عبرت مصادر شعبية وسياسية عن استيائها الشديد من زيارة رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي لقاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني المعروف بتدخلاته في شؤون العراق الداخلية وعلاقاته مع المليشيات العراقية المسلحة المسؤولة عن عمليات القتل والتهجير التي يتعرض لها العراقيون.
وتحدثت هذه المصادر الى(كتابات) عن زيارة النجيفي لسليماني في طهران بذريعة التعزية بوفاة والدته فقالت ان النجيفي يهدف من خلال زيارته هذه الى كسب الايرانيين الى صالح تطلعاته نحو منصب رئيس الجمهورية الخالي منذ تسعة اشهر والذي يتوقع ان لاتسمح الحالة الصحية المتردية للرئيس جلال طالباني بعودته لمزاولة مهام منصبه.
واكدت المصادر ان الزيارة شكلت استهانة بدماء العراقيين المسؤولة عن سفكها ايران وعلى الخصوص فيلق القدس المتغلغلة عناصره في مرافق الدولة العراقية والتي توجه المليشيات العراقية المسلحة لتنفيذ جرائمها ضد العراقيين وخاصة الرافضين لتدخلات ايران في شؤون العراق الداخلية.
ومن جهتها هاجمت جبهة الحوار الوطني التي يترأسها نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك زيارة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي لقائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني في طهران حيث قدم له العزاء بوفاة والدته ووصفت الزيارة بأنها انتهاك للسيادة العراقية واستخفاف بمشاعر ودماء العراقيين المسؤولة عنها الليشيات المرتبطة به . واكدت الجبهة ان هذه الزيارة مرفوضة تماما ودعت النجيفي الى المحافظة على السيادة العراقية والدفاع عن دماء العراقيين ومواجهة المتسببين باراقتها بدلا من زيارتهم وتبادل الود معهم . وقالت الجبهة في بيان صحافي اليوم تسلمته “أيلاف” انها قد فوجئت بالزيارة .. واشارت الى ان “هذه الخطوة التي شكلت بالإضافة إلى كونها خرقا للاعراف والبروتكولات الدبلوماسية انتهاكا للسيادة العراقية واستخفافا بمشاعر ودماء العراقيين التي سالت بأيادي المليشيات المرتبطة بفيلق القدس الذي يرأسه سليماني”. معتبرة ان مايحدث في محافظة ديالى شمال شرق بغداد من عمليات تهجير للعشائر العربية شاهد ودليل على تورط تلك المليشيات بهذه الجرائم.
واضافت الجبهة قائلة انها تطالب باستمرار بالعمل على “انهاء النفوذ الأجنبي على الساحة العراقية من اي جهة كانت والسعي لبناء افضل العلاقات مع جميع دول الجوار بطابعها العربي وغير العربي لكن على أساس احترام السيادة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية وانطلاقا من هذا المفهوم باركنا زيارة السيد النجيفي لتركيا وإيران لما لهاتين الدولتين من تأثير في المنطقة وضرورة توثيق العلاقة معهما بما يعزز السيادة العراقية”.
.. والنجيفي يرد
وردا على ذلك قالت قائمة “متحدون” بزعامة النجيفي ان مشاركته في مراسم عزاء والدة اللواء قاسم سليماني وزيارته الحالية لتركيا وايران تتم بوصفه رئيسا لمجلس النواب وليس رئيسا للقائمة . ووصفت انتقاد حضور النجيفي مجلس عزاء والدة سليماني بانه قصور في الرؤية السياسية.
واشارت الى ان البعض وجد في زيارة النجيفي مجلس العزاء بوفاة والدة اللواء قاسم سليماني فرصة للتشهير والتشكيك واستثارة الرأي العام بطريقة غير مسؤولة ، تنم عن مواقف غير ودية مسبقة من النجيفي ، لاسباب لاتخفى عن كل ذي بصيرة وعن قصور واضح في الرؤية السياسية لاولئك الذين يتحينون الفرص للاساءة لشخص النجيفي ودوره في العملية السياسية وفي تحقيق مصالح العراق وشعبه وتطلعاته .
واكدت انه بغض النظر عن حضور مجلس العزاء فإن ذلك لم ولن يمنع النجيفي من بيان رأيه وموقفه الصريح والمعلن للمسؤولين الايرانيين من طبيعة وحجم دورهم في العراق وتأثيره فيه “وبغض النظر عمن يقوم به ويؤديه سواء كان اللواء سليماني أو غيره من المسؤولين الايرانيين وهذا بحد ذاته يشكل مقدمة مهمة ودعوة صريحة لايران لانتهاج سياسة مختلفة تجاه العراق بدرجة أو بأخرى وذلك ماتقتضيه المصلحة العامة للعراق وشعبه “.
وكانت وسائل اعلام ايرانية اشارت امس الى ان سليماني تلقى تعازي النجيفي واعضاء الوفد السياسي المرافق له الذي يضم ممثلين عن القوى الممثلة في البرلمان العراقي بوفاة والدته خلال زيارة له قام بها في طهران التي يزورها رسميا حاليا.