بغداد – كتابات
تماما مثلما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية عندما بدأت في إضعاف العراق منذ تسعينيات القرن الماضي بفرض عقوبات قاسية على رأسها منع الأدوية وحظرها من الوصول إليه بأسعارها الرسمية، ما اضطره إلى دفع تكاليف باهظة لتوفيرها عبر شركات “السوق الموازي” ومقابل حصص كبيرة من النفط بأسعار التكلفة إلى أن سقط في النهاية عام 2003.
السيناريو نفسه يتكرر اليوم في إيران ضمن مرحلة التهيئة لإسقاط النظام الإيراني ومرشده الأعلى علي خامنئي الذي لا يرضى عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريق حكمه بالبيت الأبيض.
وهو الأمر الذي جعل المستويات الرسمية الإيرانية تبدأ التصعيد الدولي؛ لإدراكها أن فرض العقوبات على الدواء يمثل خطرا على الاستقرار المجتمعي في إيران.
إذ خرج وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة له على مواقع التواصل الاجتماعي، الجمعة 8 آذار / مارس 2019، ليدين الحظر الأمريكي المفروض على قطاع الدواء والطب في إيران، معترفا بذلك بخطورة الموقف في إيران وإن لم يقصد.
ظريف طالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف من هذه السياسات التي وصفها بغير المسؤولة، كاشفا عن رسالة أرسلها 66 عالما في مجال الطب الى أمين عام الأمم المتحدة، يعربون فيها عن قلقهم تجاه الحظر الأمريكي المفروض على الأدوية في إيران وما يمثله من خطورة كبيرة على الإيرانيين وصحتهم.
على جانب آخر، ولكي تؤمن إيران نفسها من تلك العقوبات اتفقت مع بغداد توريد الأدوية المطلوبة لها من خلالها هربا من العقوبات، وذلك تحت عنوان ” تبادل الخبرات في مجالات الصناعات الدوائية”.
على أن يتم تصدير الأدوية التي تصنعها إيران وتستطيع توفيرها، في مقابل توريد العراق الأدوية التي لا تستطيع إيران الحصول عليها في ظل العقوبات الأمريكية.
وهي التفاهمات والاتفاقات التي وقعت خلال زيارة وزير التجارة العراقي محمد هاشم العاني لطهران مع وزير الصحة الإيراني سعيد نميكي، تحت شعار زيادة التبادل التجاري.
وزير الصحة الإيراني قال إن العراق يمكنه الاستفادة من 120 دواء تنتجها بلاده لا تستورد منها غير 20 فقط، وهو ما سيقابله تصدير العراق لشحنات أخرى من الأدوية لا تتوفر لإيران نتيجة العقوبات الأمريكية.