4 مارس، 2024 3:05 م
Search
Close this search box.

اليمن .. الضلع الخامس في محور المقاومة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية : 

لولا المساعي السعودية الرامية إلى تقسيم “الجمهورية اليمنية”، وكذلك الهجمات السعودية الوحشية على النساء والأطفال في “اليمن”، ربما كان “محور المقاومة” قد أقتصر على أربعة أضلاع؛ هي: “لبنان”، و”سوريا”، و”العراق”، و”الفصائل الفلسطينية”.

لكن التطورات اليمنية كانت كالمحفز، حيث ساهمت في تحول المقاومة سريعًا من محور رباعي الأضلاع إلى خماسي قوي. بحسب “أمير حسين يزدان پناه”؛ في تحليله المنشور بصحيفة (خراسان) الإيرانية المحسوبة على “الحرس الثوري”.

تشعب وانتشار محاور المقاومة..

أمير حسين يزدان پناه

محور خماسي الأضلاع؛ تمثل “طهران” نواته وقلبه النابض. محور قوي لا يعتمد على الدول الكبرى، وإنما تبلور، (بتعبير أدق)، في مواجهة القوى الكبرى، وأتسعت مكاناته وتوطدت من دولة إلى أخرى.

قوة نشأت عن خروج السيول البشرية الإيرانية، في العام 1978، ضد “النظام البهلوي”، وأحيت تدريجيًا “المقاومة والصمود” باعتبارهما رمز المقاومة ضد المستكبر والأعداء على المستويين الإقليمي وفوق الإقليمي، بل أضحت عامل نشر الأمن في المنطقة.

الطريف أن الأزمة السورية، التي إندلعت في العام 2009؛ كانت تستهدف تدمير المحور الرئيس في “محور المقاومة”، وأعني “حزب الله” اللبناني و”النظام السوري”، لكن تحولت هذه الأزمة والخطر الكبير إلى نقطة قوى لـ”محور المقاومة” بسبب القرارات الحكيمة لـ”الجمهورية الإيرانية”، وبه بركة شجاعة المدافعون عن الحرم، وجراء الأزمات السورية والعراقية توطدت مكانة الأضلاع الثلاثة، (سوريا ولبنان والعراق)، داخل “محور المقاومة” وأضحت أكثر فاعلية من السابق. وإزدادت قوة هذا المحور بدعم الشعوب الأفغانية والباكستانية، من خلال تشكيل جيوش “فاطميون” و”زينبيون”.

بزوغ قوة محور “أنصار الله”..

لكن “التحالف السعودي” ضد “اليمن”، غير المعادلات بشكل كبير وأحال “أنصار الله” اليمنية من مجرد حركة داخلية إلى قوة عسكرية ذات خبرات وسواعد قوية في أقصى نقطة داخل شبه الجزيرة العربية.

عمليات طائرات “أنصار الله” المُسيرة، بالأمس، (حيث اخترقت عشر طائرات مُسيرة جميع الفضاءات السماوية السعودية تقريبًا؛ وأطلقت صواريخ “الباتريوت” في عمق 1200 كم من الأراضي السعودية)، بخلاف العمليات الصاروخية القديمة؛ إنما تفاخر بسيطرة هذه الحركة على الحدود “السعودية” و”الإماراتية”، وتثبت بخرف ما تنطوي عليه من رسائل موجهة للغرب و”الولايات المتحدة”، توطيد مكانة ضلع “محور المقاومة” الخامس في واحدة من أصعب المراحل التاريخية للتطورات الإقليمية.

بل يعتبر اللقاء الودي، الذي جمع وفد “أنصار الله” اليمنية مع المرشد، آية الله “علي خامنئي”، في “طهران”، والذي ينطوي على رسائل مهمة، بمثابة المنعطف في تاريخ “محور المقاومة” وبداية القوة المتصاعدة بإنضمام الضلع الخامس.

والحقيقة أن أزمات العقود الأخيرة لم تفشل فقط في التأثير السلبي على قدرة “محور المقاومة”، وإنما زادت من قوة هذا التيار لدرجة أن السيد، “حسن نصرالله”، تحدث، بالأمس القريب، في بيان صريح؛ عن دور “محور المقاومة” في مواجهة التهديدات الإقليمية، وبخاصة توفير الأمن الإيراني، قائلاً: “الحرب ضد إيران إنما تعني حربًا ضد محور المقاومة بالكامل، أو بعبارة أخرى اشتعال المنطقة بالكامل”.

ولم تكد تمر 24 ساعة، على تهديدات “نصرالله”، حتى طافت الطائرات اليمنية الأجواء السعودية بالكامل، وقصفت أهدافًا مهمة في أبعد نقطة داخل الأراضي السعودية.

هذه العمليات، التي نعبر عنها بتلبية “أنصار الله” تهديدات القائد الجهادي الأعلى في “محور المقاومة”، أي السيد، “حسن نصرالله”. لقد تحولت “أنصار الله” اليمنية في غضون أربع سنوات إلى عنصر قوي بلا منازع يمتلك أسلحة استراتيجية في منطقة غرب آسيا.

هذا هو الضلع الخامس في “محور المقاومة”، والذي أمتلك القوة بشجاعة وصمود الشعب اليمني المظلوم، ويستطيع تخطيط المعادلات المستقبلية في “شبه الجزيرة العربية”، وأن يكون عامل مهم إزاء تهديدات القوى فوق الإقليمية ضد “اليمن”، و”إيران”، وباقي شعوب المنطقة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب