المفتي السعدي يوصي المتظاهرين بالثبات والجيش بحمايتهم

المفتي السعدي يوصي المتظاهرين بالثبات والجيش بحمايتهم

دعا مفتي أهل السنة الشيخ عبد الملك السعدي حكام العراق الى الإصغاء للمطالب‎ ‎الدستورية ‏والشرعية للمواطنين التي هي حق من حقوقهم و فيها صيانة لأعراضهم ومقدَّساتهم‎ ‎وأموالهم وأنفسهم. وطلب من المتظاهرين الثبات‎ ‎وبقوةٍ وصبرٍ على ما هم عليه من مظاهرات واعتصامات‎.‎‏ ‏

واوصى المفتي القوات المسلحة في بيان الى الامة حصلت “كتابات” على نصه بالحلم والأناة مع ‏المتظاهرين وأن لا يجعلوا من أنفسهم جماعة إرهابية كما حدث في الموصل وان‎ ‎يكونوا حماة للعراق ‏والعراقيين .. وفيما يلي نص البيان : ‏

بسم الله‎ ‎الرحمن الرحيم
بيان رقم‎  ‎‏٨‏‎ ‎‏ ‏

قال تعالى‎ ( .. ‎فبشِّر عبادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ‎ ‎أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ ‏أُولُو‎ ‎الْأَلْبَابِ‎ ) ‎الزمر : 18) ‏‎.‎

الحمد لله الذي لا يحمد على‎ ‎مكروه سواه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد مصطفاه، وعلى آله ‏وأصحابه ومن سار على‎ ‎نهجهه ووالاه‎.‎
أمَّا بعد: فمن منطلَق الحرص‎ ‎على جيشنا الباسل ورجال البلد وحرصا على الحفاظ على دم العراقيين ‏جميعا من الفاو‎ ‎إلى زاخو؛ لأنَّهم شركاء في الوطن وإخوة في المواطنة؛ ولأنَّهم نسيج واحد منذ قرون‎ ‎عديدة لم يعرفوا الفرقة إلاَّ بعد الاحتلال المقيت‎.‎
رأيت من الواجب عليَّ أن‎ ‎أُوجِّه هذا النداء إلى أبنائي المتظاهرين وأبنائي العسكريين والسلطة القائمة ‏على‎ ‎دفة الحكم، وعلى النحو الآتي‎:‎

أولا‎ : ‎النصيحة للمتظاهرين‎ :‎
أُكرِّر وصيتي لكم بالثبات‎ ‎وبقوةٍ وصبرٍ على ما أنتم عليه من مظاهارات واعتصامات، وأُكرِّر وصيتي ‏لكم بأن يبقى‎ ‎اعتصامكم كما بدأتموه وكما هو عليه من سلم وشعارات إسلامية وعربية وعدم التلفظ‎ ‎بالألفاظ الجارحة واستعمال اليد في التخريب، وليبقَ اعتصاما سلميا لا غير، واثبتوا‎ ‎على على ما أنتم ‏عليه من الحذر من الشعارات المُفرِّقة أو رفع ما فيه استفزاز،‎ ‎وأُوصيكم بالبقاء على عدم حمل السلاح ‏أو الآلات الجارحة بوجه أحد لتبقى القوة‎ ‎العسكرية لكم ولحمايتكم لا للإيقاع بكم إلاَّ إذا وجَّهوا فوهات ‏بنادقهم إليكم‎ ‎فدافعوا عن أنفسكم بكل بسالة كما دافعتم عن أنفسكم وطردتم المحتل، فإنَّ المدافع عن‎ ‎عرضه وعن نفسه وماله إذا قُتِل فهو شهيد‎.‎

ثانيا‎ : ‎النصيحة للسلطة‎ :‎
أُوصيكم بأبنائكم وأبناء بلدكم‎ ‎الذين أوصلوكم إلى دفة الحكم، وإياكم ووسائل التفرقة وأساليب المُغالطة، ‏وارضخوا‎ ‎للواقع، واسمعوا لكل طلب يخدم العراق والعراقيين ويحافظ على أرواحهم وممتلكاتهم على‎ ‎اختلاف مشاربهم ومذاهبهم واتجاههم السياسي والديني والقومي‎.‎
فقد سمعت من بعض المسؤولين‎ ‎بواسطة وسائل الإعلام ألفاظا وعبارات تُفرِّق ولا توحِّد، وكلٌّ يريد أن ‏يُسَيِّر‎ ‎البلد على نهجه وما يرغبه، وفي مقدمتها توزيع التُهم على المتظاهرين واتهامهم‎ ‎بالطائفية ‏والتبعية للآخرين وكأنَّ المظاهرات جاءت بدافع من وراء الحدود، فإنَّ هذا‎ ‎يزيد الشباب حماسا ‏وغيضا، فلا يلزم من رفع بعض الصور والأعلام من قِلَّة قليلة‎ ‎أنَّها تُعبِّر عن أهداف جميع ‏المتظاهرين‎.‎
فالله الله في شباب العراق‎ ‎لأنهم ملتزمون ولم يخرجوا عن آداب التظاهر وإلاَّ فإنَّكم تتحمَّلون وزر ما ‏يقع‎ ‎عليهم وتُحاسبون عليها في الدنيا قبل الآخرة‎.‎‏
فتحلُّوا بالصبر والإصغاء للمطالب‎ ‎الدستورية والشرعية التي هي حق من حقوقهم و فيها صيانة ‏لأعراضهم ومقدَّساتهم‎ ‎وأموالهم وأنفسهم‎.‎

ثالثا‎ : ‎النصيحة للجيش والقوات المسلحة‎ :‎‏
أُهنِّكم بيوم تأسيس الجيش العراقي‎ ‎الباسل المشهود له بالبطولة وحماية العباد والبلاد وذلك بمناسبة ‏الذكرى الثانية‎ ‎والتسعين‎.‎‏ كما وأُهنِّئ الشرطة بيوم تأسيس الشرطة العراقية في ذكراها الحادية‎ ‎والتسعين‎.‎
وأُوصيكم بالحلم والأناة مع‎ ‎إخوانكم المتظاهرين، وأن لا تجعلوا من أنفسكم جماعة إرهابية كما حدث ‏في الموصل، بل‎ ‎كونوا حماة للعراق والعراقيين‎.‎
كونوا محايدين ولا تسمعوا لمن‎ ‎يريد أن يجعل منكم أداة حرب وقتال، فأي شخص يُهدر دمه منكم أو ‏من المعتصمين فإنه‎ ‎هدر لدم عراقي ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق‎.‎
وخذوا العبرة مما يحصل اليوم‎ ‎في سورية، فإنَّها دماء تُراق على حساب حماية فرد مُعيَّن أو جماعة ‏مُعيَّنة،‎ ‎فإنَّكم حماة البلاد ولستم حماة الأشخاص، ولا تتأثَّروا بالخلافات الجارية بين‎ ‎السياسيين، فإنَّهم ‏سيسلمون هم وأُسرهم وأنتم ترمِّلون نساءكم ونساء الكثير منكم من‎ ‎إخوانكم وتيتِّمون أطفالكم وأطفال ‏غيركم‎.‎
فالله الله في السلاح العراقي‎ ‎الذي ينبغي أن يُدَّخر لإسرائيل ومن يعتدي على البلاد ولا تضيِّعوه في إيقاد ‏الحرب‎ ‎بين العراقيين‎.‎
وآمل من الإخوة العلماء‎ ‎والمراجع في جميع المحافظات أن يوجِّهوا النصيحة للجيش في الحفاظ على ‏أرواح‎ ‎العراقيين والحفاظ على قوة العراق من أن تُهدر في القتال بين الإخوة وأبناء البلد‎ ‎الواحد‎.‎
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب‎ ‎العالمين، جنَّب الله العراق والعراقيين نار الفتنة فيما بينهم‎.‎

والسلام عليكم ورحمة الله‎ ‎وبركاته

أخوكم
أ.د. عبد‎ ‎الملك عبد‎ ‎الرحمن السعدي

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة