26 أبريل، 2024 1:08 م
Search
Close this search box.

المناضلات ضد الحجاب القسري .. إختبار للنظام الإيراني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة من شأنها أن تظهر مدى الإستياء لدى الإيرانيات مما يفرضه النظام الإيراني عليهن من ضغوط، اتسعت الحملة ضد الحجاب القسري التي إنطلقت خلال الاحتجاجات الأخيرة، التي عمت عشرات المدن في مختلف أنحاء إيران، والتحقت الإيرانيات المحجبات إلى هذه الحملة، وأعلن تضامنهن مع النساء اللواتي اعتقلتهن الشرطة الإيرانية بسبب خلع غطاء الرأس في بعض شوارع طهران ومدن أخرى.

أوقفت الشرطة الإيرانية، مساء الخميس 1 شباط/فبراير 2018، حوالي 30 امرأة بتهمة الإخلال بالنظام الاجتماعي بعد أن كشفن عن رؤوسهن في مكان عام احتجاجا على قانون يفرض الحجاب، منذ الثورة الإسلامية في 1979.

تهديد الأمن الاجتماعي في البلاد..

ذكرت وكالة أنباء (ايلنا)، مختصة بالشؤون الداخلية الإيرانية، نقلاً عن بيان لشرطة العاصمة طهران، اعتقال المحتجين، بدعوى تهديدهم الأمن الاجتماعي في البلاد، بعد إشتراكهم في الحملة التي أطلقها الناشط الإيرانيـ “معصوم مسيح كومي”، على مواقع التواصل الاجتماعي.

حملة الأربعاء الأبيض..

كان “كومي”، الذي يعيش خارج إيران، قد أطلق، قبل عام، حملة تحت اسم (الأربعاء الأبيض) للاحتجاج على إجبار القوانين الإيرانية، النساء على إرتداء الحجاب.

وشهدت شبكات التواصل الاجتماعية في الأيام الأخيرة نشر صور التقطت في طهران، على ما يبدو، وأيضاً في مدن أخرى لنساء حاسرات الرؤوس؛ بينما حجابهن معلق على عصا للاحتجاج.

كما أنضم بعض الرجال أيضًا إلى هذه الحركة الاحتجاجية، حيث وقف العديد من الشبان في المعابر العامة رافعين أوشحة وكتبوا عبارات تضامنية مع حملة مناهضة الحجاب الإجباري.

ويفرض القانون، الساري في إيران منذ ثورة 1979، على النساء وضع غطاء الرأس وإرتداء ملابس طويلة تستر الجسم في الأماكن العامة.

إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعاً في صرامة شرطة الآداب إزاء تطبيق القانون، وبات بالإمكان مشاهدة عدد متزايد من النساء في العاصمة وفي مدن كبيرة أخرى وهن يتركن جزءاً من شعرهن مكشوفاً بشكل واضح.

بسبب توقيف امرأة..

تأتي حركة الاحتجاج على غطاء الرأس؛ إثر توقيف امراة في أواخر كانون أول/ديسمبر الماضي، بعد أن كشفت عن رأسها في شارع مكتظ في طهران وعلقت حجابها على عصا.

وتم الإفراج عن المرأة بعد توقيفها لمدة شهر تقريباً، بحسب المحامية، “نسرين سوتوده”، الناشطة لحقوق الإنسان في إيران.

وقالت “سوتوده”، لوكالة الأنباء الفرنسية، الثلاثاء الماضي، أن القضاء حدد كفالة بقيمة 90 ألف يورو لقاء الإفراج عن امراة أخرى أوقفت هذا الأسبوع، مضيفة أن قيمة المبلغ دليل على “نية” السلطات في إبقاء المشتبه بها قيد التوقيف.

شهرين وغرامة 500 ألف ريال إيراني عقوبة نزع الحجاب..

لم يتم بعد نشر التهم الموجهة للفتاة، لكن القانون الإيراني يعاقب اللاتي ينزعن حجابهن في الأماكن العامة بالسجن شهرين وغرامة مالية لا تتعدى 500 ألف ريال إيراني، (13 دولاراً).

تصاعد في الحراك النسوي..

يقول ناشطون إن خلع الحجاب يشكّل تصاعداً في الحراك النسوي الإيراني ضد القيود المفروضة في البلاد على أزياء النساء في الأماكن العامة.

تجدر الإشارة إلى أن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم أجمع التي تفرض الحجاب القسري على جميع النساء في البلاد، وأن السعودية تفرض الحجاب القسري على النساء المسلمات فقط.

تاريخ الحجاب في إيران..

للحجاب تاريخ معقد في إيران، فقد منعت النساء رسمياً من إرتدائه في عام 1936، خلال عهد “رضا شاه”، ولكن في عام 1941 تنازل “رضا شاه” لولي العهد الأمير “محمد رضا شاه”، الذي سمح للنساء بلبس الحجاب إذا إخترن ذلك.

وبعد بضعة أشهر فقط من إنشاء الجمهورية الإسلامية في عام 1979، بدأ فرض قانون جديد لا يرغم النساء على تغطية رؤوسهن فحسب، بل يفرض عليهن أيضاً إرتداء ملابس فضفاضة، وذلك على الرغم من الاحتجاجات الواسعة على القانون.

تستهدف معارضة الشارع..

في تصريحات تظهر قلق السلطات الإيرانية، هاجم النائب العام الإيراني؛ بشدة احتجاجات النساء على الحجاب القسري، واعتبر أن سبب ذلك هو الجهل، وأن الهدف هو معارضة “الشرع المقدس”، على حد قوله.

وخلال حديثه لوكالة (إلنا) للأنباء العمالية التابعة لوزارة العمل والرفاه والشؤون الاجتماعية الإيرنية، أعلن، “عباس جعفري دولت آبادي”، دعمه الكامل لما تقوم به الشرطة وميليشيات “الباسيج”، التابعة للحرس الثوري، في إرغام النساء على إرتداء الحجاب حسب المعايير التي حددتها السلطات المعنية في إيران.

وأكد على أن الشرطة اعتقلت إحدى النساء التي خلعت غطاء الرأس في شارع “الثورة” بوسط طهران، واصفاً تلك الاحتجاجات بأنها تنبع من الجهل، وأنها تتعارض مع “الشرع المقدس والقانون”.

وهدد بأن السلطة القضائية والشرطة وباقي الجهات المعنية بالأمر ستقوم بواجبها ضد هؤلاء النساء إذا واصلن حملتهن ضد الحجاب القسري في إيران.

يتم من خارج البلاد..

كعادة المسؤولين الإيرانيين المتداولة، ربط “جعفري دولت آبادي” هذه الحملة بخارج البلاد، قائلاً إن بعض المحتجين على الحجاب القسري تلقوا الأوامر من خارج البلاد.

الحملة بدأت من الداخل..

فيما أكدت “مسيح علي نجاد”، الناشطة الإيرانية المقيمة في أميركا، على أن الحملة بدأت في الداخل، ولا علاقة لها بالتحريض من خارج البلاد كما صرحت السلطات الإيرانية.

وقالت “نجاد”، في مقابلة مع شبكة (سي. إن. إن) الأميركية: “إن الحركة بدأت من داخل إيران وليس لها علاقة بأي قوى خارجية”، مضيفة: أن “هذه الحملة مستمرة منذ سنوات، والإيرانيات يعانين من التجاهل منذ سنوات، ونحن فقط نوفر لهن منصة للتعبير”.

يجب أن تكون القواعد الدينية خياراً شخصياً..

لكنّ الإيرانيين المتدينين المحافظين أعربوا أيضاً عن تأييدهم لهؤلاء النساء، وقال العديد منهم إن القواعد الدينية يجب أن تكون خياراً شخصياً.

ونُشرت على (تويتر)، الأربعاء الماضي، صورتان على الأقل لامرأتين ترتديان العباءة السوداء، (التشادور)، واقفتين في وسط أحد الشوارع حاملتين لافتات تؤيد حرية الإختيار للنساء.

ورفعت إحداهما لافتة كتب عليها: (أحب حجابي لكنني ضد الحجاب الإلزامي).

وقالت الناشطة المدافعة عن حقوق النساء، “آزار منصوري”، من حزب “اتحاد الشعب الإيراني الإسلامي” الإصلاحي، إن المحاولات للتحكم بما ترتديه النساء فشلت لعقود عدة.

وكتبت في سلسلة من التغريدات هذا الأسبوع: “أن النساء يظهرن معارضتهن لمقاربات قوية كتلك، بملابسهن وعدم تغطية شعورهن، وصولاً إلى إرتداء الأحذية عالية الكعب والسراويل الضيقة”.

قانون غير مثمر..

لم يقتصر هذا الاحتجاج على المعارضة فقط؛ بل أيده قطاع كبير من أبناء الشخصيات الدينية التاريخية في إيران، التي دائمًا ما تقف وراء تشديد قبضة النظام على الحريات، وخاصة المرأة، حيث خرجت الناشطة الحقوقية، “فائزة هاشم رفسنجاني”، ابنة رئيس تشخيص مصلحة النظام الراحل “علي أكبر هاشمي”، قائلة في مقابلة لها، إن “قانون الحجاب الإجباري غير مثمر كقانون حظر حجاب، وكلاهما أفرزا نتيجة عسكية”.

تراجع في التشدد منذ ولاية “روحاني”..

يتزايد عدد النساء اللواتي يتحدين قواعد اللباس الشرعي في إيران في السنوات الماضية، وكثيراً ما يكون الحجاب لا يغطي كامل شعرهن.

وكانت “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” قد تتشدد في فرض الإلتزام باللباس الشرعي، لكن تواجدها أصبح أقل منذ تولي الرئيس، “حسن روحاني”، الحكم في 2013، ووعوده بالمزيد من الحريات المدنية.

ودعت حركات نسائية أبرزها “حريتي المسروقة”، التي تقوم منذ سنوات بحملة ناجحة ضد الحجاب الإلزامي الذي تفرضه سلطات النظام الديني على الإيرانيات، إلى تظاهرات سلمية في شوارع المدن، ترتدي فيها النساء غطاء رأس أبيض بدلاً من الحجاب الأسود الذي تروج له السلطات الدينية، على أن يقمن بنزع الغطاء لاحقاً بشكل جماعي.

مقارنات بين نساء السعودية وإيران..

في هذه الأثناء بدا لافتاً أن شبكات التواصل الاجتماعي في إيران إمتلأت برسائل تقارن حريات النساء في إيران بحريات نساء السعودية ودول الخليج التي شهدت إصلاحات وتحديثات مكنت السعوديات من دخول ملاعب كرة القدم وكسب الحريات، في حين تكبل المرأة التي تكافح لنيل حقوقها في إيران.

تناضل ضد “خامنئي”..

صحيفة (البوبليكو) الإسبانية، قالت إن المرأة الإيرانية تتجرأ وتناضل ضد المرشد الأعلى الإيرانى، آية الله “خامنئي”، بعد أن سئموا من إرتداء الحجاب القسرى.

وأضافت الصحيفة الإسبانية إن الطريق لا يزال طويلاً أمام معارضة النظام الإيراني في تحقيق الديمقراطية المطلوبة، على الرغم من أن هناك شيئًا يتحرك في إيران، ضد النظام سواء كان سياسيًا أو على المستوى الاجتماعى مثلما حدث في مسألة الحجاب.

ووفقاً لمراسل صحيفة (الموندو) الإسبانية فى طهران، فإن “فى الأجزاء الأكثر ليبرالية فى البلاد، ظهر إختبار جديد ضد النظام الإيراني الصارم”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب