خاص : ترجمة – آية حسين علي :
ذكرت صحيفة (الموندو) الإسبانية أن زعيم تنظيم (داعش) الإرهابي، “أبوبكر البغدادي”، الذي قُتل في غارة بمحافظة “إدلب” السورية، دائمًا ما كان يمثل عرضًا لمرض، لذا فإن القضاء عليه لا يعطي للعالم وعدًا بإنتهاء المرض لأن جذوره عميقة في العالم العربي، وأشار تقرير للصحافي، “خابير اسبينوسا”، إلى أن الرعب الذي عايشه سكان عدة مناطق عراقية مثل “الفلوجة” و”رمادي” و”حديثة”، في صيف 2009، كان انعكاسًا لخرافة التطهير التي أعلنها التنظيم.
عنف ودمار التنظيم في العراق..
يضيف الكاتب أن الشيخ، “عماد السعيد”، قص عليه قصة الطفل الذي أعطاه صدقة وبعد أيام تطاول عليه وأصابه في ساقه، لقد كان الطفل أحد أشبال (داعش) وواحد ممن كان يُطلق عليهم التنظيم اسم، “عصافير الجنة”.
وفي “الحديثة”، أشار “محمد عبيد عمر”، إلى أنه لقي 8 رؤوس مفصولة عن الجسد ملقاة بالشارع، في اليوم الأول، بعدما استعاد منصبه في قيادة الشرطة المحلية بالمدينة الواقعة غربي “العراق”، وأضاف أن جيرانه أكدوا له أنه، خلال الفترة من 2005 حتى 2008، أي خلال السنوات الأولى لـ (داعش) في “العراق”، كان المقاتلون يحرقون علب التبغ ويمنعون تطويل لُحى العارضين، كما قاموا بنبش قبور الأولياء ووصل الأمر إلى قطع رؤوس المجسمات في محال الملابس لتشبهها بخلق الإنسان.
بينما في محافظة “رمادي”؛ أصبحت عمليات الذبح أمرًا معتادًا لدرجة أن المحال التي كانت تبيع الأقراص المدمجة، (CD)، توفرت بها مقاطع مصورة لآخر عمليات قتل، “كما لو كانت شرائط لسلسلة أفلام رامبو الشهيرة”، بحسب تصريح العسكري السابق، “عزيز ترموز”.
آثار التنظيم خفتت لكنها قائمة !
أشار “اسبينوسا” إلى أن زيارته إلى الأراضي الأولى التي وصل إليها (داعش)، في “العراق”، جعلته يكتشف قدر ضخامة الكارثة التي ساقها التنظيم في البلد العربي، كما أنه اكتشف أن آثاره لا تزال موجودة، وأنها خفتت فقط بسبب الهزائم الأخيرة التي مُني بها عناصره، لذا فإن من الخطورة الإعتماد على النجاح في مقتل “البغدادي”.
وأضاف أن تكرار الأخبار والتأكيدات السابقة بشأن مقتل “البغدادي” وسابقيه، والتي تكشف لاحقًا أنها ليست صادقة جعلت الشكوك تحوم حول دقة المعلومات الصادرة عن القوات الأميركية وحلفاءها المحليين، ورغم التأكيد على أن “البغدادي” قُتل فعلًا؛ إلا أن التاريخ الحديث يذكرنا بأن موت زعيم التنظيم لا يعني إنتهاء إيديولوجية متشددة نمت على مدار عقود من التهميش والإعتداءات التي نفذها دكاترة مدعومين من الغرب إلى جانب تأثير أسلوب التلقين الذي عانت منه أجيال من العرب.
مقتل زعماء التنظيمات لا يقضي على إيديولوجياتها..
أضاف الكاتب الإسباني أن التاريخ يشير إلى أنه ما بين نجاح “واشنطن” في تصفية زعيم تنظيم (القاعدة)، في “العراق”، “أبومصعب الزرقاوي”، عام 2006، ومقتل زعيم (داعش)، “أبوبكر البغدادي”، ورغم الاختفاء الجسدي لسابقيه؛ “الزرقاوي” و”أبوعمر البغدادي”، إلا أن كل ذلك لم يمنع المتشددين من إعلان خلافتهم الأولى في مناطق شاسعة من محافظات العراقية؛ مثل “الأنبار” و”صلاح الدين” و”ديالى” و”نينوى”، وحتى القرى الواقعة جنوب غربي العاصمة، “بغداد”.
وأردف أنه، رغم أن عام 2008؛ شهد إنهيارًا كليًا للتنظيم، وخرجت تحليلات تشير إلى أن (داعش) إلى زوال؛ إلا أن مرور الأيام أثبت العكس، كما أن هزيمة التنظيم عسكريًا باستعادة مدينة “الموصل” العراقية، عام 2016، والسيطرة على عاصمته في “سوريا”؛ مدينة “الرقة”، بعد عام واحد، واستعادة آخر معاقله “بوغاز”، في آذار/مارس من العام الجاري، لم يمنع من استمرار فلسفته في الانتشار على مستوى العالم، لكن هذه المرة بتركيز أكبر عن عدة مناطق في إفريقيا وجنوب شرقي آسيا.
أشار “اسبينوسا” إلى أن الناشط الآشروي، “كبرئيل موشي كورية”، أوضح له خلال زيارته الأخيرة إلى “سوريا” توقعاته بشأن مستقبل بلاده، إذ قال إن الانتصارات العسكرية التي حققها نظام “بشار الأسد” لم تقضِ على المشكلات من جذورها، رغم أنها كانت المحرك الأساس للحراك الذي أدى إلى فوضى في البلاد سمح لـ”البغدادي” بالتوغل داخل الأراضي السورية؛ وإعلان خلافته المزعومة، وأضاف الكاتب أن هذا المصير يمكن أن يكون شبيهًا لمستقبل كافة دول الشرق الأوسط.