كتب – رضا خليل :
يبدو أن الصراع الأميركى الصينى على التجارة الدولية لم يقتصرعلى التجارة التقليدية فحسب، بل أمتد لنشاط التجارة الإلكترونية أيضًا.
وذلك بعد أن تحولت المنطقة العربية، لساحة حرب تجارية جديدة بين الصين والولايات المتحدة، فى ظل تواتر آنباء حول قرب اتمام صفقة استحواذ مجموعة “على بابا” الصينية على شركة “جوميا” للتجارة الإلكترونية والتى تعمل فى المنطقة العربية وإفريقيا.
وتأتى تلك الصفقة بعد أيام قليلة من استحواذ مجموعة “أمازون” الأميركية على شركة “سوق دوت كوم” للتجارة الإلكترونية، فى صفقة تقدر بمليار دولار.
“على بابا” تنافس “أمازون” فى عقر دارها..
لم تبدأ المنافسة بين العملاقين فى هذه اللحظة، بل أنها بدأت منذ فترة طويلة، كما لم تقتصر المنافسة على السوق العربية، بل أن الأمر ذهب لأبعد من ذلك، حيث دخلت “على بابا” السوق الأميركية نفسها، عندما استحوذت على شركة Money Gram الأميركية لتحويل الأموال حول العالم فى كتنون ثان/يناير الماضى، وهى الشركة التي تمتلك فروع في مختلف مدن العالم، ومنها كل الدول العربية، فى صفقة بلغت 880 مليون دولار.
كما أن “على بابا”، التى تحتل المرتبة الأولى بين مواقع التجارة الإلكترونية فى العالم، فى حجم المبيعات تخطى حاجز 170 مليار دولار سنويًا، وهو ما يفوق مبيعات “أمازون” و”إيباى” الاميركيتن مجتمعتين.
طرحت أسهمها فى سوق “وول ستريت” – سوق الاسهم الاميركية – فى عام 2014، هذا الطرح الذى وفر للشركة نحو 25 مليار دولار كسيولة مالية كانت بحاجة إليها فى تلك الفترة.
وتسيطر الشركة على حوالي 80 % من التجارة الإلكترونية للصين, حيث ان لديها عدة مواقع منها “تاو باو” الذي يجمع 800 مليون منتج للبيع و500 مليون مشتري.
ولعل لقاء الرئيس التنفيذي لمجموعة “علي بابا” الصينية “جاك ما” بالرئيس الأميركي “دونالد ترامب” فى 10 كانون ثان/يناير الماضى، يدلل على مدى طموح الشركة الواسع للمنافسة داخل السوق الأميركية أكبر سوق لتلك التجارة, حيث عرض “ما “، خلال اللقاء، خطة المجموعة الرامية إلى إدخال مليون شركة أميركية صغيرة على منصتها للبيع لزبائن صينيين على مدار السنوات الخمس القادمة.
تلك المبادرة التى تتوقع مجموعة “علي بابا” القابضة أن تخلق مليون فرصة عمل في الولايات المتحدة، بحيث تضيف كل شركة من الشركات وظيفة.
وبالرغم من ذلك فإن الشركة الصينية تواجه بعض العقبات داخل السوق الأميركية حيث هناك تحقيقات تجريها لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في الممارسات المحاسبية للشركة.
لكن من المتوقع إلا تفضي إلى اى شئ حيث أن المحامي “غاي كلايتون” الذي اختاره ترامب لرئاسة اللجنة كان ضمن الفريق الذى عمل في الطرح العام الأولي لـ”علي بابا”.
2017 عام الاستحواذات لـ”أمازون”..
يبدو أن عام 2017، سيكون العام الأبرز فى تاريخ المجموعة الأميركية العملاقة التى تأسست عام 1994، حيث قامت بالاستحواذ على عدد من الشركات التى تعمل فى مجال التجارة الإلكترونية خلال هذا العام, وذلك فى سعي من الشركة للتوسع فى الأسواق الخارجية وسبق المجموعة الصينية فى السيطرة على تلك الأسواق الناشئة.
لذا قامت الشركة بالاستحواذ فى كانون ثان/يناير الماضي على شركة “هارفست”، وهي شركة متخصصة فى الدفع الإلكتروني، وتبعت هذه العملية بصفقة أخرى في شباط/فبراير الماضي، حيث استحوذت على شركة “بيفورت”، المختصة بتحليل الأسواق المالية في الشرق الأوسط وعمليات الشراء على الإنترنت، فيما انتهت تلك الصفقات بصفقة شراء موقع “سوق دوت كوم” قبل أيام.
وتعد الأسواق الأميركية والأوروبية والهند، أبرز الأسواق التي تستحوذ فيها “أمازون” على حصة كبيرة من تجارتها، بينما تتواجد “على بابا” فى السوق الصينية وأسواق شرق آسيا.
الأستحواذ على “سوق دوت كوم” نقطة فارقة بالسوق..
يؤكد رئيس شركة “جوميا” مصر للتجارة الإلكترونية “هشام صفوت”، لـ(كتابات)، على أن استحواذ “أمازون” على شركة “سوق دوت كوم” ودخول المنطقة العربية يعتبر نقطة فارقة فى مستقبل التجارة الإلكترونية فى المنطقة العربية وإفريقيا، حيث سيؤدي إلى زيادة ثقة العملاء فى عمليات الشراء من على الإنترنت.
ويكشف “صفوت” عن أن عدد الذين مروا بتجربة شراء عبر الإنترنت فى مصر يتراوح بين 7 و8 مليون مستهلك. لافتًا إلى أن السوق المصرية والعربية أمامها فرصة كبيرة للنمو.
وتشيرالإحصائيات إلى أن هناك 90 مليون مستهلك فى الوطن العربى والشرق الأوسط للتجارة الإلكترونية, فيما تقدر حجم التجارة الإلكترونية فى الوطن العربى بـ15 مليار دولار.
ويصل عدد المتعاملين فى الوطن العربى لنحو 39% من عدد السكان البالغ تعداده نحو 300 مليون نسمة.
