خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية تقريرًا حول استمرار الهجمات الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية في “سوريا”، وكيف أن ذلك يخدم مصالح “روسيا” التي تريد إنهاء الوجود العسكري الإيراني، بعدما تم التخلص من تهديدات تنظيم (داعش) الإرهابي وعودة سيطرة نظام “بشار الأسد” على غالبية الأراضي السورية.
روسيا تريد إنهاء الوجود الإيراني في سوريا !
أورد التقرير تصريحات للخبير الأمني الإسرائيلي، “عيران ليرمان”، أكد فيها أن الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، يفضل إنهاء الوجود الإيراني في “سوريا”، غير أنه في حقيقة الأمر لا يستطيع إخراج الإيرانيين من هناك.
وصحيح أن الروس والإيرانيين كانت لديهم في بداية الأمر؛ مصالح مشتركة في حماية “النظام العلوي” بقيادة “بشار الأسد”، وكان بين الطرفين تعاون وثيق لتحقيق ذلك الهدف. لكن فيما يخص مستقبل “سوريا” فإن للطرفين طموحات مختلفة تمامًا، ففي حين يود الإيرانيون استخدام الأراضي السورية كقاعدة لشن هجمات ضد “إسرائيل”، فإن الروس يريدون استغلال وجودهم في ذلك البلد العربي لإستعادة مكانة “روسيا” كقوة عظمى في منطقة الشرق الأوسط؛ ولا تريد “موسكو” التعاون مع “طهران” لتحقيق طموحات “الجمهورية الإسلامية الإيرانية” التي يحكمها نظام ديني متطرف.
إسرائيل تستغل الخلاف بين روسيا وإيران..
وبحسب “ليرمان”؛ فقد أحسنت “إسرائيل” استغلال ذلك التباين في المصالح بين “طهران” و”موسكو”، وعملت على توسيع هوة الخلاف بين الطرفين؛ ولقد نجحت في ذلك بكل براعة.
ففي اليوم التالي؛ للضربة العسكرية الكبري التي نفذتها “إسرائيل” ضد أهداف إيرانية في “سوريا”، خلال شهر أيار/مايو من العام الماضي؛ كان رئيس الحكومة الإسرائيلية ضيف شرف في “روسيا” لحضور مراسم الاحتفال بذكرى الانتصار على “ألمانيا النازية”.
فما هي الرسالة التي يمكن أن يستخلصها الإيرانيون من ذلك ؟
والدليل الآخر على عدم الوئام بين “موسكو” و”طهران” هو ما تناقلته وسائل الإعلام العربية، هذا الأسبوع، وهو أن الرئيس “الأسد” بعث برسالة إلى “روسيا” مفادها أنه “غير راضٍ” عن ترسيخ أقدام “إيران” في بلاده.
موسكو وطهران على خلاف بشأن سوريا..
من الواضح – بحسب “ليرمان” – أن الهجمات الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية في “سوريا”؛ تخدم أيضًا مصالح “الكرملين”.
وهي هجمات كثيرة، فوفقًا لتصريحات قائد سلاح الطيران الإسرائيلي السابق، اللواء “أمير إيشل”، فإن “إسرائيل” قد شنت حوالي مئة غارة ضد أهداف مختلفة في “سوريا”، بين عامي 2012 – 2017، ومنها أهداف تابعة لتنظيم “حزب الله” و”الحرس الثوري” الإيراني، بالإضافة لمنشآت عسكرية تابعة لجيش “بشار الأسد”.
وبالطبع فإن تلك الهجمات الإسرائيلية تتعارض تمامًا مع الزعم القائل بأن الرئيس الروسي، “بوتين”، والقيادة الإيرانية متفقان حول الشأن السوري، أو أن “بوتين” لا يسمح لـ”إسرائيل” بضرب أهداف داخل الأراضي السورية إلا في قليل من الأحيان، عندما يكون ذلك لحماية أمنها.
التنسيق الاستراتيجي بين جيشي روسيا وإسرائيل..
يشير الخبير الإسرائيلي إلى أن التنسيق بين “موسكو” و”تل أبيب” قد بدأ فعليًا، في شهر أيلول/سبتمبر 2015، عندما كان الجيش السوري على وشك الإنهيار، وقررت “روسيا” التدخل عسكريًا، فأرسلت إلى “سوريا” قوات برية وطائرات مقاتلة، والأهم من ذلك أنها أمدت الجيش السوري بصواريخ مضادة للطائرات.
ولقد أقتضت تلك التطورات الخطيرة إتخاذ الحيطة والاستعداد الجيد من جانب “إسرائيل”. لذا فقد التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، بالرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، في الـ 30 من أيلول/سبتمبر 2015، واتفق الزعيمان على إنشاء آلية للتنسيق والتعاون المشترك بين البلدين، حتى لا يحدث خلل أو سوء تقدير بين قوات الجيشين، الروسي والإسرائيلي، بحسب ما أعلن “نتانياهو”.
وبعد ذلك اللقاء بحوالي شهر واحد، أعلن الجيش الروسي أنه: “تم التوصل إلى آلية لتبادل المعلومات عبر (الخط الساخن)، بين مقر قيادة سلاح الطيران الروسي بمنطقة اللاذقية في سوريا وبين مقر قيادة سلاح الطيران الإسرائيلي”.
ولقد زادت وتيرة ذلك التنسيق الاستراتيجي في “قمة رؤساء مجالس الأمن القومي” لكل من “إسرائيل” و”الولايات المتحدة” و”روسيا”، وهي القمة التي استضافتها “القدس”، في حزيران/يونيو الماضي.
وفي واقع الأمر؛ فإن النشاط الميداني يُثبت نجاح ذلك التنسيق في الوقت الحالي.