20 مايو، 2024 11:24 ص
Search
Close this search box.

الملف النووي الإيراني .. في آتون توترات الشرق الأوسط (2)

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

بالنظر إلى إغلاق نافذة التقدم في ظل ولاية “بايدن” الرئاسية الأولى، يبدو أن المسؤولين الإيرانيين يُحاولون تدعيم وتقوية نفوذهم في حالة عودة؛ “دونالد ترامب”، إلى “البيت الأبيض”. بحسّب ما استهل الجزء الثاني من التقرير التحليلي لـ”Barbara Slavin”؛ مدير مشروع آفاق الشرق الأوسط، الذي أعاد موقع (الدبلوماسية الإيرانية) نشره نقلًا عن مركز بحوث (Stimson).

كما أنهم يُدركون أن تردد الرئيس الأميركي الحالي في تقديم تنازلات كبيرة خلال عام الانتخابات، لا سيما بعد اتهامه: بـ”التهدئة” مع “إيران” على خلفية تفاهم العام الماضي غير الرسّمي.

مسؤولية القادم إلى “البيت الأبيض”..

مع ذلك؛ سوف يتعيّن على كل من يجد طريقه إلى “البيت الأبيض”، مواجهة هذه القضية قريبًا؛ حيث تنتهي صلاحية قرار “مجلس الأمن الدولي” الذي كرّس “خطة العمل الشاملة المشتركة”؛ في تشرين أول/أكتوبر 2025م؛ من ثم سيكون القيّد الدولي الوحيد على “إيران” هو وعدها، بصفتها إحدى الدول الموقعة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، بالاستمرار في التخلي عن الأسلحة النووية، فضلاً عن فتوى دينية ضد تطوير أسلحة الدمار الشامل أصدرها قبل فترة المرشد الأعلى الإيراني؛ آية الله “علي خامنئي”، واستبعدها خصوم “إيران” على نطاق واسّع.

ونظرًا إلى تجربة انسّحاب “ترامب” المريرة، فقد سّعى الإيرانيون للحصول على ضمانات بأن أي قيود إضافية يقبلونها سيكون لها فوائد ملموسة لـ”طهران” لا يمكن إزالتها بجرة قلم.

تتمثل إحدى الأفكار في السّماح لـ”إيران” بالاحتفاظ بكمية كبيرة من (اليورانيوم) المخصّب بنسّبة: (60%) تحت إشراف “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”؛ على الأراضي الإيرانية، ولكن يبدو أن ذلك لن يكون مجديًا ما لم تُزيد “إيران” بشكلٍ كبير من الشفافية حول برنامجها وتسّتعيد بعض المراقبة التدخلية المنصوص عليها في “خطة العمل الشاملة المشتركة”.

وقد يسّتلزم ذلك استعادة وصول “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” يوميًا إلى منشآت التخصّيب الرئيسة الإيرانية في (نطنز) و(فوردو)، فضلًا عن السّماح بتفتيش مواقع تصنيع أجهزة الطرد المركزي.

أفكار لإيران..

كذلك قد تستطيع “إيران” أخيرًا حل النزاع مع “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” بشأن مصّدر جزيئات (اليورانيوم)؛ التي تم العثور عليها في موقعين غير معلنّين للوكالة.

وثمة فكرة أخرى تتمثل في الاستفادة من استعادة “إيران” للعلاقات الدبلوماسية مع “المملكة العربية السعودية”؛ منذ عام، لوضع صفقة إقليمية من شأنها أن تعّوض “إيران” بالاستثمارات العربية مقابل التراجع عن بعض التقدم النووي.

ويمكن أن يشمل ذلك أيضًا التعاون الإقليمي في مجال الطاقة النووية المدنية، ولا سيما سلامة المرافق النووية. ومع حرص السعوديين على تطوير قدراتهم النووية الخاصة، واقتراب “الإمارات العربية المتحدة” من تشّغيل مفاعل رابع للطاقة، فقد يكون هذا التعاون الإقليمي تحت رعاية “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” خطوة مفيدة لبناء الثقة.

مع عودة “ترامب”..

وتُحاول “إيران” كباقي دول العالم؛ الاستعداد لاحتمال عودة “ترامب” إلى “البيت الأبيض”؛ حيث كانت إدارته تتعامل بشكلٍ صارم للغاية مع “إيران”، وتكثيف سياسة (الضغط الأقصى). ومع ذلك، قد يتلقى “ترامب” النُصح من “السعودية” و”الإمارات”؛ (اللتان تحمّلتا وطأة انتقام إيران للانسّحاب الأميركي من خطة العمل الشاملة المشتركة)، بالسّير في اتجاه مختلف.

وكان الرئيس الأميركي السابق قد تعّهد في حملته الانتخابية الأولى، بالانسّحاب من “خطة العمل الشاملة المشتركة”، التي وصفها: بـ”أسوأ” صفقة على الإطلاق. هذا لا يعني أنه لن يُحاول إيجاد بديلٍ طالما يوفر إمكانية التفوق على “بايدن” ومسّاواة “باراك أوباما” من خلال الفوز بجائزة (نوبل) للسلام.

وقد يتردد الإيرانيون في مكافأة الرجل الذي أمر باغتيال الجنرال الأكثر شهرة؛ “قاسم سليماني”، عام 2020م، ولكن إذا كان “ترامب” يعتبر نفسه سيد “فن الصفقة”؛ فإن الإيرانيين قد خبروا تجربة التعامل مع الأصدقاء والأعداء من خلال الإطراء المفرط.

ومع تعثر اقتصادها، وتعّدد مشكلاتها الداخلية، تحتاج “الجمهورية الإيرانية” لانتصار دبلوماسي. ولا بديل عن احتواء برنامج “إيران” النووي إلا من خلال الدبلوماسية. لم ينجح أي مسّار آخر، والمواجهة العسكرية الجديدة هي آخر شيء يمكن أن يتحمله شرق أوسط مشتعل بالفعل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب