29 مارس، 2024 8:16 ص
Search
Close this search box.

الميزانية الأميركية باب الجحيم على ترامب .. تساؤلات حول الميزانية السرية للبنتاعون

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – لميس السيد :

أعدت إدارة الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” المسودة الأولية لأولى ميزانياتها، عارضة مقترحات ستعيد تشكيل نفقات أميركا على مجالات الأمن القومي والدفاع.

يؤكد الكاتب الأميركي “ويليام هارتونج” في أحدث مقالاته، حول “طرق تخفيض ميزانية الولايات المتحدة”، على انه لا شك أن انفاق أميركا على مجالات الأمن يجب ان يتم إعادة هيكلته لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، إلا أن ميزانية ترامب لن تتطرق إلى هذا الجانب تماماً.

تخفيض المساعدات الخارجية

حيث ان ميزانية إدارة ترامب ستتولى تطبيق تخفيضات غير مسبوقة في الدعم الأجنبي الذي ترسله أميركا للدول سنوياً، وهو جزء لا يمثل أكثر من 1% من الميزانية الفيدرالية، ومع ذلك فإن ميزانية وزارة الخارجية تعاني من نقص في الموارد، لأن قيمة ميزانيتها سنوياً 50 مليار دولار وهي أقل بكثير مقارنة بميزانية البنتاغون – وزارة الدفاع الأميركية – التي تقوم ميزانيتها على مبلغ 600 مليار دولار.

سيؤدي تخفيض ميزانية الخارجية الأميركية إلى التأثير على مساهمات الولايات المتحدة في برامج الدعم والمساعدات التابعة للأمم المتحدة، منها: “برامج مساعدة اللاجئين وتمويل البلاد في أعقاب الكوارث الإنسانية في سوريا واليمن وجنوب السودان”.

فشل الدبلوماسية وتضخم الآلة العسكرية

وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس

يرى ويليام هارتونج، أنه إذا كانت ستقوم ادارة ترامب بخطة تخفيض الميزانية فإن وزير الدفاع “جيمس ماتيس” يتعين عليه الضغط لوقف خطة البيت الأبيض، حيث انه كان أعلن للكونغرس عن “الحاجة لمزيد من الذخيرة” في حالة خفض ميزانية وزارة الدفاع، وقتما كان يتولى رئاسة القيادة المركزية.

بمعنى انه في حالة تراجع أعداد الدبلوماسيين القادرين على منع او تخفيف الصراعات، فذلك يعني تضخم مهمة الجيش الأميركي، وهو سوء الآداء الإستشاري الدبلوماسي الذي عانت منه الولايات المتحدة في حروب “العراق وأفغانستان”، وفقاً لرؤية الكاتب الأميركي.

البحث عن الميزانية السرية

مضيفاً أنه إذا أراد ترامب تخفيض ميزانية وزارة الخارجية، فإن “عليه أولاً النظر إلى برامج الدعم الأمني “السرية” للبنتاغون، والمدفونة في أقصى قاع ميزانية وزارة الدفاع الأميركية ومحصنة جيداً بعيداً عن وسائل الإعلام والعامة وبعض أعضاء الكونغرس”.

فمنذ حادث هجوم 11 أيلول/سبتمبر، بدأ البنتاغون يخلق عشرات من برامج التدريب والتسليح داخل نفقات الميزانية، بقيمة تصل إلى 10 مليارات دولار سنوياً، لدعم أنشطة أكثر من 130 دولة، وفقاً لمنظمة مراقبة المساعدة الأمنية.

وتشمل هذه البرامج نفقات بقيمة تصل لأكثر من 3 أضعاف قيمة تمويل البرامج المحلية للبيت الأبيض، مثل “برامج مؤسسة الإذاعة العامة، الأوقاف الوطنية للفنون والعلوم الإنسانية، وتمويل برامج الأبوة المخططة، والخدمات القانونية، برنامج أميريكوربس لتشغيل البالغين وبنك التصدير والاستيراد”.

يعتقد هارتونج أن “الأمر ليس مجرد المقايضة على الميزانية”، وإنما في الحقيقة ميزانيات البنتاغون يكون لها ضرراً أكثر من المنفعة، حيث ذهب أكثر من 500 مليون دولار لبرامج تسليح وتدريب المعارضة السورية التي انهارت تماماً وكانت مصير الأسلحة أن تقع في أيدي “تنظيم داعش” من خلال السوق السوداء، وهو نفس ما حدث في اليمن حرفياً، حيث ذهبت الأموال والأسحة لـ”الحوثيين” و”القاعدة” وايضاً العراق حيث أنفقت الولايات المتحدة على برامج التدريب والتسليح أكثر من 25 مليار دولار، كلها تبخرت في ظل هجمات تنظيم داعش الإرهابي والذي حصل أيضاً على الأسلحة الأميركية.

لافتاً إلى أنه إذا كان البيت الأبيض يريد تخفيض ميزانية وزارة الخارجية، فعليه أن يبدأ بمئات الملايين من الدولارات التي تذهب لضباط فاسدين في مصر.

وكما لاحظت خدمة أبحاث الكونغرس في عام 2015، بعد أن استعرضت بعناية برامج المعونة العسكرية التي تنتشر بسرعة في البنتاغون، “فإن الافتراض بأن بناء ومساعدة  قوات الأمن الأجنبية سيحقق فوائد ملموسة للأمن القومي في الولايات المتحدة، ما زال اقتراحاً غير مجرب إلى حد كبير”.

ويختتم الكاتب الأميركي بإشارته إلى أنه إذا أراد الرئيس ترامب تقليص ميزانية المعونة الخارجية، فعليه أن يبدأ ببرامج الأسلحة والتدريب هذه، وهي  سياسة، ستمكن كل من المنعزلين والمحافظين الماليين ودعاة الدبلوماسية القوية أن يوافقوا عليها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب