24 أبريل، 2024 5:33 ص
Search
Close this search box.

الموسيقى من أجل ترامب .. فهل يقف مع السعوديين ضد إيران ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

من أجل الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” ستتخلى السعودية عن بعض التحفظات التي طالما اتسمت بها الدولة الدينية في الشرق الأوسط، إذ سيتم إذاعة حفلات موسيقية ومباريات رياضية، فضلاً عن معرض للسيارات الأميركية على مدار الساعة في أثناء الزيارة على الشاشات في مقر إقامة ترامب والوفد المرافق له.. كما جهزت المملكة سجادة حمراء ضخمة ليسير عليها ترامب وسط أعداد كبيرة من الأعلام الأميركية التي تجاور العلم السعودي !

يعقد السعوديون خلال هذه الزيارة المقررة السبت والأحد (20 و21 من آيار/مايو 2017)، آمالاً حادة على دعم ترامب لهم في المنطقة خصوصاً في مواجهة التهديدات التوسعية الإيرانية في المنطقة – المنافس الشرس لأهم منتج عربي للنفط، حسبما ترى الرياض دائماً.

سياسات ترامب لن تلبي طموحات السعوديين..

في المقابل تبين تقارير غربية أن الزيارة التي يعول عليها آل سلمان كثيراً ويرون فيها عصراً جديداً بعد فترة صقيع إبان حكم الرئيس الأميركي السابق “باراك أوباما”، ربما لن تأتي بالنتائج التي تتوقعها الرياض وأن سياسة ترامب لن تلبي طموحات السعوديين في سوريا واليمن !

على أرض الواقع شئ مختلف..

فقط وبحسب ما ذكره “بول بيلار”، الأستاذ بجامعة جورج تاون في واشنطن، ومسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية، فإن “الخطاب المناهض لإيران من إدارة ترامب يرضي القادة السعوديين، الذين يقارنونه بشكل إيجابي مع رغبة إدارة أوباما في التعامل مع إيران”، لكن رغم ذلك، ففي حين عززت إيران وروسيا من المشاركة العسكرية لدعم مصالحهما في الشرق الأوسط، انتخب ترامب واعداً بعدم تورط أميركا في المزيد من الحروب.. كما أن خطابه المناهض لإيران لم يترجم لعمل فعلي على أرض الواقع حتى الآن !

فالاتفاق النووي مع إيران الذي طالما انتقده ترامب لازال سارياً حتى الآن، كما أن الرئيس السوري “بشار الأسد” الذي ترى فيه السعودية عدواً لها أصبح يحقق نجاحات على الأرض في سوريا وأنه لا دليل أن استهداف سوريا بصواريخ كروز خطة “ترامبية” لإزالة الأسد، فضلاً عن الصراع في اليمن مع السعودية وصل إلى طريق مسدود رغم الدعم المعلن من ترامب للرياض في هذا الصدد !

تشير أغلب التحليلات إلى أن إدارة ترامب لن تكون قادرة على تحقيق ما يريده السعوديون من تراجع للنفوذ الإيراني في المنطقة.

آمال معقودة على ترامب.. هل يحققها للعرب ؟

كما أنه على السعوديين إدراك أن بشار الأسد لن يختفي من رئاسة سوريا كما يصور لهم الغرب، وفي اليمن سيجد آل سلمان أنفسهم في النهاية مجبرين على حل سياسي دون أي حسم عسكري، وربما حتى لا تساعدهم فيه واشنطن بشكل جيد !

أيضاً من ضمن الآمال التي يعقدها السعوديون على ترامب، رفض وإلغاء التشريع “القانون” الذي يجيز ويسمح لأسر ضحايا هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 فى أميركا بمقاضاة دول أخرى لدورهم فى الهجمات.. إذ إن استمراه يعني أن السعودية في مواجهة إطلاق النار.. لأن أغلب خاطفي الطائرات وقتها هم من مواطني المملكة، فالكونغرس أجاز هذا القانون في العام 2016 بدعم واسع، لكن حتى الآن لم يقدم ترامب أي مبادرة لتعديل هذا التشريع.

المناورة بتصدير الحديث عن خطورة التطرف الإسلامي..

لقد بينت تقارير غربية في الثامن عشر من آيار/مايو 2017 أن ترامب ليس الرئيس الذي يفعل ما يقول وأنه يتحدث من أجل “الشو”، وسيناور خلال زيارته للسعودية بالإفراد للحديث عن التطرف الإسلامي وسيؤكد أمام الرؤساء العرب والمسلمين أنه يمثل خطراً كبيراً لابد من التكاتف لمواجهته تحت العباءة الأميركية.

ترامب يذهب للسعودية في أول زيارة له للشرق الأوسط وهو يعي جيداً أن برنامجه الانتخابي الذي وعد به داعميه يحتاج إلى من يصرف عليه لتنفيذ بعض بنوده، وأنه ليس أفضل من السعوديين للدفع مقابل الحصول على الحماية العسكرية، إذ سيبدأ صندوق الثروة السيادية في السعودية في طمأنة ترامب بالإعلان عن استثمارات بقيمة 40 مليار دولار في البنية التحتية الأميركية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الخطة.

200 مليار دولار حجم المشروعات السعودية مع شركات أميركية..     

كما توصل البيت الأبيض إلى مشروعات مشتركة مع السعودية من الطاقة إلى التكنولوجيا بقيمة خمسة أضعاف هذا الرقم، ويكفي أن نعلم أن شركة “جنرال إلكتريك” وشركة “بلاك روك” وشركة “مونسانتو” هي من بين الشركات المستفيدة وأن المديرين التنفيذيين لهذه الشركات ضمن وفد ترامب إلى الرياض.

في النهاية، فإن أوباما لم يكن سيئاً بالنسبة للسعوديين كما يحاولون أن يبينوا لترامب الآن، كما أن ترامب لن يكون جيداً لهم كما يتوقعون.. والذي لن يتأثر بين البلدين هو التعاون الاستخباراتى والعسكرى بين الجيش ومبيعات الأسلحة التي تدر دخلا كبيرا للأميركيين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب