المعارضة الدولية تتصاعد ضد إرهاب إسرائيل في غزة .. فهل يجبرها ذلك على التراجع ؟

المعارضة الدولية تتصاعد ضد إرهاب إسرائيل في غزة .. فهل يجبرها ذلك على التراجع ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في تطورٍ لافت يخدم “القضية الفلسطينية”؛ دعت “بريطانيا” وأكثر من (20) دولة أخرى، الإثنين، إلى إنهاء الحرب في “قطاع غزة” على الفور.

وقال وزراء خارجية “بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وأستراليا وكندا والدنمارك” ودولٍ أخرى؛ في بيان مشترك: “نحن الموقّعون أدناه، نبعث معًا برسالة بسيّطة وعاجلة: يجب أن تنتهي الحرب في غزة الآن”.

وأضافوا: “نحن مستعدون لاتخاذ المزيد من الإجراءات لدعم وقف إطلاق نار فوري؛ (وإيجاد) مسّار سياسي يُفضي إلى تحقيق الأمن والسلام للإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة بأسرها”.

وأكدوا أن نموذج تقديم المساعدات الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية: “خطير ويُغذّي عدم الاستقرار ويُحرّم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية”.

غضب “الفاتيكان” من ضرب الكنيسة الكاثوليكية..

في السيّاق ذاته؛ صعدّ (الفاتيكان) لهجته مع كيان الاحتلال الإسرائيلي عقب ضربة طالت الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في “غزة”، مندَّدًا بمسؤوليته عنه، في قطيعة مع المواقف الدبلوماسية التقليدية للكرسي الرسولي.

وارتقى (03) شهداء بعد قصف دبابة إسرائيلية “كنيسة العائلة المقدسة” في شمال “غزة”، يوم الخميس، ما أثار صدمة وإدانة دوليتين. وندّد البابا “ليون الرابع عشر”، الأحد: بـ”همجية” حرب “غزة”، داعيًا إلى وقف: “اللجوء العشوائي للقوة”.

وقال: “أعبّر عن ألمي العميق بعد هجوم الجيش الإسرائيلي على الرعية الكاثوليكية للعائلة المقدسة في مدينة غزة”.

وتحدث الحبر الأعظم هاتفيًا، الجمعة، مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، الذي أبدى: “أسفه” للضربة، زاعمًا أنها كانت بسبب: “ذخيرة طائشة”.

تحول للرأي العام الكاثوليكي..

ويقول “فرنسوا مابي”؛ مدير (المرصد الجيوسياسي للأديان) في “المعهد الدولي للعلاقات الدولية والاستراتيجية”: “أبعد من وعي المسيحيين بما يحدث في غزة، هناك أيضًا واقع إضافي هو أن ذلك يدور على أرضٍ مقدسة”، ما يؤدي: “إلى تحول للرأي العام الكاثوليكي عمومًا، ولو موقتًا”.

تصميم على ترسيّخ الوجود المسيحي..

ورُغم إبداء الاحتلال الإسرائيلي الأسف؛ ألمح أمين سر (الفاتيكان)، في مقابلة مع قناة (راي2) الإيطالية، إلى أن القصف قد يكون متعمدًا، داعيًا “إسرائيل”، إلى نشر نتائج التحقيق في الحادثة. وقال الكاردينال “بييترو بارولين”: “علينا التأكد إذا كان القصف خطأ فعلًا، وهو ما يُمكننا أن نُشّكك فيه بشكلٍ مشروع، أو إذا كانت هناك نية فعلية لاستهداف كنيسة بشكلٍ مباشر”.

وندّد المسؤول الثاني في (الفاتيكان) بعمل: “في غاية الخطورة”.

وزار بطريرك القدس للاتين؛ الكاردينال “بييرباتيستا بيتسابالا”، “غزة”، يوم الجمعة، وعاد الجرحى، وترأس قُداس الأحد في “كنيسة العائلة المقدسة”، في مؤشر على تصميم السلطات المسيحية على ترسيّخ حضورها.

وقال لصحيفة (كورييري ديلا سيرا): “نحن لسنا هدفًا، يقولون إنه خطأ رُغم أن الجميع هنا يعتقد أن الأمر لم يكن كذلك”.

تحركات أكثر تنسّيقًا..

ويرى الباحث “مابي” أن تطور موقف الكرسي الرسولي يكمَّن في: “تحركات أكثر تنسّيقًا وتنظيمًا بين مختلف المستويات محليًا ودوليًا”.

وشدّد البابا، الأحد، على أن: “هذا العمل يُضاف وللأسف إلى الهجمات العسكرية المستَّمرة ضد المدنيين وضد دور العبادة في غزة”، موجهًا نداءً إلى المجتمع الدولي: “من أجل ضمان القانون الإنساني، وحماية المدنيين، ومنع العقاب الجماعي، واللجوء العشوائي إلى القوة، والتهجير القسّري للسكان”.

وأضاف “مابي”: “لدينا هنا أربعة حقوق أساسية تندرج في إطار القانون الإنساني، لا تحترمها حكومة نتانياهو”، لافتًا الى أن البابا: يستخدم “مفردات أكثر دقة تستنّد إلى فئات قانونية”.

طاغية يُنفذّ مشروع دموي من أجل السلطة..

وصعدّ مسؤولون آخرون كاثوليك أيضًا لهجتهم ضد “إسرائيل”. وقال الكاردينال الإيطالي “أوغستو باولو لوغوديتشي”، رئيس أساقفة “سيينا”، في مقابلة نشرتها صحيفة (لا ستامبا) الإيطالية، الإثنين، إن “نتانياهو”: “لا يتوقف لأنه طاغية ينُفذّ مشروعًا مظلمًا ودمويًا للبقاء في السلطة”.

وأضاف هذا الأسقف؛ وهو قاضٍ في (الفاتيكان) عمل سنوات إلى جانب البابا قبل انتخابه؛ في آيار/مايو: “في غزة تجاوزنا الجنون، فالشر المُطلق اللامنطقي يُطبّق”.

تدهور العلاقات..

ورُغم أنه من المبَّكر اعتبار هذا التبدَّل في اللهجة نقطة تحول حاسمة؛ فإنه وفقًا لـ”مابي” جزءً من العلاقات: “الصعبة من الناحيتين الظرفية والبنيوية” بين (الفاتيكان) و”إسرائيل”. ويدعم الكرسي الرسولي الذي اعترف بدولة “فلسطين” منذ 2015، “حل الدولتين”، ويدعو إلى منح “القدس”، وضعًا خاصًا دوليًا، مع حرية الوصول الآمن إلى أماكن العبادة.

لكن العلاقات الثنائية مع “إسرائيل” تدهورت بشكلٍ كبير منذ اندلاع الحرب في “غزة”؛ في 07 تشرين أول/أكتوبر 2023، بعدما ندّد البابا الراحل “فرنسيس”: بـ”غطرسة الغازي في فلسطين”؛ ووجّه اتهامات بارتكاب: “إبادة”.

ويأتي التجاذب الدبلوماسي؛ بينما تزيد الانتقادات لهجمات المستَّوطنين الإسرائيليين في “الطيبة”، القرية المسيحية وسط “الضفة الغربية” المحتلة، حيث أضرموا النيران في أطلال كنيسة تاريخية في مطلع تموز/يوليو الجاري.

وأفادت “وزارة الصحة” الفلسطينية في “غزة”، الإثنين، بارتقاء أكثر من: (134) شهيدًا و(1155) مصابًا، خلال الـ (24) ساعة الماضية.

وأضافت: “ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى: (59) ألفًا و(29) قتيلًا و(142) ألفًا و(135) إصابة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر للعام 2023”.

واندلعت الحرب في “غزة” بعد هجوم بقيادة (حماس) على “غلاف غزة” المحتل، في السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023.

وتُشيّر إحصاءات إسرائيلية إلى أن ذلك الهجوم أدى إلى مقتل: (1200) واقتياد: (251) رهينة إلى “غزة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة