رفض أسامة النجيفي رئيس “ائتلاف متحدون للإصلاح” التقسيم حلاً لمستقبل العراق، معتبرا أن “تحويل المحافظات إلى أقاليم حل دستوري يتوافق مع رغبة الشعب العراقي”.
وقال النجيفي في حوار مع وكالة “الأناضول”، “تقسيم العراق لا نقبله ولا نتصور أن يكون الحل لعراق المستقبل، الذي يجب أن يبقى بلدا واحد”.واستدرك قائلا “هناك مراجعة لتجربة الحكم المركزي الماضية في العراق، والهيمنة على كل مفاصل الحياة في المحافظات، والحل أن تتحول المحافظات إلى أقاليم بحدودها الإدارية، وليس على أسس طائفية، وأن تتمتع بصلاحيات واسعة وهو أمر دستوري ويتفق مع رغبة الشعب العراقي”.
وكان مسعود بارزاني، رئيس إقليم كوردستان قد قال، مطلع الشهر الجاري، إن الإقليم يجب أن يجري استفتاء غير ملزم على الاستقلال، مشيراً أن “الوقت حان، والموقف مناسب حاليا للشعب الكوردي لاتخاذ قرار من خلال استفتاء على مصيره”.
وحول مكافحة الفساد في العراق وإصلاحات رئيس الوزراء حيدر العبادي في حكومته، قال النجيفي “لا نرى بوادر لإنهاء الفساد بصورة سريعة، لأنه ليس هناك إجراءات حقيقية تجاه الفاسدين، وقسم منهم يتمتع بسلطات كبيرة داخل العراق، ومحميون سياسياً”.
ووصف ما حصل مؤخراً في ديالى (شرق) بأنها “بداية لفتنة كبيرة، ومن يتولى هذا الموضوع مليشيات معروفة في هذه المنطقة”.
وشهد قضاء المقدادية، شمالي محافظة ديالى، والذي يسكنه خليط من الشيعة والسنة، قبل أسابيع، أعمال عنف شملت تفجير عدد من المساجد، وقتل مدنيين من قبل مسلحين مجهولين، يعتقد انتمائهم إلى ميليشيات.
وبيّن النجيفي، أن “المكون السني في ديالى يشكل 70%، وهي تتعرض لموجة من الممارسات الطائفي والتغير الديموغرافي منذ سنوات طويلة، والحادثة الأخيرة في المقدادية كانت تدار من قبل مليشيات محلية، وهي مؤشر خطير بأن هناك تعاونا بين هذه العصابات والميليشيات و(داعش) بطريقة مباشرة أو غير مباشرة”.
وعن الوجود الإيراني ودوره في العراق، قال “لدى إيران في العراق مستشارين ومدربين وبعض الجنود من الحرس الثوري، وقتل العديد منهم بمعارك في ديالى (أثناء تحريرها من “داعش” العام الماضي) والمناطق الأخرى، ولديهم قادة في الميدان”.
وأضاف “لسنا ضد أي علاقة طبيعية مع دول المنطقة، ولكن يجب أن تكون ضمن التوازن والمصلحة العراقية، وألا تنحاز أي منها إلى أي مجموعة سكانية ضد مجموعة أخرى في العراق”.
وعن الاستعدادات لعملية تحرير مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى (شمال)، قال “من المأمول أن تبدأ العمليات في النصف الأول من العام الحالي، ولا نستطيع أن نحدد توقيتها، لأن ذلك يعتمد على عدة عوامل، فالجهات المشاركة يجب أن تتفق حول الخطة والتوقيتات وحجم المشاركة”.
وكشف النجيفي أن الجهات المرشحة للمشاركة في عملية التحرير وتعد نفسها لذلك هي، “التحالف الدولي، والبيشمركة، والحشد الوطني، والجيش العراقي، وقوات مكافحة الإرهاب (تتبع وزارة الدقاع)”، مشيرا أن “هناك بعض الأطراف تريد إشراك الحشد الشعبي في المعركة”.
وأعرب عن رفض كتلته “مشاركة الحشد الشعبي تماما” في عملية تحرير الموصل، محذرا من أن “ذلك سيزيد عمق المشكلة ويعقد المعركة بحيث يستغل الإرهاب (في إشارة إلى “داعش”) الأمر للتحشيد لحرب طائفية”.
ودعا النجيفي لمشاركة كل قوات التحالف الدولي ضد “داعش” بما فيها القوات التركية في عمليات التحرير، “لأن الأخيرة جزء من التحالف ومنخرطة في الحرب على الإرهاب بشكل واضح، وهي تدرب حاليا مقاتلي الحشد الوطني والبيشمركة، ومن الممكن أن يتم ذلك بالتنسيق مع القوات الأمريكية”.
واستطرد قائلاً، “هناك تأثير إيراني روسي على القرار العراقي، يحاول إبعاد تركيا عن دورها الطبيعي في الحرب ضد الإرهاب”، لافتاً أن “القوات التركية موجودة في معسكر زليكان (قرب بعشيقة شرقي الموصل) منذ أكثر من سنة وبموافقة الحكومة العراقية”.
وبيّن أن “ما حدث مؤخراً أن الحكومة العراقية تنصلت من الاتفاق مع تركيا نتيجة ضغوط تمارس من قبل المحور الروسي الإيراني على مجمل المنطقة وعلى بغداد”.
وأوضح رئيس “ائتلاف متحدون للإصلاح”، أن “تركيا أعلنت صراحة حرصها على سلامة ووحدة الأراضي العراقية، وعدم وجود أطماع لها في العراق، وأنها جاءت بطلب من الحكومة العراقية”، مشيرا أنه “لابد من تفاهم عراقي تركي أمريكي حول حجم المشاركة التركية في المعركة (تحرير الموصل)”.