“الهند” مستمرة في شراءها .. هل خسرت “ميراج-2000″ الفرنسية السباق أمام الـ”إف-16” الأميركية ؟

“الهند” مستمرة في شراءها .. هل خسرت “ميراج-2000″ الفرنسية السباق أمام الـ”إف-16” الأميركية ؟

وكالات – كتابات :

جاء إعلان “فرنسا” عن بدء تقاعد بعض نسخ طائرتها الشهيرة؛ (ميراج-2000)، ليُلقي الضوء على هذه الطائرة الأيقونية، وعلى المنافسة الضارية التي خاضتها لسنوات ضد الطائرة الأميركية؛ (إف-16)، والجدل الذي أثير حول أي من الطائرتين تفوَّق في هذه الحرب التي لم تكن باردة؛ إذ شهدت مواجهات حقيقية بين الطائرتين، كانت نتيجتها مفاجئة أحيانًا.

ففي 23 حزيران/يونيو 2022، أقيم في قاعدة جوية فرنسية حفل وداع لطائرات (ميراج-2000C) المخصصة للدفاع الجوي، والتي هي إحدى متغيرات الطائرة الفرنسية الشهيرة، التي ظلت في الخدمة لما يقرب من: 40 عامًا، وسجلت أكثر من: 235 ألف ساعة طيران.

ومن المتوقع إعادة استبدال هذه الطائرة بمقاتلات (رافال) من (الجيل 4+) الأحدث؛ في عام 2024، ولكن مازالت المتغيرات الأحدث من الطائرة (ميراج-2000) تعمل في القوات الجوية الفرنسية، حيث يُعتقد أنها سوف تستمر إلى عام 2025.

كان هناك العديد من الأصوات في “فرنسا”؛ التي اعتبرت أن طائرة (ميراج-2000C) قد عفا عليها الزمن منذ بعض الوقت. تم استخدام غالبية رحلات الطائرة في العام الماضي؛ لتدريب طيارين جُدد على مقاتلات دفاع جوي أكثر تطورًا وكفاءة من طراز (ميراج-2000-5F) وطائرات (ميراج-2000D) الهجومية التقليدية.

ومقاتلة (ميراج-2000)؛ هي طائرة من الجيل الرابع ذات محرك واحد، وتطورت مع مرور الوقت كطائرة مقاتلة متعددة المهام تُستخدم حتى يومنا هذا من قِبل عدد من البلدان، وتُصنعها شركة (داسو) الفرنسية التي تُنتج (رافال)، ويُعتقد أن الأخيرة قد تأثرت في تصميمها بـ (الميراج-2000)، بعد إخضاعها لتطوير كبير بما في ذلك التحول إلى طائرة ثنائية الجناح.

يتم تشغيل (Mirage -2000) بواسطة محرك عمودي واحد يُسمى: (SNECMA M53)، ما يجعلها خفيفة وبسيطة.

يمكن للطائرة المقاتلة أن تصل إلى سرعة قصوى تبلغ: 2.2 ماخ؛ (2.336 كيلومتر/ساعة)، ويمكنها السفر: 1.550 كيلومتر مع خزانات وقود يمكن إسقاطها، ويمكن أن تصل إلى ارتفاع: 59 ألف قدم.

و(ميراج-2000) هي سليلة عائلة طائرات (ميراج)، التي كانت أشهرها (ميراج-3)، التي ظهرت في الخمسينيات، واكتسبت شهرة كبيرة على يد الطيران الإسرائيلي في الحروب العربية، خاصة حرب 1967، الأمر الذي دفع “مصر” بعد هذه الحرب لشرائها من “فرنسا”؛ بشكل غير مباشر، بالاتفاق مع “ليبيا”، حيث شاركت في حرب تشرين أول/أكتوبر 1973.

حققت (ميراج-2000) نجاحًا في البيع والأداء القتالي، ولكن لم يصل لسمعة جدتها (ميراج-3)، التي يُنظر لها كواحدة من أشهر طائرات الجيلين الثاني والثالث مع (الميغ-21) الروسية.

“ميراج-2000” كانت قلب سلاح الجو الفرنسي وأداته الهجومية..

ظلت الـ (ميراج-2000) طائرة “فرنسا” الرئيسة؛ خلال عقود الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين.

قامت طائرات (ميراج-2000 سي) بمهام هجوم واستطلاع فوق “الكويت” وجنوب “العراق”؛ خلال عملية “درع الصحراء” و”عاصفة الصحراء”؛ في 1990 – 1991، قبل أن تبدأ في القتال خلال الدوريات الجوية القتالية فوق “المملكة العربية السعودية”.

أعادت عمليات النشر القتالية اللاحقة طائرات (ميراج-2000 سي) إلى “الخليج العربي”؛ لتعزيز منطقة حظر الطيران التي أنشأتها عملية المراقبة في المنطقة الجنوبية لـ”العراق”.

كما شاركت في عملية فرض حظر الطيران خلال الحروب اليوغوسلافية، حيث قامت طائرة (ميراج-2000 سي) بالمشاركة في عمليات الشرطة الجوية فوق “البوسنة والهرسك” بدوريات جوية قتالية، وسلمت قنابل غير موجهة لأول مرة في بيئة معادية.

تم نشر طائرات (ميراج-2000 سي) من أجزاء من “أوروبا”؛ في “ليتوانيا”: 03 مرات لعمليات الشرطة الجوية في منطقة “البلطيق”؛ التابعة لـ”حلف شمال الأطلسي” في المنطقة، واستخدمتها في عملياتها العسكرية في “إفريقيا” أيضًا.

زبائن الـ”ميراج” بينهم 03 دول عربية وكادت تتحول لطائرة عربية !

كانت “مصر” أول زبون خارجي لـ (ميراج-2000)؛ عام 1981، حين طلبت شراء: 20 طائرة، على أن يتم تجميع هياكلها في مصانع “الهيئة العربية للتصنيع”، وكان يُفترض أن يكون ذلك تمهيدًا لبيع مزيد من الطائرات المُجمعة في “مصر” لدول عربية أخرى، ولكن هذه الخطوة لم تحدث.

جاءت الصفقة المصرية في عهد الرئيس السابق؛ “محمد حسني مبارك”، عندما كان المشير “عبدالحليم أبوغزالة”، وزيرًا للدفاع، وكان الرجل مشهورًا بجهوده لتنويع مصادر التسليح، والعمل على إنشاء صناعة عسكرية بطريقة طموحة، شملت التعاون مع عدد من الدول العربية والأجنبية أبرزها “العراق”؛ في عهد “صدام حسين”، ومحاولة الحصول على مواد وتصميمات خاصة بالصواريخ من “الولايات المتحدة” نفسها، عبر عملية استخباراتية سرية، بطريقة أغضبت “واشنطن” في ذلك الوقت.

كانت صفقة (الميراج) المصرية؛ التي يُعتقد أنها تمت بتمويل خليجي، محاولة لتنويع مصادر التسليح بعد أن سقطت “مصر” في قبضة التسليح الأميركي تمامًا؛ بعد توقيعها معاهدة السلام مع “إسرائيل”؛ في نهاية السبعينيات، حيث كان باقي أسطول “مصر” من الطائرات الحديثة؛ في ذلك الوقت، مكونًا من طائرات (إف-16) و(إف-4 فانتوم) الأميركيتين إلى جانب طائرات سوفياتية قديمة.

لم يُعرف لماذا لم تستكمل “مصر” توسيع أسطولها من الـ (ميراج-2000)، بعد ذلك، هل بسبب ضغوط أميركية ؟.. أم فقدان القيادة البلاد للحماس لفكرة تنويع التسليح؛ خاصة بعد إقالة وزير الدفاع النشط؛ “أبوغزالة” ؟.. أم بسبب أن القوات الجوية المصرية وجدت الـ (إف-16) أكفأ، وهي تأتي بالمجان عبر المعونة الأميركية ؟.. قد يكون السبب خليطًا من كل هذه العوامل؛ على حد ما ذهبت إليه صحيفة (الغارديان) البريطانية في تقريرًا لها.

وكانت “فرنسا” تقليديًا تعتبر؛ الدول العربية، الزبائن المفضلين لطائراتها، ولم تكن تفرض القيود نفسها على التسليح التي تفرضها “أميركا”، وكانت رغبة “فرنسا” في بيع هذه الطائرة؛ للدول العربية، مع الطموح الذي اتسم به وزير الدفاع المصري؛ “عبدالحليم أبوغزالة”، كفيلاً بجعل “مصر” مركزًا لتصنيع هذه الطائرة في المنطقة، وكان يمكن أن تدخل دول عربية في عملية الإنتاج، ولا يمكن استبعاد أن الضغوط الأميركية أوقفت هذا الطموح “الفرنسي-المصري” المشترك؛ كما تزعم الصحيفة البريطانية.

كانت “الإمارات”؛ العميل الأكبر لهذه الطائرة بعد القوات الجوية الفرنسية نفسها، حيث اشترت: 67 طائرة من نسخة متطورة منها في التسعينيات.

في عام 1994، طلبت “قطر”: 12 طائرة من طراز (ميراج-2000-5)؛ النسخة الأكثر تطورًا من الـ (ميراج-2000).

في آذار/مارس 2011، تم نشر (ميراج-2000s)، في قاعدة جوية في جزيرة “كريت” اليونانية؛ كجزء من إلتزام “قطر” بالمساعدة في منطقة حظر الطيران التي فرضها الـ (ناتو) فوق “ليبيا”.

الهنود لهم تجربة طويلة مع الطائرة..

توفر “الهند” أكثر من غيرها من عملاء هذه الطائرة؛ فرصة لتقييم قدراتها؛ لأنها تمتلك تنوعًا كبيرًا من الطائرات، كما أن (ميراج-2000) الهندية خاضت عدة معارك جوية في ظروف صعبة؛ وفي مواجهة خصم قوي، عكس معارك الـ (ميراج-2000) الفرنسية التي كانت دومًا في مواجهة خصوم أضعف بكثير.

قدمت “الهند” أول طلبية لشراء: 40 طائرة (ميراج-2000)؛ في عام 1982، كرد على شراء “باكستان” لطائرات مقاتلة أميركية من طراز (F-16).

في معركة “كارغيل”، وهي عملية عسكرية وقعت في عام 1999، شهدت مواجهات عنيفة بين القوات الهندية ومقاتلين كشميريين مدعومين من “باكستان”؛ في مناطق جبلية شديدة الارتفاع، تفوقت الـ (ميراج-2000) على طائرات (ميغ-27) سوفياتية الصُنع في عمليات القصف التي تتطلب التحليق فوق جبال شاهقة؛ (هذه المنطقة تضم مجموعة من أعلى القمم في العالم).

دمج الهنود القنابل الإسرائيلية الموجهة بالليزر مع مقاتلات (Mirage- 2000) فرنسية الصُنع؛ ما غير قواعد اللعبة، حسب المارشال “Nambiar”، وهو طيار هندي متقاعد شارك في هذه المعركة على متن طائرة (ميراج-2000).

واستخدمت الـ (ميراج-2000) أيضًا في عملية قصف ليلي على منطقة “بالاكوت” الباكستانية؛ في شباط/فبراير 2019، حيث دخلت: 12 طائرة مقاتلة من طراز (ميراج-2000) هندية؛ المجال الجوي الباكستاني، وألقت قنابل موجهة بالليزر على مناطق زعمت “الهند” أن بها جماعات مسلحة، وأسقط الطيارون الباكستانيون طائرة هندية من طراز (ميغ-21)، واعترفت “الهند” بالأمر بعد فترة، وقالت “باكستان” إن الغارة الهندية كانت فاشلة.

في عام 2004؛ بعد معركة “كارغيل”؛ بـ 05 سنوات، أصدرت الحكومة طلبية إضافية من: 10 طائرات (ميراج-2000)؛ ما رفع العدد الإجمالي للطائرات إلى: 50 طائرة.

وبصرف النظر عن الجدل بين البلدين، فإن استخدام “نيودلهي” لطائرة (ميراج-2000) في هذه الغارة؛ عام 2019، بينما كانت تمتلك أسطولاً كبيرًا من طائرات (سوخوي-30) روسية الصُنع الأحدث والأكبر، إنما يُعبر عن ثقة القوات الجوية الهندية في الطائرة الفرنسية.

فالـ (ميراج-2000) اكتسبت سمعة طيبة كطائرة ذات قدرات قصف جيدة مقارنة بجيلها، وكذلك كان لها سمعة طيبة للغاية من حيث الجودة والأمان وصداقتها للطيار الذي يقودها.

كما أنها شكلت بديلاً جيدًا للطائرة الأميركية؛ (إف-16)، لمن لا يستطيع أو لا يُريد الحصول على السلاح الأميركي لأسباب سياسية.

خاضت منافسة شرسة مع الـ”إف-16″ الأميركية..

في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، كان لدى (Mirage- 2000) منافسون قليلون بين مقاتلات الجيل الرابع، كان أبرزهم: الـ (إف-16) والسوفياتية (MiG-29)، ومع ذلك، كانت لا تزال تُعتبر أقل قدرة منهما في نواحٍ عديدة.

عندما دخلت (ميراج-2000) الخدمة في الأصل مع سلاح الجو الفرنسي آنذاك، كانت بين المقاتلات الأكثر قوة في “أوروبا”، حيث امتلكت تقنيات حديثة مثل تقنية التحكم في الطيران بالسلك؛ (FBW)، إلى جانب التصميم الديناميكي الهوائي الذي زاد من مستوى عالٍ من الرشاقة والتعامل الرائع مع المناورات.

سمح امتلاك صاروخ موجه بالرادار في ذلك الوقت للطائرة (ميراج-2000 سي) بالانضمام إلى مجموعة صغيرة من الطائرات التي لديها هذه الميزة.

لم تستلم منافستها (F-16)؛ صواريخ (AMRAAM)، إلا بعد ذلك الوقت بكثير. في ذلك الوقت، كانت أجهزة الحرب الإلكترونية الداخلية بالكامل من الابتكارات المرتبطة بالطائرة (Mirage- 2000C).

ولكن رغم ذلك ظلمت هذه الطائرة أمام منافستها؛ (إف-16)، التي تُعتبر أنجح طائرات الجيل الرابع وأكثرها إنتاجًا.

لدى الـ (إف-16) ميزة نادرة في الطائرات الأميركية شكلت مشكلة كبيرة لـ”الميراج”، ألا وهي أن الـ (إف-16) طائرة رخيصة، سواء في ثمن الشراء أم الصيانة، وهو أمر نادر في تاريخ الطيران الأميركي، فقبل ذلك كان الفرنسيون ينجحون في السوق دومًا لأن الطائرات الأميركية كبيرة وباهظة، ويتركون للفرنسيين سوق الطائرات الصغيرة، ولكن الـ (إف-16) هيمنت على هذا السوق تمامًا.

كما كانت الطائرة (F-16) تتمتع بأداء عام استثنائي في الطيران مقارنة بطائرة “ميراج”، ولذا ستتفوق عليها بسهولة في أسواق التصدير. كانت أيضًا أقل تكلفة وتستخدم محركًا أكثر قوة.

كان العيب الرئيس في (ميراج-2000) الصعوبة في عملية تحديثها، وذلك على عكس “الولايات المتحدة” أو “روسيا”، اللذين سيُقدمان بشكل كبير خيارات لتحديث طائراتهما؛ ما تسبب في اعتبار (ميراج-2000) طائرة قديمة في وقت سابق، حسب موقع (Eurasian Times).

كما كانت الـ (ميراج-2000) مجهزة فقط بصواريخ (جو-جو) قصيرة المدى من طراز (Magic II)؛ ما يعني أنها لا تستطيع العمل خارج المدى البصري. على العكس من ذلك، تم تجهيز متغيرات (F-16) المحدثة بصواريخ (AIM-120D) الموجهة بالرادار بمدى: 160 – 180 كيلومترًا.

تعني رادارات السرب الفرنسي الضعيفة نسبيًا أنها ستكون عرضة للتشويش، وفي وضع ضعيف لاستخدام صواريخ المواجهة، حتى مع الأسلحة الموجهة بالرادار.

في المعارك الواقعية من تفوق ؟

بينما تم تجهيز طائرات (F-16) بأسلحة أكثر تقدمًا ولديها قدرات مناورة فائقة، يمكن أن تكون طائرات (ميراج)؛ التي تمت ترقيتها لتُنافس الـ (إف-16) وغيرها من مقاتلات الجيل الرابع الأحدث، حسبما يقول طيار بارز في سلاح الجو الهندي لموقع (Eurasian Times)، خاض معركة جوية بطائرات (Mirage-2000s).

ويُضيف: “إيماني الخاص هو أن طائرات (Mirage- 2000)؛ التي تمت ترقيتها أفضل من طائرات (F-16)”.

ولكن يستدرك الطيار السابق قائلاً، إمكانيات أي طائرة ليست مهمة، ما يهم هو الصواريخ التي تحملها الطائرة، في الوقت الحالي، تمتلك طائرة (F-16) صواريخ أفضل، لكن الطائرة، نفسها أدنى مستوى من الـ (ميراج) بكل الطرق. حسب قوله.

ولكن الكثيرين يرون عكس ذلك، لدى الـ (إف-16) حمولة أكبر ومدفع أقوى، وتتمتع طائرات (F-16) بالقدرة على أن تكون مجهزة بمجموعة متنوعة من صواريخ (جو-أرض) أو صواريخ أو قنابل وأجهزة التشويش الإلكترونية.

فهي المقاتلة المثالية للمهام متوسطة المدى بنصف قُطر قتالي يبلغ: 550 كيلومترًا؛ وتحمل: 450 كيلوغرامًا من القنابل، ولها قدرة ممتازة على المناورة وخفة الحركة تمنحها فرصًا عالية للفوز على طائرات الـ (ميراج) في معركة عنيفة.

بينما تكمن مزايا (ميراج) الأساسية في سرعتها التي تصل إلى: 2.2 ماخ، وهي مسألة لم تُعد مهمة كثيرًا في حروب القتال الجوي الحديثة، وكذلك ارتفاع سقف تحليقها، وهي مسألة مهمة لـ”الهند” تحديدًا بسبب الطبيعة الجغرافية لجبهتيها مع “الصين” و”باكستان”.

لم تخض مقاتلات الـ (ميراج) الفرنسية والـ (إف-16) الباكستانية معركة مباشرة في حرب “كارغيل”؛ لأن الدولتين لم تكونا في حالة حرب رسميًا رغم أن طائرات الجانبين كانت تطير وجهًا لوجه في السماء.

في الغارة الهندية عام 2019، نفت “باكستان” ما قالته “الهند”؛ من أنها أسقطت إحدى طائرات (F-16) الباكستانية، وأكدت المصادر الأميركية الرواية الهندية، باعتبار أن الـ (إف-16) أميركية الصُنع.

وقعت حادثة غامضة بين “اليونان” و”تركيا”؛ كان طرفاها: (إف-16) تركية، و(ميراج-2000) يونانية، انتهت بنشوب حريق في الـ (إف-16)، وسط تضارب التقارير حول السبب هل هو مواجهة أم حادث !

بصفة عامة حتى لو تميزت الـ (ميراج-2000) بشكل محدود في بعض النواحي على الـ (إف-16)، مثل معدل التسلق أو السرعة، فإن الـ (إف-16) استفادت من قدراتها الصاروخية والرادار الأفضل والمدى، وكذلك قابليتها الاستثنائية للتطوير دون زيادة كبيرة في التكاليف؛ ما جعلها مطلوبة حتى اليوم بشكلٍ كبير عكس الـ (ميراج-2000)؛ التي توشك على التقاعد.

والمفارقة هنا أن الـ (إف-16)؛ التي صُنعت قبل الـ (ميراج-2000)، ونافستها في يوم من الأيام، ها هي تُنافس أجيالها الجديدة الـ (رافال) سليلة الـ (ميراج-2000).

وبينما (ميراج-2000) معروفة بشكل أساس بقدرتها على تنفيذ عمليات قصف، فإن الـ (إف-16) تجمع بين هذا الدور مع مناسبتها أكثر للقتال الجوي لقدرتها العالية على المناورة، كما أن لدى (F-16) سعة تخزين أسلحة أكبر من (Mirage).

لماذا تواصل “الهند” شراء الـ”ميراج” بينما تحيلها “فرنسا” للتقاعد ؟

تقترب (ميراج-2000) ببطء من نهاية عمرها الافتراضي، وربما يكون هذا هو السبب في أن القوات الجوية في جميع أنحاء العالم تتخلص من هذه المقاتلة رغم سجلها القتالي.

لكن “الهند” تبدو استثناءً من ذلك؛ ففي أيلول/سبتمبر 2021، كشفت تقارير إعلامية أن القوات الجوية الهندية تُخطط لشراء: 24 مقاتلة من طراز (ميراج-2000) مستعملة لاستكمال مخزونها المتقادم من هذه المقاتلات، والحصول على قطع غيار لسربين حاليين منها.

ويُعتقد أنه تم تنفيذ العقد بالفعل، منها: 08 طائرات في حالة صالحة للطيران.

أشعل القرار جدلاً في “الهند” حول شراء هذه الطائرات القديمة، والتي عفا عليها الزمن، والتي تقاعدت في معظم البلدان.

ولكن القوات الجوية الهندية لها مبرراتها؛ فهي ترى أن أداء الطائرة كان جيدًا، خاصة في عمليات القصف، كما أنها تُريد قطع غيار لأسرابها في ظل احتمال عدم قدرة “باريس” على توفير قطع الغيار مع تقادم الطائرة.

وتقليديًا تقوم عقيدة القوات الجوية الهندية على أن يكون لديها أعداد كبيرة من الطائرات في مواجهة عدوين هما: “الصين وباكستان”، ولا يميل الهنود بسرعة؛ (مثلهم مثل الصينيين والباكستانيين)، إلى إحالة طائراتهم للتقاعد حتى لو تقادمت، عكس القوات الدولية للدول الغربية، يُساعدهم على ذلك أن لديهم قدرات فنية جيدة في عملية الصيانة، وتوفير قطع الغيار، مع تكلفة أيدي عاملة رخيصة؛ بحسب زعم التقرير البريطاني.

ولكن خلق هذا للهنود مشكلة في الأمان؛ حيث كان معدل تساقط طائرات (ميغ-21)؛ سوفياتية الصُنع، لديهم مرتفعًا على سبيل المثال، ولكن الـ (ميراج-2000) سجلها جيد في مجال الأمان؛ ما لا يجعل هناك قلقًا منها في هذا الجانب، كما أنه رغم تقادمها فإنها تقوم بدور القاذفة غير الباهظة للقوات الجوية الهندية، بشكل أفضل من الطائرات الأخرى، وحتى مع دخول الـ (رافال) الفرنسية للخدمة، فإن تكلفتها المرتفعة، قد تجعل الـ (ميراج) أفضل لـ”الهند” في العمليات الجوية غير المُعقدة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة