7 مارس، 2024 7:40 م
Search
Close this search box.

“الهوية الوطنية” .. ترياق الحياة للمجتمع العراقي من سرطان “المذهبية” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

“الهوية الوطنية”؛ يمكن تعريفها بأنها مجموعة من الميول والرؤى الإيجابية حيال عوامل وعناصر ونماذج الهوية والوحدة على مستوى دولة وتعمل ككتلة سياسية.

وفي بلد كـ”العراق” تعيش قوميتان “عربية” و”كُردية”، وبينهما الكثير من الاختلافات العميقة، وبينهما سُنة وشيعة، وحزبين كُرديين مختلفين.

في غضون ذلك؛ وللمزيد من النقاشات بشأن إرتباك الهوية الوطنية بالقوميات العراقية، أجرى (مركز دراسات السلام الدولي) الإيراني، الحوار التالي مع العراقي، “عماد زندي”، الخبير في الشأن العراقي..

تقسيم الدول القومية المحيطة بـ”إسرائيل”..

“مركز دراسات السلام الدولي” : ما مدى أهمية مناقشات الهوية الوطنية في “العراق” الآن ؟

“عماد زندي” : قبل 12 عامًا قدم أحد المراكز البحثية الأميركية بحثًا باسم (من أكون.. وأزمة الهوية في العراق)؛ وقال فريق العمل: “العراق مجتمع غير منسجم ومفتت. وعليه يمكننا تقسيم هذا البلد”. آنذاك لم يكن يعبأ الكثيرون بهذه المسألة، لكن الوضع اختلف اليوم وباتت مسألة تقسيم الدول القومية المحيطة بـ”إسرائيل” مطروحة والخطة تستهدف “سوريا” و”العراق” ودولاً أخرى بعد “ليبيا”.   

اختلاف الأوضاع العراقية بعد الاحتلال الأميركي..

“مركز دراسات السلام الدولي” : ما الرابطة التي كانت تجمع لعقود مختلف القوميات العراقية ؟

“عماد زندي” : اضطلعت أميركا بتنفيذ هذا المخطط في “العراق”. لقد كانت العلاقات قوية جدًا في السابق، وكان “الشيعة” يعيشون في تناغم كبير إلى جوار أهل “السُنة” و”الأكراد”.

لكن بعد احتلال العراق أشعل الأميركيون هذه المشكلات بـ”العراق”، فلم يعد “الأكراد” يثقون بـ”الشيعة”، وكان لـ”السُنة” نفس الموقف حيال “الأكراد” و”الشيعة”. وعليه يلعب هذا التحدي دورًا مهمًا في الوضع العراقي الراهن.

الهوية القبلية والدينية..

“مركز دراسات السلام الدولي” : ما هو دور الهوية القبلية والدينية في الهيكل “الديني-الثقافي” العراقي ؟

“عماد زندي” : الهوية القبلية والدينية تضرب بجذورها في الجذور العراقية الأساسية. وأحد أسباب ذلك إنما يعود إلى الحكم العثماني. فلطالما كان الوالي العثماني العراقي ضعيفًا ويركز على نهب وفرض ضرائب على الشعب العراقي الضعيف، وعادةً ما كانت الحكومة المركزية ضعيفة، ما أدى إلى ظهور الحكومات القبلية والعشائرية.

كذلك تعود الهوية الدينية إلى فترة الاحتلال البريطاني، حيث “ثورة الشيعة”. واستحال هذا الأمر حقدًا دفينًا وإتخذ البريطانيون القرار بعدم قيام حكومة شيعية في “العراق” وتدشين التمييز المذهبي في العراق، أوائل القرن الماضي.

والآن يبدو الحكم في العراق بيد “الشيعة”؛ الأمر الذي أدى إلى رفض “السُنة” لتلكم المسألة وقالوا حكمنا هذا البلد منذ عشرات السنوات. وهذا الأمر من أسباب الاضطراب في “العراق”.

الحل هو: “الهوية الوطنية”..

“مركز دراسات السلام الدولي” : ما مدى خطورة وضع الهوية المذهبية والمذاهب في العراق ؟

“عماد زندي” : بسبب التدخلات الخاريجية، لاسيما الأميركية والسعودية، إحتدمت الاختلافات والفجوات المذهبية في العراق. والهدف الرئيس هو تقسيم “العراق”.

“مركز دراسات السلام الدولي” : كيف تقييم وضع الهوية الوطنية في العراق ؟

“عماد زندي” : بالنظر إلى اضطراب أوضاع “العراق”؛ ويأس الشعب العراقي بسبب سوء الخدمات وغيرها، لا يفكر أحد في هذه المسألة.

فالمجتمع إنما يفكر في الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء وغيرها. والواقع أن الوضع مضطرب، وربما يمكن التفكر في وضع “الهوية الوطنية” العراقية حال تشكيل حكومة قوية.

لكن حاليًا ثمة ميول مذهبية وقومية وقبلية وعشائرية مختلفة؛ في حين ينشط العلمانيون فقط. فـ”البعثيون” علمانيون قوميون. لكن القومية تختلف عن الوطنية، والقوميون يقولون نحن عرب ونحب تشكيل حكومة مركزية عربية. لذا لا يمكن القول إن للبعثيين دور في المجتمع العراقي الحالي وإن دورهم لا يتعدى نسبة الـ 15%..

“مركز دراسات السلام الدولي” : كيف هي علاقة التيارات الشيعية أو الطائفية والوطنية في العراق ؟

“عماد زندي” : العلمانيون قوميون.. لكنهم أقلية كما أسلفنا؛ ونشاطهم ينحصر في عدد من مقاعد البرلمان العراقي. وهذه المقاعد محدودة جدًا، و”تيار الصدر” والأغلبية شيعة، لكنهم وطنيون.

“مركز دراسات السلام الدولي” : ما هي التبعات والآثار الإيجابية والسلبية للوطنية في العراق الحالي ؟

“عماد زندي” : جيدة لوحدة الدولة، طالما لم تخرج عن حدود الاعتدال.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب