هاجم رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي بشدة غير معهودة رئيس الحكومة نوري المالكي وأعضاء حزب الدعوة لانتقادهم زيارته إلى قطر، وقال مخاطباً المالكي أنه “ليس بالجعير والكذب والديكتاتورية” يسكت الرأي الآخر أو الشعب عن مطالبه المشروعة الحقّة، محذراً من”سقوط العملية السياسية في بئر لا قعر له إذا لم يحاسبوا أنفسهم على خذلانهم للناس”.
وأوضح بيان صادر عن مكتب النجيفي اليوم انه “في تواتر محموم يكشف عن غرض مبيت، عج بعض النواب والمسؤولين الحكوميين بجعير متواصل شاجبين زيارة رئيس مجلس النواب الى دولة قطر، وعدّوها من الأمور المنكرة، متوهمين أن ما تنضح به أهواؤهم لا تطوله الشبهات من شمال أو يمين”. وأضاف البيان أن “عبادة الرأي ونكران الرأي الآخر، نوع من أنواع الجاهلية المقيتة التي لا تتحطم على دكتها إلا أصنام أصحابها فقط”، مشيراً إلى أنه “ليس من البدع أن يلبي مسؤول دعوة من دولة أو مؤسسة إعلامية أو جامعية، فيدلو برأيه في حدث ما أو ظاهرة ما، فالمسؤول هو في الأساس سياسي، والسياسي ذو رأي، وإشهار رأيه جزء من مسؤوليته السياسية والإنسانية والأخلاقية”. وتابع النجيفي في بيانه “كما ليس من البدع أن يشارك رئيس بصفته الحزبية على نفقته الخاصة لا صفته الرئاسية في مؤتمرات حزبية دولية معينة يقف بعضهم منها موقفاً متضاداً بل معاديا، ولو شئنا أن نعدد القرائن في هذا المجال لصعب العد، لكنها حصلت ومرت مرور الغيث فلم يتوقف عندها أحد ولم يصرخ ويهتف ضدها أحد”.
وأشار النجيفي إلى أن “محاولة المأزومين إسقاط أزماتهم على كل حادث وواقعة أمر يدعو إلى الريبة والشك في مستقبل العملية السياسية في العراق “، مؤكداً أن “هذه العملية نهضت على تعدد الألوان ولم تنهض على لون واحد، وقامت على شراكة المختلفين في الرأي ولم تقم على ندية سيئة الغرض واختلاف يقرب في أدائه اليومي من الاختلاف العدائي”. وأكد “إن كانت هذه القناة ليست محل قبول عند بعضهم وهذه الدولة ليست محل رضا عند بعضهم الآخر فإن قياساً مثل هذا ليس صالحاً للتعميم أبداً على سائر الناس, وعلى الذين يريدون تعميم أقيستهم أن يفهموا أن هذا التعميم سياق ديكتاتوري رفضه ويرفضه شعبنا، وأنكره وينكره دستورنا”.