المناورات الإيرانية في “الخليج الفارسي” .. مناوشات وحرب كلامية أم تهديد فعلي لإغلاق “مضيق هرمز” ؟

المناورات الإيرانية في “الخليج الفارسي” .. مناوشات وحرب كلامية أم تهديد فعلي لإغلاق “مضيق هرمز” ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في محاولة إيرانية لإثبات وجودها وسيطرتها على “مضيق هرمز”، تمهيدًا لتنفيذ تهديدها في حال تم حظر صادراتها النفطية، أكد “الحرس الثوري” الإيراني، الأحد، 5 آب/أغسطس 2018، إطلاقه مناورات واسعة في مياه “الخليج الفارسي” شملت التدريب على محاولة إغلاق “مضيق هرمز”.

وصرح  الناطق الرسمي باسم الحرس الثوري، “رمضان شريف”: “تم إجراء التمارين بهدف السيطرة على سلامة الممرات المائية وحماية برنامج تدريبات التقويم السنوي للحرس الثوري”، وذلك وفقًا لوكالة (فارس) الإيرانية.

وأضاف “شريف”: “وقد تمت هذه المناورات بإشراف من قائد الحرس الثوري، محمد علي جعفري، الذي شدد على ضرورة الحفاظ على الدفاعية الشاملة وتعزيزها لضمان الأمن الإستراتيجي لمضيق هرمز والخليج الفارسي، والرد المناسب للتهديدات المحتملة من الأعداء”.

وكان مسؤولون أميركيون قالوا، الأربعاء الماضي، إن “الولايات المتحدة” تعتقد أن “إيران” تعد لمناورات كبرى في الخليج خلال الأيام القادمة لتقدم موعد تدريبات سنوية، على ما يبدو وسط تصاعد التوتر مع واشنطن.

واشنطن تتابع النشاط البحري الإيراني..

نقلت شبكة (فوكس نيوز) الإخبارية الأميركية؛ عن المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات الأميركية، “بيل أوربان” – في بيان – إن “واشنطن” على وعي بتزايد الأنشطة البحرية الإيرانية في “مضيق هرمز” و”الخليج العربي” و”خليج عمان”.

وتابع المتحدث: “نراقب الموقف عن كثب، وسوف نواصل التعاون مع شركائنا لتأمين حرية الملاحة والتدفق الحر للتجارة في الممرات الدولية”.

وعلى صعيد متصل؛ نسبت الشبكة الأميركية لمسؤولين أميركيين نفيهم وجود أية تهديدات للقوات الأميركية في “الخليج العربي” من جراء المناورات الإيرانية.

إيران ضامنة لأمن الخليج..

بدوره؛ قال قائد سلاح البحر في الجیش الإیراني، “حسین خانزادي”، إن “مضیق هرمز لن یكون آمنًا لأولئك الذین یستخدمون أموال النفط المار من المضیق لتهدید أمن إیران”.

وأكد مسؤول كبير في القوات المسلحة الإيرانية، أن بلاده ضامنة لأمن “الخليج الفارسي” و”مضيق هرمز”، في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.

وبحسب وكالة (فارس)؛ أكد كبير متحدثي القوات المسلحة الإيرانية، العميد “أبوالفضل شكارغي”، على أن “إيران” ضامنة لأمن “الخليج الفارسي” و”مضيق هرمز”، مضيفًا إن الأعداء يعرفون قدراتنا جيدًا، ولهذا السبب فإنهم يشعرون بالهلع.

وأضاف: “الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضامنة لأمن منطقة الخليج الفارسي ومضيق هرمز”.

وتابع العميد “شكارغي”؛ أن قضية أمن مضيق هرمز “مرتبطة بالقوة النافذة في هذه المنطقة، أي إيران، وإن كنا نعمل شيئًا في منطقة الخليج الفارسي فهو من أجل إرساء الأمن فيها”.

تحمل رسالة موجهة للولايات المتحدة..

وردًا على التدريبات الإيرانية؛ قال قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال “جوزيف فوتيل”، إن التدريبات البحرية واسعة النطاق التي قامت بها “إيران”، الأسبوع الماضي، في “مضيق هرمز” كانت بمثابة رسالة موجهة إلى “الولايات المتحدة”.

وصرح “فوتيل”، خلال مؤتمر صحافي في “البنتاغون”، الأربعاء، أن “هذا التمرين كان ردة فعل للعقوبات الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترمب ضد الإيرانيين، والذين أرادوا إظهار أنهم قادرون على إغلاق المضيق”.

وأضاف: “أعتقد أنه من الواضح لنا أنهم كانوا يحاولون استخدام هذا التمرين لإرسال رسالة إلينا مفادها أننا نقترب من فترة العقوبات، وأنه لديهم بعض القدرات”.

وذكر “فوتيل”، الذي يشرف على العمليات الأميركية في الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا، أن التدريبات شملت نحو 100 سفينة إيرانية تابعة لنخبة “الحرس الثوري”، ولم تكن تدريبات “غير عادية”، على حد قوله.

لديها القدرة على تلغيم الممر..

ووفقًا لوكالة (أسوشيتد برس)، فقد أكد قائد القيادة المركزية الأميركية على أن “إيران لديها القدرة على وضع الألغام البحرية والقوارب المتفجرة في هذا الممر المائي المزدحم”. لكنه أضاف: أن “الولايات المتحدة وحلفاءها تدربت على مثل هذا الاحتمال، ولديها الاستعداد التام للتعامل معه”.

كما أكد: أنه “لم تكن هناك احتكاكات غير آمنة أو غير محترفة بين الإيرانيين والسفن الحربية الأميركية خلال التمرين، ومستمرون بنمط تقريبي من التفاعل المهني بين الجانبين”، على حد قوله.

تهديد واضح لحرية الملاحة..

يأتى ذلك غداة تصريحات لوزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، إنطوت على تهديد واضح لحرية الملاحة، حيث أكد فيها على أن “خطة الولايات المتحدة لوقف صادرات النفط الإيرانية تمامًا لن تنجح”، مشددًا: “لا يمكنهم التفكير فى أن إيران لن تصدر النفط وأن آخرين سيصدرون”.

وكان الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، قد جدد الشهر الماضي تحذيره من أن إيران يمكن أن تُغلق “مضيق هرمز” الإستراتيجي الذي يعتبر خط شحن حيوي لإمدادات النفط العالمية.

خامنئي” يقلل من تأثير العقوبات..

وفي “طهران”، أكد الزعيم الإيراني الأعلى، “علي خامنئي”، أنه لا يوجد ما يثير قلق طهران، في إشارة إلى فرض الولايات المتحدة عقوبات مشددة على طهران هذا الأسبوع.

ونقل الموقع الإلكتروني لـ”خامنئي” قوله في أحد خطاباته في الأسابيع الماضية، لكنه نشر بعد يوم من سريان العقوبات الأميركية الجديدة: “لا تقلقوا على الإطلاق فيما يتعلق بوضعنا. لا أحد يستطيع فعل شيء”.

ودفعت العقوبات، التي فرضتها واشنطن، البنوك والكثير من الشركات حول العالم إلى خفض تعاملاتها مع إيران بالفعل. وتعهد الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بمنع الشركات التي لها معاملات تجارية مع إيران من التعامل مع الولايات المتحدة.

ونددت إيران بإعادة فرض العقوبات تماشيًا مع قرار “ترامب” بالانسحاب من الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي.

واشنطن تنتهك قرار مجلس الأمن..

من جانبه؛ قال سفير إيران لدى الأمم المتحدة، “غلام علي خوشرو”، في مقال نشرته صحيفة (الغارديان) البريطانية؛ إن “ترامب” يصنع التاريخ بانتهاك قرار “مجلس الأمن” التابع للأمم المتحدة، الذى صوتت عليه “الولايات المتحدة” بالموافقة قبل ثلاث سنوات، وبدعوته الدول لانتهاك قرار دولي بدلاً من الإلتزام به.

ويطالب القرار؛ الذى يدعم الاتفاق بين إيران والقوى الست، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالإمتناع عن “الأعمال التي تقوض تنفيذ الإلتزامات” بموجب الاتفاق النووي.

وكان المسؤولون الأميركيون قد قالوا، في الأسابيع الماضية، إنهم يستهدفون الضغط على الدول للتوقف عن شراء “النفط الإيراني” في محاولة لإجبار طهران على وقف برامجها النووية والصاروخية وتدخلها في الصراعات الإقليمية في “سوريا” و”العراق”.

لديها القدرة على إغلاق المضيق في 48 ساعة..

وفي تعليق على القدرات الإيرانية؛ رجح موقع إلكتروني إسرائيلي إمكانية إغلاق إيران لـ”مضيق هرمز” الملاحي خلال 48 ساعة فقط.

ذكر الموقع الإلكتروني الإخباري (0404)، أن قوات “الحرس الثوري” الإيرانية تستعد لأية مواجهات أمنية في الخليج، استعدادًا لإغلاق “مضيق هرمز” الملاحي.

وأفاد الموقع العبري بأن الجيش الإيراني يستعد لإجراء مناورات عسكرية تحاكي إغلاق المضيق خلال 48 ساعة أمام حركة الملاحة الدولية.

القانون الدولي يمنع غلق المضيق..

فيما رأى، العميد “سمير راغب”، الخبير الإستراتيجي، أن إيران لا تملك حق غلق المضيق؛ فالقانون الدولي يعتبر المضيق جزء من المياه الدولية، لكل للسفن الحق والحرية في المرور فيه مادام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها.

وأضاف؛ أن إيران لا تملك القوة العسكرية البحرية للسيطرة على المضيق، وإنما قد يكون بغرض التهديد، مؤكدًا على أن القوة العسكرية الأميركية الموجودة بدولة مثل “البحرين” تفوق القوة العسكرية البحرية الإيرانية.

وتابع “راغب”: أنه “في حالة غلق المضيق، وهو غير متوقع حدوثه، ستضرر العديد من الدول، منها الدول المصدرة للبترول، وهي دول الخليج، فأغلب السفن البترولية تمر عبر مضيق هرمز، وكذلك ستضرر الدول المستقبلة للبترول وعلى رأسهم الولايات المتحدة والدول الأوروبية”.

مناوشات وحرب كلامية لا أكثر..

وقال الدكتور “خالد سعيد”، الباحث بمركز دراسات الشرق الأوسط، إن أي حديث إيراني عن غلق “مضيق هرمز”، مجرد مناوشات وحرب كلامية لا أكثر، موضحًا أنه بالفعل “إيران” تُجري على فترات مناورات عسكرية في المضيق، لكنها لا تقم بغلق المضيق أثناء هذه المناورات.

موضحًا أن “إيران” لا تملك حق إغلاق المضيق، فالقانون الدولي يقر حرية الملاحة البحرية في “هرمز”، وأن “إيران” من المفترض أن تُجري مناوراتها العسكرية في حدودها البحرية المخصصة لها في المضيق.

إيران أول المتضررين من إغلاق المضيق..

إلى ذلك؛ أكد الخبير القانوني، “عبداللطيف الصيادي”، أن “إيران” لا يمكنها، من وجهة نظر القانون الدولي، إغلاق “مضيق هرمز”، حيث إن هذا الأمر سيُعد خرقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار عام 1982؛ التي تتيح ما يعرف بحق المرور العابر لكل الدول حتى في المياه الإقليمية للدول الأخرى، كما أن هذا الإغلاق سيمثل اعتداءً على سيادة بعض الدول التي تقع خطوطها الملاحية ضمن مجالها.

منبهًا إلى أن “إيران” لا تستطيع الإقدام على خطوة إغلاق “مضيق هرمز”، لأن معظم موانئها تقع داخل حوض “الخليج العربي” وليس خارجه، فهي إن أقدمت على مثل هذه الخطوة فإنها تطعن نفسها وهي أول المتضررين؛ وقد يؤدي إغلاق هذا المضيق إلى تدمير النظام الإيراني.

واعتبر “الصيادي” أن “إيران” قد تلجأ إلى سياسة تلغيم المضيق، عبر إرسال غواصات وزوارق انتحارية أو صواريخ (باليستية)، أو صواريخ مضادة للسفن، ولكن كل هذه السيناريوهات ستخسر فيها “إيران”؛ لأنها لا تستطيع مواجهة القوى الدولية، مشيرًا إلى وجود بدائل لتصدير النفط في حال إغلاق المضيق، مثل مقترح شق قناة مائية عبر دولة “الإمارات العربية المتحدة”، تربط بين “الفجيرة” و”دبي” تتجاوز “مضيق هرمز”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة