خاص : كتبت – نشوى الحفني :
لم يُعد الرئيس الأميركي السابق؛ “دونالد ترامب”، منفردًا بترشحه لرئاسة “أميركا” عن الحزب (الجمهوري)، بل بات أمامه منافسًا جمهوريًا آخر بعدما تقدّم الجمهوري؛ “رون ديسانتس”، بطلب رسّمي لمنافسة “دونالد ترامب” على الفوز بترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2024، وهو ما يُشير إلى أن المنافسة ستكون شرسة للغاية داخل الحزب لاختيار ممثله في الانتخابات.
المراقبون يرون أنه رغم قرب “رون ديسانتس” من الرئيس الأميركي السابق؛ “دونالد ترامب”، إلا أن حرب التصريحات الكلامية اشتدت بينهما خلال الفترة الأخيرة، وسيبدأ الصراع الانتخابي داخل الحزب، وربما تتغير قواعد اللعبة خلال الفترة المقبلة.
احتمالية سيناريو الرئيس والنائب..
تعليقًا على تلك الخطوة؛ قالت عضو المجلس (المصري) للشؤون الخارجية؛ الدكتورة “نورهان الشيخ”، إن “ديسانتس” يتميز بشعبية كبيرة وقبول داخل الأوساط الأميركية، ولكن الانتخابات لم تعتمد على شعبية المرشحين فقط، ويدخل بها أمور أخرى تكون حاسمة.
وأوضحت “نورهان الشيخ”؛ لموقع (24) الإماراتي، أن الأصول العرقية لـ”رون ديسانتس”؛ سوف تُساعده في الانتخابات الرئاسية، خاصة أنه يجمع أصوات الفئتين (الأبيض والسُمر)؛ داخل “الولايات المتحدة”، مما يُساعده في تأسيس أرضية واسعة تمكنه من جمع أصوات انتخابية متعددة.
وأشارت الخبيرة السياسية إلى أن “ترامب” عليه تحفظات كثيرة بسبب القضايا الموجهة ضده، ويُحاول الحزب وضع بديل آخر له في حالة معاقبته في قضية “شراء الصمت”، وربما تحدث تفاهمات؛ بحيث يكون “ترامب” الرئيس المرشح في الانتخابات، و”ديسانتس”؛ مرشحه في منصب نائب الرئيس، وهو سيناريو وارد للغاية.
وأكدت الدكتورة “نورهان الشيخ”؛ أن نتائح محاكمة الرئيس السابق؛ “ترامب”، في قضيته ستكون هي الفيصل في السيناريو الخاص بترشيحه أو استبداله بـ”ديسانتس” لخوض الانتخابات الرئاسية ومنافسة الرئيس الحالي؛ “جو بايدن”.
ويتوقع أن تكون المعركة شرسة في مواجهة “ترامب”، إذ بدأت الهجمات المتبادلة بينهما، قبل أن ينخرط “ديسانتس” في المعركة، عبر تصريحات لاذعة وخلال تجمعات انتخابية.
وقال “ديسانتس”؛ في مقطع فيديو نشره على حسابه في موقع (تويتر): “أنا مرشّح للانتخابات الرئاسية من أجل قيادة العودة الأميركية العظمى”.
تغيير قواعد اللعبة..
فيما قال أستاذ العلوم السياسية؛ الدكتور “طارق فهمي”، إن الأمر مختلف، وهناك تغيير لقواعد اللعبة والتوقعات تُشير إلى أن “ديسانتس” سيعمل على الترسّيخ لبرنامجه داخل الحزب (الجمهوري) ليكون البديل المناسب للرئيس السابق؛ “ترامب”، مشيرًا إلى أن استطلاعات الرأي تعمل داخل الحزب لصالح؛ “ترامب”، ولكن مواجهة الكثير من القضايا ستعمل في صالح “ديسانتس”.
موضحًا أن هناك محاكمة الرئيس؛ “ترامب”، في 25 آذار/مارس 2024، وإذا لم ينجح “ترامب” في خوض العملية الانتخابية سيكون “ديسانتس”؛ ليكون مرشح الحزب (الجمهوري)، وهو أقوى المنافسين للمرشحين الأخرين في الانتخابات الأميركية حتى الآن.
وأشار الخبير السياسي إلى أن “ديسانتس”؛ مرشح مهم وجيد من ولاية “فلوريدا”، وهي من الولايات الحاسمة، وإذا تعذر ترشيح “ترامب” سيكون المرشح صاحب الحظ الأوفر في الانتخابات الرئاسية، وربما منافسة؛ “جو بايدن”، بقوة، ويكون الرئيس الجديد لـ”الولايات المتحدة”.
ويواجه المرشح الذي يختاره الحزب (الجمهوري) بنتيجة الانتخابات التمهيدية، في كانون ثان/يناير عام 2024؛ مع مرشح الحزب (الديمقراطي).
ويُعتبر المرشحان “ديسانتس” و”ترامب”، الأوفر حظًا للفوز بترشيح الحزب (الجمهوري)، أما المرشحون الجمهوريون المعلنون الآخرون، وهم: “نيكي هايلي”، و”تيم سكوت”، و”آسا هاتشينسون” فلا يتجاوزون إلا نادرًا نسّبة: 5% في استطلاعات الرأي.
انتخابه حاكمًا لـ”فلوريدا” عام 2018..
وانتخب الضابط السابق في البحرية الأميركية؛ “ديسانتس”، بشّق الأنفس عام 2018، ليكون حاكمًا لولاية “فلوريدا”، بعدما تلقّى دعم “ترامب” الذي كان رئيسًا آنذاك، لكنه آنذاك نأى بنفسه عن الرئيس السابق، وزاد من شعبيته من خلال مواقفه المحافظة على صعيد التربية أو سياسة الهجرة.
وكتب “ترامب” على شبكته للتواصل الاجتماعي؛ (تروث سوشال)، ساخرًا خلال الفترة الماضية: “المشكلة مع ديسانتس هي أنه سيحتاج إلى عملية زرع شخصية”.
وتُشير تقارير إعلامية إلى أن “ديسانتس” في هذه المواجهة مع “ترامب”، ربما يحتاج الاعتماد على ميزانية ضخمة لمعركته تبلغ: 110 ملايين دولار.
الأحداث تُشكلها القادة..
وقال “كين كوتشينلي”؛ إن اللحظات الكبرى في التاريخ تسّتدعي دائمًا هذا السؤال: هل حصل ذلك بسبب الرجل، أو الأحداث ؟.. وهل الظروف أو القرارات، هي التي تُثنّي قوس التاريخ ؟.
وتابع “كوتشينلي”؛ في مقال بمجلة (نيوزويك)؛ أن الجواب هو مزيج من الإثنين: الأحداث القوية تحصل، لكن القادة هم الذين يُشكلون الأحداث بقوة.
ما من شك للحظة واحدة، على سبيل المثال، أن “أميركا” تمتعت بالقيادة الأخلاقية لـ”إبراهام لنكولن”. ولا أحد يُجادل بأن “رونالد ريغان” اضطلع بدور محوري في إسقاط “جدار برلين”؛ ووضع حد للإمبراطورية السوفياتية.
ولهذا السبب هناك أهمية للأشخاص الذين ينتخبون إلى سُدة المسؤولية، لأن “أميركا” تضطلع بدور تاريخي في العالم، ولأن على قادتها أن يكونوا على قدر المهمة عندما تحين اللحظة.
مطلوب قائد كبير..
وهذا سبب أولي؛ برأي الكاتب، كي يصّير “ديسانتس” الرئيس المقبل لـ”الولايات المتحدة”.
ويقول: “لا رجل أكثر ملاءمة للتعامل مع التغييرات الكبرى الجارية في بلدنا، لا رجل سيكون أفضل منه لأميركا في السنوات المقبلة. إن القوى العظمى في العالم تتطلب قائدًا كبيرًا، رجلاً قويًا لكن وقورًا، مؤمنًا بنبالة المهمة التي تقوم بها أميركا”.
وبالطبع؛ يشعر الجمهوريون بأن “ديسانتس” يملك هذه المواصفات. فقد كان محافظًا قويًا لـ”فلوريدا”، وبفضل قيادته صارت هذه الولاية أكثر ازدهارًا اليوم مما كانت عليه عندما تولى منصب الحاكم. فيها وظائف أكثر، وسكان أكثر، وأعمال تجارية أكثر، وحرية أكثر وطاقة أكبر، مما كانت عليه عندما أدى اليمين القانونية الأولى – وهذه حقيقة لا يمكن أن تُقال عن كل الحكام في الفترة نفسها.
ازدهار “فلوريدا”..
وقال الكاتب: “خلال فترة الوباء، كان هو من أتاح استمرار الازدهار في الولاية من طريق إبقاء الشركات مفتوحة والأولاد في المدارس، كما أن سياساته الاقتصادية هي التي خفضت الضرائب وجذبت مشاريع تجارية جديدة إلى فلوريدا، وهو الذي تصدى لتسّلل الإيديولوجيا إلى شركاتنا ومدارسنا. إن ديسانتيس هو حقًا قائد لا يتراجع أبدًا عن القتال الضروري لجعل بلدنا أفضل”.
وباتت “فلوريدا”؛ الولاية الأسرع نموًا في البلاد. لكن المسألة ليست هذه فحسّب. فالولاية هي الأولى في التعليم، وصارت رمزًا للحرية. وبصفته الرئيس التالي لـ”الولايات المتحدة”، فإن “ديسانتيس” سيخلق الحريات نفسها والنمو نفسه في “الولايات المتحدة”.
وبينما كان قادة ديمقراطيون – وحتى بعض الجمهوريين – يستسلمون لـ”يقظة الرعاع”، ويخنقون النمو والحريات الفردية، كانت “فلوريدا” تنتعش، وهذا بفضل الحاكم “ديسانتيس” وقيادته الثابتة.
يُعتبر “ديسانتس”؛ هو الشخص الوحيد الذي يخوض قتالاً شاقًا ضد شركات كبرى مثل: (ديزني)، بينما ديموقراطيون – وجمهوريون مثل “دونالد ترامب” – استسلموا.
وختم قائلاً: “لم تكن نوعية وحيوية القيادة الأميركية بالأهمية التي هي عليها في هذه اللحظة. نحتاج شخصًا يقدم نيابة عن أميركا القوة والإيمان والتفاؤل الذي أرسى دعائم هذا البلد منذ تأسيسه. إن هذا الشخص هو ديسانتس، المقاتل والقائد الذي تحتاج إليه البلاد في هذه اللحظة، التي تشتد فيها الحاجة إلى القيادة الأميركية”.
ضخموا غرور “ديسانتيس” !
وفي هذا الإطار؛ قال الكاتب الصحافي؛ “تشارلز بلو”، في مقال بصحيفة (نيويورك تايمز): “دخل السّباق الرئاسي؛ رون ديسانتيس، الذي لا يتمتع بالجاذبية ولا باللباقة. في استطلاعات الرأي التمهيدية للحزب (الجمهوري) لسنة 2024، يحل دائمًا في المركز الثاني بعد؛ ترامب”.
وأضاف الكاتب: “بنى ديسانتس أسطورته على إعادة انتخابه بسّهولة كحاكم فلوريدا، وطريق سّهل نجح من خلاله في سنّ قائمة من التشريعات المحافظة التي تُقيّد تعليم الهوية الجنسية في المدارس، وذلك بفضل الأغلبية الفائقة التي يتمتع بها الجمهوريون في الهيئة التشريعية لفلوريدا بمجلسّيها”.
وتابع الكاتب أن “ديسانيتس” يلوح بسّجل إنجازاته كدليل على كفاءته، لكن كل ما فعله هو الفوز بسلسلة من المعارك التي كان فيها خصومه مكتوفي الأيدي، نظرًا لكونهم من الأقلية.
ومع ذلك؛ فإن الكثير من المعلقين والمانحين الجمهوريين، الذين يأسوا من التخلص من سموم “ترامب”، وقع اختيارهم على “ديسانتيس” عند البحث عن بدائل. وضخموا غروره، حيث أقنعوه بأن قاعدة نفوذه الكبيرة في “فلوريدا” تجعله لا يُقهر.
ووفق الكاتب؛ يبدو أن “ديسانتيس” يُراهن على إنهاك “ترامب”، أو ربما تراكم مشاكله القانونية بدرجة كبيرة جدًّا يتوصل معها حتى أشد مؤيدي الرئيس السابق حماسة إلى استنتاج مفاده أنه أشد إرهاقًا من أن يتمكن من الفوز. ولو لم يستطع التفوق على “ترامب”، فسّوف ينتظره ليلحق به، وهو يعرج.
مرشحون آخرون احتياطيون..
ولا ينطلق “ديسانتيس” وحيدًا في ذلك المسّار. فالمرشحون (أو المرشحون المحتملون)؛ “مايك بنس” و”آسا هاتشينسون” و”كريس سونونو”، (كلهم حكام حاليون أو سابقون)، يحتلون المسّار نفسه. وهم من فئة المرشحين الاحتياطيين في حالة الطوارئ، بحيث أنه لو انتهى الأمر بدخول “ترامب” السجن واضطر الجمهوريون إلى الحصول على بديل في اللحظة الأخيرة، فإنهم يرجون أن ينظر إليهم الناخبون على أنهم بدائل قوية.
وهم يتبوؤن مكانة كمرشحين يمكنهم الوفاء بأولويات السياسة الجمهورية دون أمتعة “ترامب” ودراما “ترامب”، لكن دراما “ترامب” هي الشيء الذي يدمنه الكثيرون من أنصاره. فالسياسات عنصر لصيق بالشخصية.
عرّاب المظلومية..
ويقول الكاتب: يسمح “ترامب” لمؤيديه بالشعور والتعبير عن طيف كامل من المشاعر؛ فهو يسلّيهم، وينفّس غضبهم، ويعكس دوافعهم القمعية، وهو في أعينهم عرّاف مظلوميتهم المتصورة ونموذجهم كمحارب ضد حكومة وثقافة يرون أنهما تنقلبان عليهم.
ويرى الكاتب أن “الترامبية” تجربة ذاتية كاملة، روحية في أعماقها.
ثم هناك المسّار الآخر للجمهوريين، الذي يتم فيه منح الغفران العنصري دون إبداء التوبة العنصرية. وهو مشغول بالمرشحين الملونين الذين يقدمون نسخة ما من هذا الغفران مفرط التبسيط وعديم الشفافية: “أميركا ليست بلدًا عنصريًّا”.
وتابع الكاتب: “دعوني أكن واضحًا: هل كل شخص في أميركا عنصري ؟ كلا. هل العرق هو الاعتبار الغالب والمحدد لجميع النواتج السلبية بالنسبة للأشخاص ذوي البشرة الملونة ؟ كلا. لكن هل كانت العنصرية أحد المبادئ التأسيسية لبلدنا ؟ وهل ما زالت العنصرية تتغلغل في أعماق المجتمع الأميركي ومؤسساته ؟ نعم”.
والعنصرية نفسها تكره اسمها؛ تكره أن تُسّمى كذلك. وأشار الكاتب إلى أنه في الدورات الانتخابية الأخيرة، احتضن الجمهوريون مرشحين قدموا نسخة من تلك الرسالة؛ (هيرمان كاين في عام 2012، وبن كارسون في عام 2016)، حتى عندما تعرض حزبهم وبحق للشجب بسبب هوسّه المناهض لـ”باراك أوباما” على غرار فضيحة البدلة فاتحة اللون، وهو الهوس الذي اصطبغ دائمًا بالصبغة العرقية.
والآن لديهم مرشحان اثنان استخدما تلك الكلمات بالضبط: فعندما أعلنت “نيكي هايلي” ترشّحها في شباط/فبراير، صرحت بقولها: “اسمعوها مني كأول امرأة من الأقليات تتولى منصب الحاكم في التاريخ: أميركا ليست بلدًا عنصريًّا”.
وعندما أعلن “تيم سكوت”؛ (الذي عينته في مقعده في مجلس الشيوخ)، ترشّحه يوم الاثنين، كرر عبارة ألقاها ضمن خطاب له في عام 2021: “أميركا ليست بلدًا عنصريًّا”.
ابتسامة مجمدة لحزب متعصب..
مواقف “سكوت” على صعيد السياسات؛ (التي تتذبذب بين جناح: “لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى”؛ الجمهوري وجناح جاك كمب الواهن)، ليست سمته الجذابة، حسّب الكاتب، فهو يروج سردًا لكنه مشوه، بمعنى ابتسامة مجمدة لحزب متعصب.
“هالي” أيضًا في هذا المسّار. وتستخدم هي و”سكوت” نجاحاتهما الشخصية والسياسية، لا كأمثلة استثنائية على تخطي العقبات، بل للجدال حول ارتفاع العقبات والتشكيك في إرادة العدائين الآخرين.
وهما أيضًا ربما ينتظران صاعقة قانونية فيصبح “ترامب” عديم الأهلية سياسيًا وينفتح ميدان الانتخابات التمهيدية للحزب (الجمهوري) على مصراعيه.
الدورة الأسوأ..
لكن “ترامب” سيُقاتل حتى آخر نفس، برأي الكاتب، ربما ليس لأنه يُريد أن يُصبح رئيسًا مرة أخرى، بل لأنه يُريد التحوط من أن يتم الزج به خلف القضبان.
وأوضح الكاتب أن جميع المنافسين الجمهوريين يُسّيطر عليهم الطموح، لكن “ترامب” تُسّيطر عليه الآن قوة أشد وأعتى، وهي الذعر.
صحيح أنه لو تم انتخابه مرة أخرى، فسيدّعي أنه في النهاية تفوّق على “بايدن”. لكنه يُدرك أيضًا أنه إذا استعاد كرسي الرئاسة، فإنه يسّتعيد السلطة لتخفيف وطأة التحقيقات الفيدرالية المعلقة التي تدور حوله، ولفرض أزمة على أي دعاوى جنائية في الولايات، كتلك التي قد يتم تحريكها في “جورجيا”.
وهو يُريد تعقيد أي ملاحقات قضائية محتملة بإثارة غضب أتباعه، مما يدفع المؤسسيين الذين يتبعون سّيادة القانون للتوقف برهة وتأمل تبعات معاقبة رئيس جمهورية.
لقد أثبت “ترامب” أنه لا يتردد في تحطيم البلاد لإنقاذ نفسه، وأن الوطنية تأتي في المرتبة الثانية بعد الحفاظ على الذات.
وتابع الكاتب: أمضى “ترامب” حياته غارقًا في النعيم، وُلد وفي فمه ملعقة من ذهب كما يقال. وقد لوى عنق القواعد في أحيان كثيرة جدًّا لدرجة أنه نسّي على ما يبدو أن للنظام القانوني سيفًا قلّما يمكن للمرء أن يفلت منه إلى الأبد.
وزاد الكاتب: الآن ومع احتمال وصمه بالعار بل وربما تقيّيده بالأصفاد، فإنه لن يدخر شيئًا في وسّعه لإخلاء الميدان (الجمهوري)، ولا يبدو الأمر كما لو كان أي من خصومه مستعدًا لذلك.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: لو كنت تظن أن الدورتين الانتخابيتين الأخيرتين كانتا سيئتين، فلتسّتعدّ: هذه الدورة على الأرجح ستكون أسوأ. فجميع المخلوقات تزداد شراسة عندما تجد نفسها محشورة في الزاوية.