تصل الرسائل أسرع، بحسب صحيفة (البايس) الإسبانية.

وأعلن موقع (يوتيوب)، مؤخرًا، أنه سوف يحذف أي مقطع يحوي مشاهد عنف، محذرًا من أن الأمر قد يستغرق عدة أشهر، لكن بعض أشهر شخصيات (يوتيوب) العالمية تنتمي إلى “اليمين المتطرف” الغربي وتؤمن بالعنصرية وسيادة البيض، وتكمن المعضلة في أنهم يعتمدون على بث مقاطع تحوي موضوعات لا علاقة لها بالإيديولوجيات أو السياسة، وغالبًا ما تمثل شغفًا لدى فئة الشباب، ثم يدسون السم في العسل، ومن بينهم، “بيو دي باي”، الذي يقوم بعرض تقييمات لألعاب الفيديو، لكنه بات معروفًا بإيمانه بسيادة البيض، وإرتبط اسمه بمذبحة المسجدين في “نيوزيلندا”؛ إلا أنه نفى، ومن اللافت للاهتمام أن “باي” لديه أكثر من 95 مليون مشترك وشوهدت قناته أكثر من 21 مليار مرة.

خارطة طريق مشابهة..

في منتصف آذار/مارس الماضي، قام الإرهابي الأسترالي، “برينتون تارانت”، بعمل بث مباشر للمذبحة التي راح ضحيتها 50 شخصًا من المسلمين؛ إذ قام بتفجير مسجدين في مدينة “كرايستشيرش”، بـ”نيوزيلندا”، وفي الشهر التالي، حاول المراهق الأميركي، “جون إرنست”، إطلاق بثًا مباشرًا لجريمة قتل سيدة بعدما أطلق النار عليها وجرح 3 سيدات آخريات في “سان دييغو”، بـ”الولايات المتحدة”، لكنه فشل بسبب مشكلات تقنية، إن “تارانت” و”إرنست” اتفقا على الكراهية والعنف واستخدما الطريقة ذاتها لإبرازهما، كما اتفق معهم كثيرون غيرهم على خطاب العنف الذي يبثه اليمين المتشدد عل الإنترنت.

ولا يعد الإنترنت سوى وسيلة من وسائل التشدد، لكن ما قاما به “تارانت” و”إرنست” يوضح أن أولائك الذين يدافعون عن إيديولوجية تفوق البيض لديهم خارطة طريق مشابهة على الإنترنت.

مواقع التواصل غير قادرة على السيطرة..

يُعد دور مواقع التواصل الاجتماعي، في مواجهة محاولات نشر الأفكار السلبية، مهمًا للغاية، لكن الناشط السويدي، “باتريك هرمانسون”، يرى أنه ليس كافيًا، لأنها ليست المكان الوحيد الذي تنتشر من خلاله تلك الرسائل، كما أن موقع (فيس بوك) أعترف بعدم قدرته على منع البث المباشر حتى في حالة إذا ما تضمن أحداث عنف أو أعمالًا إرهابية.

وأشار المدرس بجامعة “آيوا” الأميركية، “ريشاب نيثيناند”، إلى أن كمية الرسائل التي تحمل خطاب عنف على مواقع الإنترنت يجعل من المستحيل السيطرة عليها، ويركز “نيثيناند” على دراسة منتديات “ريديت”؛ المرتبطة بالأشخاص المروجين لإيديولوجية سيادة البيض، وأوضح أن الموقع لا يضع حدودًا أمام المستخدمين لهذه المنتديات، لافتًا إلى أن الإستراتيجية التي يتبعها، “ريديت”، ليست كافية، لأنه لا يقم بحظر العضو المخالف؛ لذا فإنه يجد الطريق مفتوحًا أمام استكمال نشر رسالته، وأضاف: “إنهم يتكاثرون مثل الطاعون، يتفقون على (فورتشان) ثم ينطلقون إلى ريديت ومواقع أخرى”.

سلوك خبيث على الإنترنت..

بعدة ضغطات يمكنك التعرف على السلوك الخبيث الذي يمارسه مؤيدو اليمين المتشدد على الإنترنت، ومن بين أبرز منصاته موقع (8 تشان)، الذي يتيح لكل مستخدم نشر ما يرغب من أفكار ومعتقدات دون أية قيود، كما يمكن مشاهدة عدد لا نهائي من المقاطع الداعمة لفكرة “الإسلاموفوبيا” والعنصرية على منتدى (/pol/)، بموقع (4 تشان)، كذلك يعد منصة لمناقشة التصرفات المحتملة لمواجهة الأقليات ويتم نشر دعمًا وتأييدًا لأعمال مثل ما قام به “ترانت”، وفي هذا المنتدى يعتبر الإرهابي اليميني المتطرف، “أندريس بريفيك”، الذي قتل 77 شخصًا في هجمات “النرويغ” عام 2011، بطلًا.

وأوضح “هرمانسون”؛ أن: “سيادة البيض تعني الحذر من أن يقع النظام السياسي والاجتماعي في يد التيارات اليسارية الليبرالية”، ويقوم هذا التيار بتشجيع “الإسلاموفوبيا” ورهاب الأجانب ومعاداة السامية.

وتؤكد منظمات تقوم بتتبع نشاط المؤيدين لإيديولوجية سيادة البيض، على الشبكة العنكبوتية، أن الهدف الأساس لليمين المتطرف الجديد هو استغلال المنصات من أجل نشر أفكاره بين الشباب، لكنهم يقومون بذلك دون أن يلاحظ أحد نشاطهم، وكلما كان المتلقي أكثر براءة وسذاجة كلما سهل تلقينه الدرس، إلا أنهم لا يبثون أفكارهم في مواقع أو منصات مخفية، وأشار “هرمانسون” إلى أنهم: “طوروا تقنيات من أجل إخفاء رسائل الكره، بحيث لا تظهر في الوهلة الأولى على يوتيوب وفيسبوك وتويتر”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة