12 مارس، 2024 9:23 ص
Search
Close this search box.

المكسيك وفنزويلا .. كيف يتأثر نظام “مادورو” بوصول “لوبيز أوبرادور” للحكم ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

دعا الرئيس المكسيكي الجديد، “أندريس مانويل لوبيز أوبرادور”، نظيره الفنزويلي، “نيكولاس مادورو”، إلى حفل تنصيبه الأسبوع الماضي، وبهذا يكون “أوبرادور” قد كسر جهود عزل “فنزويلا” دبلوماسيًا، التي تبذلها عدة دول في قارة “أميركا الجنوبية” من أجل إجبار “مادورو” على إيجاد حلاً للأزمة السياسية والاقتصادية التي تواجهها بلاده.

وحضر “مادورو” حفل تنصيب الرئيس المكسيكي الجديد دون التمكن من حضور مراسم “الكونغرس المكسيكي”، إذ هتف مجموعة من النواب بمجرد ذكر “أوبرادور” لاسم “مادورو” بهتافات مناهضة له ووصفوه بالديكتاتور.

وتعتبر دعوة “مادورو” للحفل تغيرًا كبيرًا في إتجاه السياسة الخارجية التي تتبعها “المكسيك” تجاه “فنزويلا”، التي تواجه أزمة هي الأخطر في القارة الأميركية بحسب كثير من المحللين.

تخفيف الضغط على نظام “مادورو”..

أوضح رئيس مركز “Diálogo Interamericano” للدراسات، “ميشيل شيفتر”، لصحيفة (بي. بي. سي. موندو) الإسبانية؛ أن وصول “لوبيز أوبيرادور” إلى الحكم سوف ينتج عنه تغيرات جوهرية في السياسة المكسيكية تجاه “فنزويلا”، من بينها أن يمثل “أوبرادور” إجهاضًا لجهود إقليمية هدفها زيادة الضغط على نظام “مادورو”، وهي ضربة لأي محاولة للتنسيق ضد “فنزويلا”.

وأشار إلى أنه: “ليس بالضرورة أن تدعم المكسيك نظام مادورو، لكنها في نفس الوقت لن تمثل ضغطًا عليه، كما أنها لن تبلغ عن الإنتهاكات التي يرتكبها ضد حقوق الإنسان، وهي سياسة قد تمثل الأكسجين اللازم للحياة بالنسبة للرئيس الفنزويلي”.

وأشار “شيفتر” إلى أن نظام “أوبرادور” لن يبدي استعدادًا للعب دورًا بارزًا في المنطقة أو على المستوى العالمي، فيما عدا الموضوعات المتعلقة بأميركا الوسطى، مؤكدًا أنه لن يتحول إلى مؤيدًا لـ”مادورو” ولن يعقد تحالفات سياسية معه، وأنه على الأرجح قام بدعوته لحفل التنصيب لإرضاء المؤيدين له في حزبه.

وحذر من أن “المكسيك”، رغم أنها بلد مهم في القارة، إلا أن موقفها تجاه الحكومة الفنزويلية لن يؤثر على موقف الدول اللاتينية الأخرى تجاه الحكومة الفنزويلية، وبالتالي لن يستطيع “أوبرادور” التأثير على قرارات “كولومبيا والبرازيل وتشيلي والأرجنتين وبيرو” تجاه “مادورو”؛ ذلك لأن كل هذه الدول تأثرت بشكل سلبي من أزمة هجرة الفنزويليين ويشعرون بالضيق من استمرار نظام يسبب ضررًا كبيرًا لبلده.

المكسيك لن تنسحب من مجموعة “ليما”..

وكانت 12 دولة في المنطقة تمكنت من الضغط على نظام “مادورو” من خلال الطرق الدبلوماسية عبر “مجموعة ليما”، ولعبت “المكسيك”، في هذه المجموعة، دورًا بارزًا منذ توقيع إعلان “ليما”، 8 آب/أغسطس عام 2017، بينما يتهم نظام “مادورو” هذه المجموعة بالتدخل في الشؤون الداخلية لـ”فنزويلا”.

ولا يتوقع “شيفتر” أن تنسحب “مكسيك أوبرادور” من المجموعة كي لا تلفت الإنتباه، لكنها على الأقل لن تشارك بنشاط؛ كما لن يكون لها أدوارًا رائدًا من خلالها، كما لن تتعهد بأية تعهدات.

على الجانب الآخر؛ يرى محللون أن هذا التوجه قد يسمح بالحكومة المكسيكية الجديدة بعمل محاولات للحوار مع “فنزويلا” إذا ما تأكدت من وجود رغبة سياسية حقيقية في “كاراكس”.

السياسة الخارجية ليست بين أولويات “أوبرادور”..

ويرى الباحث في العلاقات الدولي في جامعة “بويبلا”، “خوان بابلدو برادو”، أن “المكسيك” لن تدفع بإتجاه عمل مبادرات ضد “فنزويلا”، وأنها سوف تختار الإبتعاد عن أي أمر يخص الأزمة الفنزويلية في منظمات أخرى مثل “مجلس حقوق الإنسان” التابع لـ”الأمم المتحدة”.

وأضاف “برادو” أنه يعتقد أن الحكومة المكسيكية الجديدة سوف تسلك سلوكًا جديدًا تجاه “فنزويلا”؛ لأن “أوبرادور” ينتوي إتباع سياسة خارجية لا تعتمد على التأييد وإنما تقوم على أساس احترام الدول الأخرى، بالإضافة إلى السعي لإظهار “المكسيك” باعتبارها دولة مختلفة ومستقلة وذات سيادة.

وأوضح أن الرئيس الجديد لا يعتبر السياسة الخارجية أولوية بالنسبة له، ولا يرى أنها ستكون مفيدة لمشروعه السياسي ولمصلحة “المكسيك”، وهو ما وضح من خلال خطاب التنصيب إذ أكد على أن “المكسيك” سوف تتمتع بعلاقات جيدة مع كل الدول دون وضع أية معايير.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب