23 ديسمبر، 2024 3:00 ص

الهجوم التركي .. “نبع السلام” حقًا أم بداية التوتر ؟

الهجوم التركي .. “نبع السلام” حقًا أم بداية التوتر ؟

خاص : ترجمة – محمد بناية :

أخيرًا وبعد الكثير من المناورات على الساحة الدبلوماسية، أبتدأ الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، حربًا عسكرية على مناطق الأكراد شمال “سوريا”؛ دون إلتفات إلى تحذيرات دول العالم.

وحملت العمليات اسم “نبع السلام”، بحسب تغريدة الرئيس التركي، وفيها: “بدأت القوات المسلحة التركية بالتعاون مع الجيش الحر، عمليات نبع السلام ضد عناصر تنظيم حزب العمال الكُردستاني الإرهابي وتنظيم (داعش) في شمال سوريا. وتقضي مهمة القوات بالحيلولة دون إنشاء معابر إرهابية على طول حدودنا الجنوبية”.

وأكد “إردوغان” على أن الهدف الرئيس من هذه العمليات هو استعادة السلام في مناطق “شرق الفرات” وشمال “سوريا”؛ مضيفًا: “عمليات نبع السلام تحبط التهديدات الإرهابية ضد تركيا، وسوف تؤدي إلى إقامة منطقة آمنة تسهل عمليات عودة اللاجئين السوريين إلى منازلهم. نحن نحافظ على وحدة الأراضي السورية، وننقذ المجتمعات المحلية من مخالب العناصر الإرهابية”.

وقبيل دقائق من إعلان إنطلاق عمليات “نبع السلام”، هاجمت مقاتلات (إف-16) التركية قواعد “وحدات حماية الشعب” في مدينة “رأس العين”؛ وأعلنت “تركيا” أن عملياتها العسكرية ضد “الميليشيات الإرهابية” سوف تنطلق سريعًا.

بدورها أعلنت “الولايات المتحدة الأميركية” أنها سوف تسحب قواتها من الحدود السورية. وتعتزم “تركيا” إقامة “منطقة آمنة” بطول 480 كيلومتر وعمق 40 كيلومتر على إمتداد الحدود في شمال “سوريا”، تساهم في عملية تسكين أكثر من 2 مليون لاجيء سوري مقيم في “تركيا”، ناهيك عن طرد الميليشيات المسلحة.

وقد أعلن مسئول سوري، بحسب (يورنيوز)؛ وقف مفاوضات “آستانة” بإعلان الحرب.

وفي هذا الصدد؛ أجرى “محمد حسين لطف إلهي”، مراسل صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية الإصلاحية، الحوار التالي مع، “محمد علي دستمالي”، الخبير في الشأن التركي، لمناقشة تداعيات هذا الهجوم.

ذات تأثير محدود..

“آرمان ملي” : ما هي تبعات إنطلاق عمليات “نبع السلام” على الشرق الأوسط.. وهل تشعل هكذا خطوة حرب كبرى في المنطقة ؟

“محمد علي دستمالي” : أتصور أن التحركات التركية “شرق الفرات” ومناطق أكراد “سوريا”؛ ليست بالأمر الجلل الذي قد يؤثر على التطورات السياسية في الشرق الأوسط، ولكن سيكون تأثير هذه العمليات على الملف السوري محدود.

وتأتي هذه العمليات بالتوازي مع بدء فعاليات “لجنة كتابة الدستور السوري” الجديد، التي تشكلت بموجب المبادرة (الإيرانية-الروسية-التركية)، ومن ثم فإن هذه الخطوة غير محمودة لأن توقيت نشاط هذه اللجنة سيكون مؤثر وباديء لاستعادة الهدوء في “سوريا”، وفقط في الأجواء الديمقراطية يمكن إتخاذ قرار بشأن كتابة الدستور.

المنطقة الآمنة..

“آرمان ملي” : ما هو هدف “تركيا” من هذه الحملة.. ولماذا لجأت “أنقرة” للحلول العسكرية لتحقيق هذا الهدف ؟

“محمد علي دستمالي” : تتطلع “تركيا” للمزيد من النفوذ بالمنطقة. “أنقرة” تريد إقامة “منطقة آمنة” شمال “شرق الفرات”، وتدعي بهذه الوسيلة أنها تريد الاستفادة من حدودها إزاء نفوذ العناصر الكُردية.

لولا “الآستانة” ما كانت سوريا..

“آرمان ملي” : أعلنت (يورنيوز)، نقلاً عن مسؤولين سوريين: أن الإجراء التركي يقوض مفاوضات “الآستانة”.. ما هو تعليقكم على هذه المسألة ؟

“محمد علي دستمالي” : من المستعبد أن يصدر هكذا تصريح عن المسؤولين السوريين، لأن مفاوضات “الآستانة” لا تكتسب صفة رسمية بمشاركة “تركيا” فقط، ولكن تلعب “طهران” و”موسكو” كذلك دورًا أساسيًا في هذه المفاوضات.

ولطالما دعّم البلدان، باعتبارهما قوتان على جانب كبير من الأهمية والتأثير، الجانب السوري خلال هذه السنوات، ولولا هذا الدعم لسقطت حكومة، (بشار الأسد)، ولما كان بالتأكيد ثمة وجود لكيان يُدعى “سوريا”. لذلك أستبعد صدور هكذا تصريح عن المسؤولين السوريين، لكني أنتقد أسباب عجز الحكومة السورية طوال هذه الفترة عن إتخاذ موقف حاسم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة