اكد مصدر عراقي فشل المطلك مبعوثا عن المالكي في اقناع الصدر بالعودة عن قراره بتعليق عضوية وزرائه الستة في الحكومة طالبا من حزب الله ممارسة ضغوطه على زعيم التيار الصدري لتحقيق هذا الهدف لكن المصدر لايتوقع استجابته لهذه الضغوط نتيجة العلاقات غير الودية التي تشهدها علاقات الطرفين .
وقال المصدر اليوم ان نائب رئيس الوزراء رئيس جبهة الحوار الوطني عن القائمة العراقية صالح المطلك قد فشل في مباحثاته التي اجراها مع زعيم التيار الصدر مقتدى الصدر في بيروت امس واقناعه بالغاء قراره بتعليق عضوية وزراء التيار الستة في الحكومة التي فقدت اغلبيتها بانسحاب وزراء القائمة العراقية الثمانية والتحالف الكردستاني الاربعة ايضا ومقاطعتهم لاجتماعاتها.
واشار الى انه بدلا من استجابة الصدر لطلب العودة الى الحكومة فأنه شدد على المطلك بدوره ضرورة استمرار وزراء القائمة العراقية بمقاطعتهم لها والعدول عن اتجاه بعض وزرائها انهاء هذه المقاطعة. واوضح المصدر ان المالكي قد اصدر قرارا يستثنى فيه وزيري العراقية احمد الكربوي في الصناعة والمعادن ومحمد تميم في التربية من اجراء كان قد اتخذه في وقت سابق بمنح وزراء القائمة اجازة اجبارية لشهرين وذلك لكي يمكنهما من المشاركة في اجتماع الحكومة الاسبوعي الثلاثاء المقبل وتحقيق نصابها القانوني بعد مقاطعة اكثر من نصف عدد اعضائها لها. وقال ان اجتماع الحكومة المقبل سيخصص لمناقشة مطالب المحتجين من جميع جوانبها.
وأكد المصدر ان الصدر وبدلا من الاستجابة لطلب المطلك فأنه بدوره قد دعاه بدوره الى الاستمرار بمقاطعة الحكومة وعدم العودة اليها كما يشير سياسيون حاليا لامكانية انهاء وزراء جبهة المطلك وحركة الكربولي مقاطعتهم للحكومة والبدء بحضور اجتماعات الحكومة لكنهما رفضا ذلك .
ولم تشر القائمة العراقية العربية التي ستخوض من خلالها كتلتا المطلك والكربولي الانتخابات المحلية المقبلة في 20 من الشهر المقبل الى نجاح المطلك في اقناع الصدر بالغاء قراره بالمقاطعة وأكتفت بالقول في بيان حصلت عليه “ايلاف” اليوم “ناقش الطرفان الازمة السياسية الراهنة وسبل ايجاد حلول ناجعة لها كما تم مناقشة مطالب المتظاهرين المشروعة وضرورة الضغط على الحكومة من اجل تنفيذها وحث البرلمان على ضرورة الاسراع لتشريع القوانين التي من شأنها تلبية المطالب المشروعة للمتظاهرين”. واضافت “كما اتفق الطرفان على اهمية تحقيق الشراكة في الحكم والقضاء على مظاهر التفرد بالسلطة وعلى اهمية اقرار النظام الداخلي لمجلس الوزراء ايضا”. واشارت الى ان الجانبين اتفقا “على ضرورة استمرار الحوار والتنسيق من اجل ايجاد حلول لبقية القضايا العالقة”.
وكان المطلك وصل الى العاصمة اللبنانية امس على طائرة المالكي الخاصة يرافقه رئيس الحركة الوطنية للاصلاح والتنمية (الحل) جمال الكربولي والقيادي في جيهة الحوار حيدر الملا واجتمع مع الصدر على امل ثنيه عن قراره لكنه رفض موجها انتقادات حادة لرئس الوزراء وتاجيله لانتخابات محافظتي الانبار ونينوى الذي اعتبرها الصدر تهميشا للسنة وكارثة اضرت بالشيعة ايضا.
واشار المصدر الى ان المطلك وازاء فشل مهمته فقد طلب مساعدة حزب الله وزعيمه حسن نصر الله في ممارسة ضغوط على الصدر لاعادة وزرائه وانقاذ الحكومة من حال التفكك الذي وصلت اليه . لكن المصدر استبعد خضوع الصدر لهذه الضغوط نتيجة العلاقات غير الودية التي تمر بها علاقات الجانبين. واشار الى ان الصدر كان قد ابلغ حزب الله استياءه من موقفه في النزاع الدائر بسوريا معتبرا انه يرتكب بذلك خطأ تاريخيا كما ان الحزب مستاء من رفع المهرجان الذي نظمه التيار الصدري قبل ثلاثة ايام بمدينة الكوت العراقية الجنوبية تحت شعار “نصرة المظلوم” لاعلام الثورة السورية.
وجاءت تأكيدات المصدر هذه في وقت اشار فيه القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي النائب علي الشلاه ان حزب الله يمارس ضغوطا قويا على الصدر “ﻹﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﺯﺭﺍﺋﻪ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﺴﻴﺎﻕ ﺇﻟﻰ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺋﺔ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ” . واضاف ﺍﻟﺸﻼﻩ ﺍﻥ ﺍﺋﺘﻼﻑ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ ﺑﺎﻥ “ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻓﻲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ” ﺳﻴﻨﺠﺤﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﻴﻬﻢ “ﻟﺤﺚ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﺪﺭﻱ ﺍﻟﻰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﻢ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻳﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻜﺘﻞ ﻣﻊ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻠﻴﻦ ﻭﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﻴﻦ” . ﻭﻛﺎﻥ المالكي امهل امس وزراء الصدر ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ للعودة الى الحكومة ﻣﻬﺪﺩﺍً ﺑﻤﻨﺤﻬﻢ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﺇﺟﺒﺎﺭﻳﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻭﺇﺳﻨﺎﺩ ﻭﺯﺍﺭﺗﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺣﺰﺏي ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ والفضيلة ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ ﺑﺪﺭ ﻭﻛﺎﻟﺔ .
وهاجم الصدر الثلاثاء الماضي قرار الحكومة بتأجيل الانتخابات في محافظتي نينوى والانبار وعده ”اقصاء للسنة” و”ظلم للتشيع” ووصف “تهميش سنة العراق كارثة لا تغتفر” .وشدد على أن وعد تأجيل الانتخابات بصورة عامة “تكريس للطاغوت والدكتاتورية” كما أكد أن البقاء في الحكومة الحالية “أمر ضار”.. مهددا بالقول “سنناقش مليا مع اخوتنا التعليق والانسحاب من الحكومة بل وحتى البرلمان الهزيل”.
عن ايلاف