20 أبريل، 2024 4:30 ص
Search
Close this search box.

النساء قادمات .. هل تقود المرأة تنظيمًا إرهابيًا ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تنوعت استخدامات التنظيمات الإرهابية، (التي ترفع شعار الحكومة الإسلامية)، على اختلاف مسمياتها، بين العمليات القتالية والانتحارية، (مع عدم تكليف المرأة شرعاً بالقتال)، والخدمات الجنسية.

وقد شهدت الفترة الأخيرة صراع غير مباشر بين تنظيمات (داعش) و(القاعدة) على دور المرأة.. ففي الوقت الذي نشر فيه تنظيم (داعش) صور للإرهابيات على الخطوط الأمامية للقتال، كما نشرت جماعة (بوكو حرام)، الموالية لتنظيم (داعش) الإرهابي، فيديوهات لـ”فتيات تشيبوك” يعلن استعدادهن للدفاع عن الخلافة الإسلامية. ولعل خسائر التنظيم المتتالية هي ما دفعته لتغيير موقفه بخصوص السماح للنساء بالمشاركة في القتال على الجبهات.

في المقابل أصدر تنظيم “القاعدة” مجلة بعنوان (بيتكِ)؛ توصي النساء بالمكوث في المنزل والتركيز على محيط البيت ونشر ثقافة الحياة الزوجية بدلاً من الأعمال القتالية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ينتهي هذا الصراع إلى ظهور تنظيمات إرهابية نسائية ؟!.. وثمة معطيات فسيولوجية ودينية كثيرة للإجابة على السؤال..

الرجال أكثر ميلاً للعنف..

خلصت الدراسة، التي أعدها الدكتور، “أوسكار غاليثيا كاستيو”، بجامعة ايبروامريكا بالعاصمة المكسيكية؛ ونقلها موقع (الغد) الأردني، بعد إجراء فحوصات عديدة شملت تخطيطات لكهربائية المخ والجهاز العصبي التلقائي، إلى أن النساء “يتولين زمام المبادرة”، فيما يعتمد الرجال “سياسة رد الفعل”.

وأوضحت الدراسة أن 70% من الذكور يردون بالعنف إزاء أي استفزاز، فيما لم تبادر سوى 10% من النساء إلى الضرب؛ لأن الغالبية منهن فضلن اعتماد سياسة “إجتناب” من يسيء إليهن. ويعتقد “كاستيو” أن هذه الظاهرة لها علاقة بتباين “الدور الوظيفي” الذي لعبه الرجل والمرأة قبل أكثر من 100 ألف عام وترسخ بعقل الإنسان وأثر عليه. وكنتيجة لهذا “نما في مخ الرجل الجزء الخاص بردود الفعل العاطفية، على عكس النساء اللاتي نمت لديهن القشرة الخارجية للمخ وهي المسؤولة عن تنظيم جهاز العواطف”.

من المنظور الديني..

ترفع الجماعات الإرهابية شعارات “نصرة الإسلام” و”الحكم إستناداً إلى الضوابط الشرعية”، وبالتالي كان لازماً علينا الحديث عن ولاية المرأة باستعراض الرأي الشرعي.

شرعاً لا يجوز إسناد الأمر العام، الذي هو الخلافة، إلى النساء إستناداً إلى قوله صلى الله عليه وسلم: (لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى إمراءة)، لكن هذا لا يمنع عمل المرأة وتكليفها ببعض المناصب والمهام شريطة المحافظة على الضوابط الشرعية. وروى البخاري عن الربيعة بنت معوذ؛ قالت: “كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم فنسقي القوم ونخدمهم ونرد الجرحى والقتلى إلى المدينة”.

ولم ينكر الإسلام على النساء المشاركة في جبهات الحرب إذا دعت الحاجة. وقد تابعنا مؤخراً إنخراط بنات الطائفة الكردية بـ”إقليم كردستان العراق” في المقاومة ضد تنظيم (داعش)؛ وقد تعين عليهن ذلك بسبب عدم وجود جيش للإقليم. كما عمدت الحكومة الأفغانية إلى تدريب النساء على فنون القتال وتسليح بعضهن للدفاع عن أنفسهن ضد إعتداءات عناصر “طالبان”.

كذلك يكون القتال فرض عين على الجميع، (على اختلاف الجنس والعمر)، إذا دخل العدو أرض الإسلام؛ أو إذا أعلن الحاكم النفير العام. يقول الله سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار). ولست هنا بصدد الدفاع عن الإسلام لأني غير متخصص، لكن الكثير من الفلاسفة غير الإسلاميين إتخذ موقفاً مشابهاً. فالفيلسوف اليوناني الشهير، “أرسطوطاليس”، يقرر أن القوامة للرجل، لأن العاطفة والأمومة هى من الأسباب الرئيسة لإرتكاب الأخطاء. وهكذا أكد الدكتور “أوسكار غاليثيا كاستيو” بجامعة ايبروامريكا.

مكانة المرأة في المجتمعات الإسلامية..

يأخذ المراقبون على التنظيمات الإرهابية إنتهاكاتها المتكررة ضد النساء، لكن للأسف الشديد تعيش المرأة، (رغم جهود المؤسسات الدينية الرسمية الرامية إلى تصحيح تلكم المفاهيم)، في معظم المجتمعات الإسلامية أسيرة العادات والتقاليد المجتمعية التي قد تتناقض في مضمونها مع التعاليم والضوابط الشرعية.

لقد كفل الإسلام للمرأة حرية الاختيار والحق في التعليم والعمل والميراث وغيرها من الحقوق المدنية والدينية. في حين اعتنق البعض عادات وتقاليد، هي أقرب للسائد في الجاهلية، وجعلوها فوق الضوابط الإسلامية، ومنعوا المرأة الحق في الدراسة والعمل والميراث. والبعض الآخر منح المرأة حرية غير منضبطة على غرار النماذج الغربية إمعاناً في إنتهاك آدميتها كأنثى؛ والإسلام منه أيضاً براء.

وربما ساهمت تلكم العادات بشكل غير مباشر في استمراء التنظيمات الإرهابية لإنتهاك حقوق النساء. فكان القاسم المشترك بين التنظيمات الإرهابية في التعاطي مع المرأة، هو ما يعُرف إعلامياً باسم “العبودية الجنسية”.

وحالياً تدور رحى معركة إعلامية بين تنظيم (طالبان) و(داعش)، فقد أصدرت حركة (طالبان) مجلة باسم، (بيتك)، تحث النساء على البقاء في المنزل؛ كرد فعل على وسائل الإعلام الداعشية التي تدعوا النساء إلى المشاركة في الخطوط الأمامية. ذلك أن تنظيم (داعش) يعلم الجهاديات من النساء على استخدام السلاح.

وينقل موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ عن “الیزابت کنلل”، من جامعة أكسفورد، قولها: “القاعدة تتخوف من تفعيل المواجهات النسائية بالشكل الذي يزيد عن الحد”.

عموماً لن يكون تشكيل تنظيم إرهابي نسائي أمراً سهلاً، لأنه وبخلاف ميول النساء إلى التخطيط والتفكير أكثر من المبادرة إلى العنف، فإن جهود هكذا تنظيم سوف تنصرف على المصدامات مع التنظيمات الإرهابية الرجالية مثل (داعش) و(القاعدة) و(بوكو حرام) وغيرها.

لكن هذا لا يمنع إمكانية ظهور هكذا تنظيم، لا سيما بعد تأكيد، “آنا سبيكهارد”، مدير المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف، وجود حالات لنساء تم إستقطابهن من جانب (داعش)، لكنهن كآخريات أصبحن متطرفات بالفعل وبعضهن تولى القيام بأدوار مهمة.. ويقول الخبير والمحلل السياسي، “إهس ماركيت”: “لا نعرف بعد ما إذا كانت الزيادة المطردة في العمليات الانتحارية الأنثوية هي نتاج الجيوب النهائية لمقاومة (داعش) أو النساء اللاتي أجبرهن التنظيم على تنفيذ مثل هذه الهجمات، أم أنها مجرد بداية لإتجاه أوسع للمقاتلات الراغبات في أداء دور ريادي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب