خاص : كتبت – آية حسين علي :
تعتبر هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى بمثابة خطوة كبيرة نحو السلام في العراق، لكن الطريق لا يزال مليئاً بالمخاطر.
النزاعات الطائفية التهديد الأكبر..
لا يتعلق الأمر باحتمالية وقوع أعمال إرهابية جديدة فقط, لأنها ستحدث مهما اتخذ الجنود احتياطهم، وإنما من بين التهديدات الكبرى التوتر ورغبة “إقليم كردستان العراق” في الانفصال، وهو ما من شأنه إحياء النزاعات الطائفية في البلد العربي كله.
ويكمن الحل في الكف عن تهميش بعض الفئات ودمج المجتمع كله تحت مبدأ المواطنة الذي يحترم حرية المعتقدات الدينية.
منازل المسيحيين..
يوجد 13 ألف منزل لأسر مسيحية في 9 مدن بمحافظة نينوى تم تدميرهم بالكامل على يد إرهابيي “داعش” خلال السنوات الماضية.
وأنشأت “هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة” مجلس إعادة إعمار نينوى لترميم الكنائس المدمرة بميزانية بلغت 220 مليون يورو، وسيكون دور المجلس هو التنسيق والمتابعة.
وتم تشكيل المجلس في شهر آذار/مارس االماضي وفقاً لاتفاق وقعته الكنائس العراقية الثلاث, وهي “السريانية الكاثوليكية والسريانية الأرثوذكسية والكنسية الكلدانية” في مقر الكلدانية بأربيل.
وبعد الاتفاق أكد رئيس أساقفة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بأنطاكيا، على أن هذه الكنائس متحدة من أجل إتمام عملية إعادة الإعمار بنينوى لبث الأمل في قلوب الأشخاص الذين يعيشون في القرى ودعوة الفارين إلى العودة.
كما أشار رئيس أساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية بالموصل إلى أن عملية إعادة الإعمار تهدف إلى دعوة المسيحيين إلى العودة إلى منازلهم واستكمال العيش في مناطقهم.
البحث عن التمويل..
خلال المرحلة الأولى من المشروع ستتابع الهيئة عن قرب عمل اللجنة, أما في المراحل المتقدمة سيكون دورها هو البحث عن مصادر للتمويل على مستوى دولي.
وسيتم توزيع المبالغ التي تحصل عليها على ممثلي كل كنيسة حسب عدد المنازل المهدمة، كما سيبدأ ترميم الكنائس والمباني الدينية في قرى “بغديدا وكرمليس وبرطلة”.
إخراج المسيحيين من الموصل..
كان التنظيم المتشدد قد أعطى مهلة أسبوع واحد للمسيحيين للخروج من مدينة الموصل بعد فرض سيطرته عليها عام 2014.
وأعلن زعيم التنظيم، “أبو بكر البغدادي”، في وثيقة سميت بـ”وثيقة الأمانة”، ألقاها خلال خطبة الجمعة، أن المسيحيين أمامهم ثلاثة خيارات وهي إما مغادرة المدينة، وإما دفع الجزية مقابل الأمان أو إعلان الإسلام.
وبعد انقضاء المهلة أمر بإخراجهم جميعاً ووضع حواجز خرسانية أمام بعض الكنائس، وقام بحرق بعضها الآخر، وبحلول نهاية شهر تموز/يوليو 2014، بدت مدينة الموصل خالية من السكان المسيحيين بالكامل، حيث نزحت العائلات المسيحية باتجاه “دهوك” و”أربيل” خوفاً من بطش التنظيم.
41% من العائلات المسيحية ترغب في العودة..
وفقاً لاستطلاع رأي أجرته “هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة”، فإن 41% من العائلات المسيحية ترغب في العودة إلى منازلها في محافظة نينوى، بعدما اضطروا إلى الهرب منها منذ بداية انتشار “داعش” عام 2014.
كما تقوم المنظمة بتقدم مساعدات على هيئة مواد غذائية أساسية لحوالي 12 ألف أسرة فرت من الموصل ومن مدن أخرى بحثاً عن مأوي بأربيل، ودعمت المسيحيين النازحين بما يقارب 30 مليون يورو.