19 نوفمبر، 2024 3:44 م
Search
Close this search box.

الموصل : العشرات يؤيدون المالكي والالاف يعتصمون ضده ‏

الموصل : العشرات يؤيدون المالكي والالاف يعتصمون ضده ‏

أعلن العشرات من متظاهري الموصل، اليوم تأييدهم لرئيس الحكومة نوري المالكي، ورفضهم إلغاء ‏قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب، وذلك في ساحة الاحتفالات بالمدينة، وسط اجراءات أمنية ‏مشددة تسببت بقطع الطرق وأثارت استياء الأهالي وطلاب الجامعة، وفي حين واصل المناهضون ‏للحكومة اعتصامهم بالجانب الآخر من المدينة اعتصامهم لليوم الـ18 احتجاجاً على سياسات الحكومة، ‏اعتبروا أن التظاهرات المؤيدة للحكومة “مدفوعة الثمن” ومن قاموا بها “دخلاء” على المدينة.‏

وتجمع ما يقارب الـ50 متظاهراً في ساحة الاحتفالات، شرقي الموصل، (405 كم شمال العاصمة ‏بغداد)، بحماية القوات الأمنية، مرددين شعارات مؤيدة لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، ‏رافضين إلغاء قوانين المساءلة والعدالة و”عودة البعثيين” فضلاً عن عدم موافقتهم على إلغاء المادة ‏الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب، كما يطالب المتظاهرون في المدينة وعدد آخر من المحافظات.‏
وقال أبو تحسين، وهو من بين المشاركين في التظاهرة المؤيدة للمالكي، في حديث إلى (المدى برس)، ‏إن “المتظاهرين خرجوا اليوم، لتأييد رئيس الحكومة ورفض الطائفية والعنصرية ومحاولة بعض ‏السياسيين إثارة الفتنة وتقسيم العراق”، مضيفا “نحن نرفض إلغاء قوانين المساءلة والعدالة وإطلاق ‏سراح المجرمين ومن تلطخت أيديهم بدماء العراقيين لأننا مع عراق واحد”.‏
وطالب أبو تحسين، بضرورة “حل مجلس النواب لأنه يعرقل أعمال الحكومة ويشجع على العصيان ‏ومخالفة القوانين”.‏
وحمل المتظاهرون صورة كبيرة للمالكي، واعتلوا منصة للاحتفالات كانت مخصصة لإقامة ‏الاحتفالات زمن النظام السابق، وحملواً أيضا الأعلام العراقية ورددوا هتافات “نعم نعم للمالكي”، ‏وظهر مجموعة من الشباب وهم يغطون وجوهم بلثام، في حين شدد الجيش العراقي من إجراءاته ‏لحماية المتظاهرين، وسهل دخول الصحافيين الذين قال بعضهم انهم “لم يتعودوا على مثل تلك ‏المعاملة خلال محاولاتهم تغطية التظاهرات المعارضة للحكومة.‏
وقال مصور قناة بغداد الفضائية، ياسر عزيز، في حديث إلى (المدى برس)، إن “القوات الأمنية كانت ‏تضطرنا للانتظار طويلاً قبل أن ترد على طلباتنا لتغطية أي نشاط في الموصل وكانت تمنعنا من ذلك ‏في العديد من المناسبات”، مستدركاً “لكنها اليوم تعاملت معنا بصورة مغايرة وكانت متعاونة معنا ‏تماماً”.‏
وقامت القوات الأمنية بإغلاق الشوارع الرئيسة في ساحة الاحتفالات والقريبة من جامعة الموصل، ‏شرقي المدينة، بوجه المارة مما اضطر المئات من طلبة الجامعة الى أن يسلكوا طريقهم مشياً على ‏الأقدام.‏
وقال الطالب في كلية الإدارة والاقتصاد، طه ذنون، في حديث إلى (المدى برس)، إن “الطلبة اضطروا ‏للمشي ساعة كاملة للوصول إلى دورهم في الجهة المقابلة”، وتابع “لا يعقل أن يعذب الآلاف من طلبة ‏جامعة الموصل بالمشي مسافات طويلة قبل الوصول إلى منازلهم لا لشيء سوى أن بضعة عشرات ‏ينوون التظاهر تأييداً للحكومة”.‏
بالمقابل وفي الجانب الآخر من المدينة، حيث الساحل الأيمن، مكان الاعتصام في ساحة الأحرار، ‏وسط الموصل، تبدو الصورة مغايرة تماماً، وفقا لشهود عيان، سواء على صعيد التعامل الأمني، أم ‏عدد المتظاهرين، أم المكان التسهيلات اللوجستية، حيث دخلت الاعتصامات والاحتجاجات يومها ‏الثامن عشر، وجدد الآلاف من المشاركين مطالباتهم بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات وإلغاء المادة ‏الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب وقوانين المساءلة والعدالة وانسحاب الجيش والشرطة الاتحادية من ‏المدينة، من بين مطالب أخرى.‏
الكاسب أحمد دخيل، من بين المتظاهرين المعتصمين في ساحة الأحرار، قال إن “المعتصمين مستمرون حتى الاستجابة لمطالبهم ولن يتراجعون عنها”، مضيفاً أنها “تعبر ‏عن عزتنا وشرف أخواتنا المعتقلات”.‏ ووصف دخيل، من خرج في التظاهرات المؤيدة للحكومة، بأنهم “غير معروفين ودخلاء على ‏المدينة”، مؤكداً أنها “تظاهرات مدفوعة الثمن”.‏
يذكر أن قوات الجيش التابعة لقيادة عمليات نينوى، عمدت إلى إغلاق ساحة الأحرار في الموصل، ‏مراراً خلال الأيام الماضية، لمنع المتظاهرين من دخولها، مشترطة حصول المتظاهرين على موافقة ‏وزارة الداخلية الاتحادية “حصراً” وليس المحافظة أو مجلس المحافظة، في حين اطلقت النار في ‏الهواء لتفريق احدى التظاهرات في الساحة.‏
ونظمت محافظات الوسط والجنوب، بالاضافة الى نينوى، على مدى الأسبوع الماضي، عددا من ‏التظاهرات التي أيدت رئيس الحكومة وأبدت تمسكها بالقوانين الرادعة لحزب البعث والإرهاب وكان ‏أخرها تظاهرة أمس السبت التي شكلت في ساحة التحرير وسط بغداد، وذلك ردا على التظاهرات التي ‏خرجت في المناطق “السنية” ضد سياسة الحكومة، وشهدت النجف أمس الجمعة تظاهرة دعا إليها ‏المحافظ عدنان الزرفي وشارك فيها المئات رافعين صور المرجع السيستاني، تأييدا لرئيس الحكومة ‏نوري المالكي وتنديدا بالطائفية والدعوات التي اطلقها المتظاهرون لإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ‏ومكافحة الإرهاب وبعض مسؤولي القائمة العراقية وتحذيرا لمتظاهري الأنبار من تسييس مطالبهم، ‏كما تظاهر نحو 40 شخصا قادهم أمين عام كتلة أبناء العراق الغيارى عباس المحمداوي في ساحة ‏التحرير وسط بغداد تأييدا لرئيس الحكومة نوري المالكي وأطلقت فيها شعارات مشابهة.‏
وتشهد محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك وديالى ومنطقة الأعظمية في العاصمة بغداد، ‏منذ الـ21 من كانون الأول 2012 المنصرم، تظاهرات يشارك فيها عشرات الآلاف على خلفية اعتقال ‏عناصر من حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، للتنديد بسياسة رئيس ‏الحكومة نوري المالكي، والمطالبة بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات، وإطلاق سراحهم، ‏وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب، وتشريع قانون العفو العام، وتعديل مسار العملية ‏السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة.‏
وعلى الرغم من أن الاعتصامات التي تشهدها تلك المحافظات وغيرها من المناطق، جاءت كرد ‏مباشر على عملية اعتقال عناصر حماية وزير المالية القيادي في العراقية رافع العيساوي، في الـ(20 ‏من كانون الأول 2012) المنصرم، فإن أهالي تلك المحافظات كانوا وعلى مدى السنوات الماضية قد ‏تظاهروا في العديد من المناسبات ضد سياسة الحكومة الحالية وإجراءاتها بحقهم، وأهمها التهميش ‏والإقصاء والاعتقالات العشوائية والتعذيب في السجون وإجراءات المساءلة والعدالة وهي نفسها ‏المطالب التي يرفعونها اليوم.‏
وبحسب المراقبين فإن ما يجري اليوم في العراق يعد واحدة من “أخطر وأوسع” الأزمات التي مرت ‏به منذ سقوط النظام السابق سنة (2003)، إلى جانب الأزمة المزمنة بين الحكومة الاتحادية وإقليم ‏كردستان، وأبدت الأمم المتحدة اليوم عبر ممثلها في العراق، مارتن كوبلر، قلقها من استمرار الأزمة ‏في البلاد ودعت الحكومة على عدم التعامل بقوة من التظاهرات مؤكدة حق المواطنين في التعبير عن ‏مطالبهم وحقوقهم بطريقة سلمية.‏
وفي خطوة ذات دلالة، قرر مجلس الوزراء في جلسته الأولى للعام (2013) الحالي، التي عقدها ‏الثلاثاء (8 كانون الثاني 2013)، تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين ‏الشهرستاني، وعضوية وزراء العدل والدفاع وحقوق الإنسان والبلديات والأشغال العامة والموارد ‏المائية والدولة لشؤون مجلس النواب والأمين العام لمجلس الوزراء ووكيل وزارة الداخلية، تتولى تسلم ‏الطلبات المشروعة من المتظاهرين مباشرة من خلال وفود تمثلهم وترفع توصياتها إلى مجلس ‏الوزراء.‏
إلا أن الكثير من المراقبين عبروا عن خشيتهم من أن هذه اللجنة لن تسهم بأي حلول للأزمة خصوصا ‏وأن رئيس الحكومة أعلن عقب تشكيل اللجنة أنها لن تتسلم المطالب غير الدستورية ولن تتعامل معها ‏أبدا، موضحا أن مطالب المتظاهرين بإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب تتعارض مع ‏الدستور وتفتح الطريق أمام البعثيين والإرهابيين.. في حين يؤكد المتظاهرون أن هذين المطلبين من ‏أهم مطالبهم ولا يمكن التخلي عنها وهو ما سيؤدي بحسب المراقبين إلى زيادة الوضع تفجرا خصوصا ‏وأن العامل الإقليمي بات يساعد بشكل كبير على توفير أجواء ملائمة لذلك.‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة