وكالات – كتابات :
مناور ومخضرم في ملف مفاوضات البرنامج النووي والعلاقات مع دول الشرق الأوسط، ذو علاقة وثيقة بالمرشد الإيراني، “علي خامنئي”، من: “الشباب المؤمنين”.. هي الصفات التي ترسم ملامح وزير خارجية، “استثنائي”، في بورصة الترشيحات الإيرانية لاختيار من يُخلف وزير الخارجية الحالي، “محمد جواد ظريف”.
يمتلك قوة المناورة والحنكة..
بعد إنقشاع غبار الانتخابات الرئاسية الإيرانية، بفوز “إبراهيم رئيسي”، توجهت الأنظار إلى من سيفوز بمنصب وزير الخارجية، ويحل محل الوزير، “ظريف”، الذي بدا أن علاقاته توترت مع المرشد و(الحرس الثوري)، الذراع العسكري للمرشد، والمسؤول عن تنفيذ أجندة مشاريع “إيران” الميليشياوية في الخارج، بعد أن اتهم “ظريف”، الحرس، بالتدخل في الشؤون الخارجية للبلاد دون اهتمام برأي الوزارة.
وسائل الإعلام الإيرانية تسابقت في طرح أسماء تحمل صفات خاصة، كون “إيران”، حاليًا، تحتاج إلى شخصية تمتلك: “قوة المناورة والحنكة”، وهي تخوض المفاوضات في “فيينا”، مع الدول الخمس دائمة العضوية في “مجلس الأمن الدولي”: (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا)؛ و”ألمانيا”، حول مستقبل برنامجها النووي و”العقوبات الأميركية” المفروضة عليها وأوجعت اقتصادها.
وظهر أن معظم الأسماء تنتمي لعائلات لها نفوذ قوي داخل أركان الدولة، وعلاقات مصاهرة مباشرة مع “خامنئي”، ورؤساء ومسؤولين سابقين.
المطلوب “رمزًا”..
وكشف “إبراهيم رئيسي”، المحسوب على تيار “خامنئي”، عن لمحات حول المعايير التي سيختار وزير الخارجية على أساسها، حين قال، قبيل الانتخابات، إن من يدخل الحكومة إذا فاز بالرئاسة سيُصبح رمزًا للحكومة الثورية.
“فيينا” طريق “عراقجي” إلى الوزارة !
في بورصة الأسماء؛ يتصدر اسم، “عباس عراقجي”، البالغ من العمر (58 عامًا)، كبير مفاوضي “إيران” في “محادثات فيينا”، وهو حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة “كينت” البريطانية، وظهر كأبرز الدبلوماسيين في عهد الرئيس، “حسن روحاني”، وعائلته من أصحاب النفوذ في دهاليز السياسة والاقتصاد، وتشتهر بصناعة وتجارة السجاد الإيراني.
ويتمتع “عراقجي”؛ بثقة كبيرة من القيادة، وخبرة واسعة بملفات السياسة الخارجية، وبخاصة “محادثات فيينا”، لـ”الاتفاق النووي”، وهو الملف الذي يُشكل أهمية بالغة لـ”طهران”، لمعالجة الحالة الاقتصادية.
المصاهرة الذهبية..
“باقري كني”..
المرشح الثاني لمنصب وزير الخارجية؛ هو رئيس لجنة حقوق الإنسان ومساعد رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية، “علي باقري كني”، نجل المرجع الديني: “محمد باقري كني”، العضو السابق في “مجلس خبراء القيادة”.
و”كني”، البالغ من العمر (53 عامًا)، عمل مساعدًا لـ”سعيد جليلي”، أمين “المجلس الأعلى للأمن القومي”، ومسؤولاً عن المفاوضات حول الملف النووي، في الفترة من: 2007 حتى 2013، كما عمل كنائب لوزير الخارجية لشؤون أوروبا.
وترتبط عائلة “كني” بعلاقة مصاهرة مع عائلة “خامنئي”، فشقيقه: “مصباح الهدى باقر كني”، متزوج من، “هدى حسيني”، أصغر بنات “خامنئي”، وهو خريج كلية الاقتصاد ودرس في جامعة “الإمام صادق”.
“صادق خرازي”..
صهر آخر من أصهار “خامنئي”، ضمن بورصة المرشحين لـ”وزارة الخارجية”، وهو: “محمد صادق خرازي”، وبحسب تقرير لراديو (زمانه)، المعارض، فإن “خرازي”، (58 عامًا)، له خبرة واسعة بالعلاقات مع المنطقة العربية، وعمل سفيرًا لدى “فرنسا”، وشارك ضمن فريق بقيادة “ظريف”؛ في المفاوضات النووية، والذي توصل لـ”اتفاق نووي” مع إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، “باراك أوباما”.
و”خرازي”؛ نجل عضو مجلس الخبراء السابق؛ المرجع الشيعي: “محسن الخرّازي”، وابن شقيق وزير الخارجية الإيراني الأسبق، “كمال خرازي”، وترتبط العائلة بعلاقة مصاهرة مع عائلة “خامنئي”، فشقيقته: “سوسن خرازاي”، هي زوجة: “مسعود”، الابن الثالث لـ”خامنئي”، كما ترتبط بعلاقة مصاهرة بعائلة الرئيس الأسبق، “محمد خاتمي”، فـ”صادق الخرازي”، نفسه، متزوج ابنة شقيقه: “رضا خاتمي”.
“عبداللهيان” صديق “سليماني”..
وضمن بورصة المرشحين لمنصب الخارجية، “حسين أمير عبداللهيان”، (57 عامًا)، وقربه من القائد السابق لـ (فيلق القدس)، التابع لـ”الحرس الثوري”، “قاسم سليماني”، يوضح طبيعة تفكيره.
ويشغل “عبداللهيان”، حاليًا، منصب المساعد الخاص لرئيس البرلمان في الشؤون الدولية، منذ 2016، وفي السابق تولى منصب نائب وزير الخارجية لشؤون الخليج العربي، وهو على دراية وخبرة واسعة بالشأن العراقي والخليج العربي.
كذلك عمل نائبًا لوزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، ولكن بعد خلافات مع، “محمد جواد ظريف”، ترك الوزارة في 2016.
“متكي” : طريد “نجاد”..
“منوشهر متكي”، (68 عامًا)، مرشح أيضًا للمنصب الهام، بحسب صحيفة (دنياي اقتصادي)، وهو صاحب الخبرة الدبلوماسية الأكبر، كونه كان وزيرًا للخارجية بالفعل، وذلك في عهد الرئيس الأسبق، “محمود أحمدي نجاد”، الذي عزله، سنة 2010، في قرار اعتبره، “متكي”، إهانة له.
جيل الشباب المؤمنين..
وبجوار هذا الجيل المخضرم؛ يثور احتمال صعود اسم من الجيل الجديد من المديرين الشباب في “وزارة الخارجية”؛ ضمن المرشحين لتولي منصب وزيرها، ممن يسميهم “خامنئي”: بـ”الشباب المؤمنين” و”الشباب الثوري”، بما يؤشر لإعداده قيادات من نوع ربما يكون أكثر تشددًا من الجيل الحالي.
ويقول مدير مركز “العراق” للدراسات، “محمد صادق الهاشمي”، لموقع (سكاي نيوز عربية)، إن: “عباس عراقجي”، الأقرب إلى تولي المنصب؛ بين باقي المرشحين، خاصة أن المحافظين الذين ينتمي إليهم المرشد يريدون تسجيل المنجزات القادمة، في الملف النووي وغيره، باسمهم لا باسم الإصلاحيين.
وحول أهم ملفات وزير الخارجية القادم، يضع “الهاشمي”، الملف النووي، على رأسها باعتباره ملفًا جوهريًا في حركة الصراع مع “أميركا”، ومهم لإيديولوجية “الثورة الإيرانية”، إضافة إلى ملف تمدد “إيران” الخارجي؛ بلعب دور أكبر في العالم، بعد الإطمئنان على فك القيود الاقتصادية التي تكبلها خلال “مفاوضات فيينا”، خاصة وأنه؛ وفقًا لتقديرات مراكز الدراسات الإيرانية، فالباحث عن دور كبير في المستقبل يُلزمه التحكم في الاقتصاد والطاقة والغاز والقوة العسكرية.