الوضع في “غزة” يتأزم بين فلسطين وإسرائيل .. فهل يرقى التصعيد إلى حرب بينهما ؟

الوضع في “غزة” يتأزم بين فلسطين وإسرائيل .. فهل يرقى التصعيد إلى حرب بينهما ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

فجأة ودون سابق إنذار، إلا أنه يأتي بعدما فشل “نتانياهو”، في تشكيل حكومة يمينية؛ وتكليف زعيم المعارضة، “يائير لابيد”، بتشكيلها، بدأ التصعيد في “القدس الشرقية” المحتلة، من خلال سعي حكومة “نتانياهو” لإخلاء عائلات فلسطينية من “حي الشيخ جراح”، سعيًا من “نتانياهو” لإرضاء المستوطنين المتطرفين، وعلى رأسهم حركة (لاهافا)، ثم إغلاق “باب العامود” دون سبب، وصولاً إلى الإعتداءات على المصلين في “المسجد الأقصى”، التي تشكل: “جريمة حرب”؛ بموجب بنود القانون الدولي، وصولاً إلى إطلاق الفصائل الفلسطينية صواريخ من “غزة”؛ ردًا على تلك الإعتداءات، وشن “إسرائيل” ضربات جوية ومدفعية مكثفة على القطاع، لتسقط 27 فلسطينيًا شهداء، بينهم 9 أطفال، وتصيب المئات، حتى صباح الثلاثاء 11 أيار/مايو الجاري.

وهو ما جعل الفصائل الفلسطينية ترد بإطلاق أكثر من 70 صاروخًا، من القطاع المحاصر، نحو “إسرائيل”، فيما يبدو أنه التصعيد الأكبر، ويطرح تساؤلات بشأن احتمالات تطور الأمر إلى حرب تشنها، “تل أبيب” على القطاع، في تكرار لحرب “غزة”، 2014.

فرصة “نتانياهو” للبقاء في الحكم..

وتعددت القراءات الصحافية للمشهد، ففي تقرير لموقع (إيرونيوز)، يرى المراقبون للشأن الإسرائيلي أن التصعيد العسكري قد يكون الحل الأمثل، أمام “نتانياهو”؛ للبقاء في الحكم. فالرجل يرزح تحت وطأة رفض شريحة كبيرة من الجمهور الإسرائيلي، وهو مُلاحق في ملفات فساد واستغلال النفوذ قد تزجّ به في السجن لو غادر السلطة، وفقد حصانته كرجل دولة.

وبالتالي؛ فإن البقاء على رأس تشكيل وزاري، ولو كان حكومة تصريف أعمال، بانتظار الإعلان عن التوجه لاستحقاق خامس، يُجنبه هذا المصير، خصوصًا وأنه يشعر أنه في حل من الضغط الأميركي تحت إدارة “بايدن”، التي لها أولويات أخرى، وأهمها مواجهة تداعيات جائحة (كورونا)؛ وطي صفحة أربع سنوات من حكم الرئيس، “دونالد ترامب”.

وكان زعيم (الليكود) يُعوّل، ولا يزال، على فشل المفاوضات بين “يائير لابيد”، زعيم حزب (يش عتيد-هناك مستقبل)، والأحزاب الأخرى؛ مثل حزب (يامينا) اليميني المتطرف؛ بزعامة “نفتالي بينيت”، الساعي لتولي حقيبة رئيس الوزراء، في حال التوصل إلى اتفاق أو اللائحة المشتركة، بزعامة الإسلامي، “منصور عباس”، الذي يبدو وكأنه يملك مفتاح ترجيح الكفة لصالح هذه الطرف أو ذاك.

مقامرة أم حسابات مدروسة ؟

لكن حسابات “نتانياهو” السياسية؛ دونها مخاطرة، خصوصًا بعد أن طالت إرتدادات الوضع، في “القدس” و”غزة”، مدنًا إسرائيلية يسكنها عرب وأعمال العنف التي حدثت في “اللد وطبرية ويافا وحيفا وعكا” وغيرها. فـ”منصور عباس”؛ لا يستطيع التفاوض على تشكيل حكومة؛ متجاهلاً الإعتداءات بحق الكثيرين من فلسطينيي الداخل. إذ أنه صرح، الخميس، عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي؛ أنه لا مفاوضات ما لم تتوقف دوامة العنف بين السكان العرب واليهود.

ورأى المراقبون أن مخاطرة “نتانياهو” تكمن في الأسئلة التالية :

  • ماذا لو أخفقت الدولة العبرية؛ في لجم تلك الإعتداءات، وتحولت الأمور إلى مواجهة بين أغلبية يهودية وأكثر من مليون ونصف المليون عربي ؟
  • ماذا لو طال أمد التصعيد العسكري، في “غزة” تحديدًا؛ مع كل ما يكلفه هذا من ثمن على صعيد الجبهة الداخلية واحتمال تكبد خسائر عسكرية ومدنية، خصوصًا وأن “إسرائيل”، كغيرها من دول العالم، بدأت تلملم بالكاد الجراح التي أوقعتها جائحة (كورونا) على اقتصادها ؟

مجازفة غير محسوبة من إسرائيل..

وفي تقرير لموقع (المصري اليوم)، قال “شعبان فتحي”، نائب رئيس موقع (الكوفية)، والمختص في الشأن الفلسطيني، إن التصعيد الذي تُمارسه سلطات الاحتلال؛ هدفه تدمير “قطاع غزة” اقتصاديًا، وإنهاك قدرات المقاومة عسكريًا، بعد أن طالت الصواريخ الفلسطينية أماكن جديدة في المدن الإسرائيلية، بما تمثل عائقًا أمامه لضم المزيد من الأراضي الفلسطينية لإقامة مزيد من المستوطنات غير الشرعية، في “الضفة الغربية” و”القدس” المحتلة.

ورأى “فتحي”؛ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، “بنيامين نتانياهو”، عمل على تصعيد العدوان على “القدس” و”غزة”، خلال الأيام الماضية، بعد فشله في تشكيل الحكومة الإسرائيلية، وتكليف غريمه زعيم المعارضة، “يائير لبيد”، بتشكيل الحكومة.

وأشار الخبير في الشأن الفلسطيني؛ إلى أن الإطاحة بـ”نتانياهو”، الذي يقوم بتسيير الأمور في “إسرائيل”؛ لحين تشكيل الحكومة، تعني الزج به في السجن لتورطه في قضايا فساد، حيث تتضمن لائحة الاتهام تهمًا تتعلق بتلقي رشاوي والاحتيال وخيانة الأمانة، وأن رحيله يعني رفع الحصانة عنه، الأمر الذي يجعله يتشبث بمكانه لآخر لحظة، وفتح جبهات جديدة حتى لو كانت من خلال الدخول في حرب جديدة.

وأكد “فتحى”؛ أن “نتانياهو”؛ بات يبحث عن نصر مزيف للهروب من شبح السجن، الذي بات يحوم حوله، بعد فشله في إستعادة جثماني الجنديين الإسرائيليين، “هادر غولدين” و”أورون شاؤول”، المحتجزين لدى حركة (حماس).

واعتبر أن “نتانياهو”؛ ربما يخسر تاريخه السياسي، في حال تمكنت المقاومة من قتل وأسر جنود إسرائيليين في هذه المواجهة المفتوحة، علاوة على التصعيد في الداخل الذي يُهدد بحرب أهلية داخل “إسرائيل”، لذلك فإن نقل الحرب إلى داخل “غزة”؛ هي مجازفة غير محسوبة من “إسرائيل”.

وتوقع الخبير في الشأن الفلسطيني؛ أن دخول “إسرائيل”، لـ”قطاع غزة”، حال حدوثه؛ لن يضيف جديدًا إلى المعادلة، وسيحرك المياه الراكدة حول إقامة “دولة فلسطين”؛ وسيحقق مكاسب للمقاومة الفلسطينية، وربما تنجح في أسر عدد جديد من الجنود الإسرائيليين، مثل الجندي، “جلعاد شاليط”، الذي بقي أسيرًا لدى المقاومة، 5 سنوات، وهو أكثر سيناريو قد يتكرر خلال الأيام المقبلة.

يعود للواجهة في دور القائد الحازم..

وعرض تقرير لموقع (DW) الألماني، رأي الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط، “بيتر لينتل”، الذي يُشرف على مجموعة بحثية تسمى: (إسرائيل)، لدى مؤسسة العلوم والسياسة في “برلين”. واعتبر أن: “التقارب بين دول عربية وإسرائيل؛ جاء بسبب إبتعاد هذه الدول بشكل ما عن الفلسطينيين، وجعلها من إيران الخصم الرئيس في المنطقة، ما ساهم في التقارب مع إسرائيل. كما أن المصالح الاقتصادية لعبت دورًا مهمًا أيضًا. ولكن في سياق الصراع الحالي، يمكن للمرء أن يشعر بأن العلاقات بدأت تتدهور مجددًا. فقد انتقدت: البحرين والإمارات العربية المتحدة بوضوح، إسرائيل. ومع ذلك، يمكن أن يساعد التقارب الأخير أيضًا في حل النزاع”.

وحذر الخبير من أن كون “إسرائيل” تعيش مخاضًا صعبًا، في سبيل تشكيل تحالف حكومي جديد، لا يعني أن الدولة غير قادرة عسكريًا على التحرك. وبالتالي، يمكن لـ”نتانياهو”، الذي يتعرض لضغوط سياسية وقانونية، العودة إلى الواجهة في دور القائد الحازم.

واعتبر الخبير الألماني، “بيتر لينتل”، أن: “دوامة التصعيد لها أسباب: منها التوقيت، من بين أمور أخرى، كون شهر رمضان يقترب من نهايته، فقد أغلقت الشرطة هذا العام، مكان الاجتماع المركزي للفلسطينيين على الحدود مع القدس الشرقية: الساحة الواقعة أمام باب العامود، لأول مرة، ساحة تستخدم دائمًا بعد الإفطار وهو مكان مهم بالنسبة للمسلمين”. وفي هذا السياق تبدو تخوفات مبعوث “الأمم المتحدة” إلى الشرق الأوسط؛ غير مبالغ فيها؛ حين عبر عن مخاوفه من اندلاع: “حرب شاملة”، بين “إسرائيل” و(حماس).

محاولة “حماس” لتحسين موقعها..

وبهذا الصدد؛ كتبت، “فرانكفورته ألغماينه تسايتونغ”، (11 نيسان/أبريل)، مقالاً تحليليًا مطولاً تحت عنوان: “حسابات حماس”، واعتبرت أن: “هناك بعض الأدلة التي تُشير إلى أن التنظيم الإسلامي صعًد الصراع مع إسرائيل من أجل تحسين موقعه تجاه حركة (فتح)، في الضفة الغربية، وأمام الرأي العام العربي. القتال من أجل المسجد الأقصى من المرجح أن يلقى الاعتراف والتقدير؛ حتى من قبل دول الشرق الأوسط، التي لم تُعد مهتمة كثيرًا بالفلسطينيين (..) فقط في العالم الذهني للإسلاميين، يمكن تبرير إطلاق الصواريخ على نطاق واسع على مناطق مأهولة بالسكان من أجل تحقيق انسحاب القوات الإسرائيلية من الحرم القدسي ومن أحد أحياء القدس. هناك مبررات واضحة لتصنيف (حماس)، من قبل الاتحاد الأوروبي، كمنظمة إرهابية”.

إسرائيليًا، كان من المفترض أن يتم التوقيع على اتفاق ائتلافي حكومي جديد في “إسرائيل”؛ من شأنه إخراج “بنيامين نتانياهو”، من رئاسة الوزراء، بعد 12 عامًا من السلطة. غير أن ذلك كان سيعتمد على السماح لـ”عرب إسرائيل”، بالمشاركة في الحكومة، التصعيد الأخير دفعهم لوقف التعاون في هذا الصدد؛ تضامنًا مع الفلسطينيين. ولا شك أن “نتانياهو” يستفيد موضوعيًا، وبشكل غير مباشر، من هذا التطور، كما أوضح موقع (شبيغل أونلاين)، في 11 نيسان/أبريل الجاري: “لم يقم، بنيامين نتانياهو، بالكثير لوقف استفزازات المتطرفين اليهود، أو للحد من الأعمال العدوانية لقوات الأمن. إنه يستفيد من التصعيد الأخير للعنف، خاصة أنه سيكون من الصعب على منافسيه، يائير لابيد، ونفتالي بينيت، تشكيل ائتلاف حكومي في ظل هذه الظروف. لا يمكنهم الاعتماد على دعم الأحزاب العربية في هذه الظروف”.

تحويل الأنظار عن العاصمة الفلسطينية..

وقال “هاني حبيب”، المحلل السياسي، إن الهدف من انتقال الحرب من “القدس” المحتلة إلى “قطاع غزة”؛ هو تحويل الأنظار عن العاصمة الفلسطينية، وما يجري فيها من انتهاكات، وإظهار العدوان الإسرائيلي على المدن الفلسطينية؛ وكأنه مواجهات مع حركة (حماس).

وأضاف “حبيب”، خلال مداخلة هاتفية له بقناة (الغد) الأميركية، أن “بنيامين نتانياهو”، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يحاول تجنيد كل ما يجري في الأراضي الفلسطينية للصب في مصلحته السياسية، بعد فشله في تشكيل الحكومة الإسرائيلية، حيث يُريد تمديد الفترة الانتقالية لحين إجراء انتخابات خامسة.

وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يُحاول أن يُظهر العدوان على “قطاع غزة”، كأنه بطولة، وهذا ما أشارت إليه تصريحات “نتانياهو” والمسؤولين الإسرائيليين الأخيرة، لإظهار صورة أمام العالم أن “إسرائيل” وحدها هي من تمتلك قرار وقف الحرب.

وأكد المحلل السياسي، أن “إسرائيل” تستهدف البنايات المدنية، إذ أنها فشلت في إحداث تأثير على القوى العسكرية والأمنية للفصائل الفلسطينية.

الأخطر منذ حرب صيف 2014..

وركز تحليل نشرته صحيفة ( The Jerusalem Post) الإسرائيلية؛ على الأوضاع الداخلية في “تل أبيب”، ومدى تأثيرها على الأحداث الحالية، راصدة تباين أسباب ما وصفته: “بالصراع الذي قد يكون الأخطر، منذ حرب صيف 2014، التي استمرت 50 يومًا”.

ورأى تحليل الصحيفة العبرية؛ أن تلك الأسباب تتراوح: “من إلغاء الانتخابات الفلسطينية؛ إلى عدم كفاءة الشرطة في التعامل مع الاحتكاكات في القدس الشرقية، إلى تصوُّر (حماس) أنَّ إسرائيل تمر حاليًا بموقف ضعف سياسي غير محسوم”.

ونوه تحليل الصحيفة، ضمنيًا، إلى أن “نتانياهو”، هو من أوصل الأمور إلى هذه النقطة الخطيرة، بإشارتها إلى ما يفعله منذ 12 عامًا، وهو: “أن يكون الشخص الذي يقرر ما إذا كان جنود الجيش الإسرائيلي سيعيشون أو يموتون، ومقدار التصعيد أو التهدئة في مواقف مشوشة للغاية”.

على أية حال، يبدو أن السؤال الوحيد الذي يطرح نفسه الآن؛ هو ما إذا كان هذا التصعيد سيستمر لأيام أم سيكون صراعًا أكبر أشبه بعمليات، 2014، وقبلها: 2012 و2008 – 2009 الضخمة.

لكن سواء، خلال الصراع الحالي، أو بعده مباشرةً، تزداد احتمالية مواجهة (حماس) لوجوهٍ جديدة وحكومة جديدة للمرة الأولى، منذ 2009، بحسب تقرير الصحيفة الإسرائيلية، وهو ما يطرح التساؤلات بشأن: “الردع الإسرائيلي مع وجود نفتالي بينيت، في رئاسة الوزراء، ويئير لابيد؛ بوصفه مزيجًا من رئيس الوزراء المناوب ووزير الخارجية، واستمرار بيني غانتس، في منصب وزير الدفاع ؟”.

ورأت الصحيفة أن “غانتس”؛ هو الأهم بين الثلاثة، إذ على الرغم من أنَّ، “نفتالي بينيت”، سيكون رسميًا الرائد في مجال الأمن القومي، وسيكون لـ”لابيد”، مساهمة كبيرة، لكن أيًا منهما ليس له مكانة قريبة من مكانة، “غانتس”، فيما يتعلق بالأمن القومي، ولأول مرة منذ عام 2009، قد يحتاج ساكن “شارع بلفور”، في بعض الأحيان إلى الإذعان لساكن الطابق العلوي بـ”وزارة الدفاع”، في “تل أبيب”.

بيد أنَّ هذا لا يعني أنَّ “بينيت” و”لابيد”؛ سيكونان سلبيين؛ فكلاهما كان جزءًا من مجلس الوزراء الأمني​​، وكلاهما لديه بعض الآراء القوية حول كيفية التعامل مع “غزة”، والافتراض الذي ساد قبل هذا التصعيد هو أنَّ ردع القادة الجدد لـ (حماس)؛ سيكون أقل مما كان عليه في عهد “نتانياهو”، الذي رَغَمَ أنوفهم عدة مرات، لكن الصراع الحالي زعزع هذه الافتراضات، بحسب الصحيفة.

ورغم أنَّ (حماس) بدأت ترى، “نتانياهو”، فجأة على أنه أضعف، ماذا لو أمر هو و”غانتس”، الجيش، بقصف “قطاع غزة” بقوة أقسى من ذي قبل ؟، كما تساءلت الصحيفة، والخلاصة هنا؛ هي أن ما أقدم عليه “نتانياهو”، من تصعيد للأمور سعيًا للتشبث بمنصبه، ربما لا يفيده في تحقيق هدفه، لكن المؤكد أن ذلك التصعيد الخطير قد طرح تساؤلات لا أحد يمكنه توقع إجابات نموذجية لها.

تطور التصعيد دون الوصول لحرب واسعة..

على الجانب الآخر، يعتقد محللون سياسيون فلسطينيون؛ أن تتطور حالة التصعيد العسكري في “قطاع غزة”، خلال الساعات القليلة القادمة، لكن من المستبعد أن تتدهور إلى حرب واسعة.

وقال “وديع أبو نصار”، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، لـ (الأناضول)؛ إنه: “لا يستبعد أن توجّه إسرائيل ضربة قاسية لقطاع غزة، ردًا على إطلاق الصواريخ”.

وأضاف “أبو نصار”؛ أنه يتوقع تدحرج الوضع العسكري إلى: “المزيد من إطلاق النار المتبادل، الذي قد يستمر إلى عدة أيام، رغم الجهود التي يبذلها الوسطاء لإحتواء الوضع”، موضحًا أن هذا التصعيد يستغلّه “نتانياهو” سياسيًا: “لتعطيل جهود تشكيل الحكومة الإسرائيلية”.

وفي السياق، قال “أبو نصّار”: “إن التساؤل الكبير يدور حول ما ستؤول إليه الأوضاع في مدينة القدس، بعد إحتواء وانتهاء هذا التصعيد، هل ستعود الأمور إلى ما كانت عليه ؟”، ويرى أنه من الصعب: “نجاح الفلسطينيين في استثمار وتحويل أحداث القدس إلى إنجاز إستراتيجي”.

واتفق “مصطفى إبراهيم”، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني؛ إجمالاً مع طرح “أبو نصار”، وقال إن تطور التصعيد في “غزة” مرتهن بتحديات متعددة، تفرضها طبيعة الرد الإسرائيلي.

وتابع “إبراهيم”، لـ (الأناضول): “إذا كان الرد الإسرائيلي عنيفًا، واستهدف منشآت مدنية، وتسبب في سقوط شهداء، فإن المقاومة من الطبيعي ألا تقف مكتوفة الأيدي وترد وفق تقديراتها العسكرية”، موضحًا أن: “سقوط شهداء من الجانب الفلسطيني سيفرض على المقاومة الرد، وهو ما قد يؤدي إلى تطور حالة التصعيد، وزيادة مدتها”.

ويعتقد “إبراهيم”؛ أن الرد الإسرائيلي سيكون: “محدودًا ومحسوبًا، خاصة في ظل وجود إدارة الرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، الذي من الممكن أن يضع بعض القيود على، نتانياهو”.

وأشار إلى أن: “هذه الصواريخ جاءت كنوع من أنواع المساندة للهبّة في مدينة القدس، ضد الإعتداءات الإسرائيلية”.

توقعات بضربات قاسية واعتقال شخصيات..

بدوره؛ يتوقّع “هاني العقاد”، الكاتب والمحلل السياسي، أن توجّه “إسرائيل”: “ضربات قاسية للقطاع، فضلاً عن إمكانية اغتيالها لشخصيات وازنة من فصائل المقاومة لتحقيق معادلة الردع”، وقال لـ (الأناضول): “المقاومة أحرجت إسرائيل ووضعتها في خانة المهزوم حاليًا، من خلال كمية الرشقات ونوعية الصواريخ التي ضربتها خلال الساعات الماضية”.

وعدّ الكاتب السياسي: “ضربة المقاومة العسكرية الأولى، للقدس ذكية ومهمة، وتعبر عن فهم عميق لطبيعة القتال”، وأشار إلى أن: “العملية العسكرية الآن تسير بمعادلة إن زدتم زدنا، وفقًا للمقاومة الفلسطينية، فكلما زاد الاستهداف الإسرائيلي ستزيد المعركة”.

ويرى أن “إسرائيل”: “صادقت على ضربة لا تنتهي سريعًا، وفق تقديراتها، إلا في حال تدخل الوسطاء، لإعادة الأمور إلى ما قبل التصعيد, لكن العودة للهدوء سريعًا تبقى مستبعدة”، وفق “العقّاد”، وذلك لعدم قبول “إسرائيل” الخروج من هذه الجولة خاسرة دون ردّ الاعتبار.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة