28 مارس، 2024 4:08 م
Search
Close this search box.

“المسنين” يستغيثون من الفقر والبطالة داخل إسرائيل

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

تزداد مشكلة الفقر وتتسع الشرائح المجتمعية التي تعاني الفاقة داخل إسرائيل بشكل يكاد يكون ملحاً لتشمل كبار السن والمتقاعدين، مما دفع البعض هناك إلى بحث وسائل حمائية للمسنين والمحالين إلى التقاعد ضد أخطار الفقر وتوفير العيش الكريم لهم. حيث أقر رئيس رابطة رُعاة المسنين في إسرائيل “دورون راز”, خلال مقال له نشره مؤخراً موقع “وللا” الإسرائيلي: “إن تقرير مؤشر الفقر والفجوات الإجتماعية في إسرائيل عن عام 2016، والصادر عن هيئة الضمان الإجتماعي, قد عرض بيانات مؤسفة وصعبة للغاية بشأن أوضاع الكثير من المسنين في الدولة العبرية، حيث أظهر التقرير أن 21.7٪ من أسر المسنين يرزحون تحت خط الفقر. وبلغة الأرقام, فإن مئات الآلاف من المسنين يعانون بشكل يومي من الفقر, علماً بأن العدد الإجمالي للمسنين في إسرائيل بنهاية العام 2015 بلغ قرابة 939 ألف نسمة”.

ضرورة إدماجهم في سوق العمل
يقترح رئيس رابطة رُعاة المسنين في إسرائيل، خطة لإنتشال المسنين من دائرة الفقر قائلاً: “إن إحدى الوسائل التي يمكن أن تستغلها إسرائيل لمكافحة الفقر هي إدماج القادرين والراغبين من بين كبار السن في سوق العمل، مع إعفاء دخلهم الإضافي من الضرائب، وعدم المساس بمخصصاتهم المالية من الدولة”. وتُظهر بيانات الهيئة الإسرائيلية العامة للإحصاء عن عام 2015 أن 19.1 % من المسنين – 65 عاماً فأكثر – هم فقط المنخرطون في سوق العمل. متسائلاً عن السبب وراء التدني الشديد لهذه النسبة، وعن انعدام الحافز لدى أجهزة الدولة لتشغيل المسنين وتشجيع أرباب العمل على توظيفهم؛ من أجل مساعدتهم على الإفلات من براثن الفقر.

مشيراً “راز” إلى انه “في ظل عالم يخطو نحو الشيخوخة ويتزايد فيه متوسط الأعمار بإطراد، فإن كثيراً ممن ينطبق عليهم وصف “المسنين” داخل المجتمع الإسرائيلي يبدون بل ويشعرون وكأنهم شباب أقوياء يرغبون في مزاولة العمل والإسهام في خدمة المجتمع. وان كبار السن في ايامنا هذه يختلفون تماماً عن الإنطباع المتوارث عنهم، ولا يندرجون ضمن التعريفات السطحية لـ”المسنين”. فالآن في ظل عصر التكنولوجيا، حوالي 50 % ممن تتراوح أعمارهم بين 65 عاماً فأكثر, يستخدمون الإنترنت والبريد الإلكتروني بشكل يومي – بحسب بيانات هيئة الإحصاء -، وليس هناك ما يمنع الدولة من أن توفر لهم عملاً وعيشاً كريماً في مجالات عدة من الوظائف التي تتطلب مهارات الحاسوب ولا تحتاج جهداً شاقاً، مثل العمل كـ”وكلاء في مجالي التأمين والسياحة، أو في مجال السكرتارية والوظائف المكتبية، أو خدمة العملاء … إلخ”. ولكن لا سبيل إلى تحقيق شيء من هذا، ما لم تقم الدولة بالمساعدة والتشجيع لدمج المسنين في سوق العمل.

نقص حاد في عدد العاملين على رعايتهم
يؤكد “دورون راز” على وجود نقص حاد في عدد العاملين بمجال رعاية المسنين. حيث أن حوالي 100 ألف ممرض فقط – 80 % منهم إسرائيليون – تابعون لجمعيات رعاية المسنين، يعتنون بقرابة 170 ألف مسن بموجب “قانون رعاية المسنين”, لافتاً إلى أن الطلب على رعاية المسنين في إسرائيل يتزايد بمرور الوقت، “ويسرنا أننا نضم ونستوعب قوة عاملة إسرائيلية جديدة في هذا المجال, ويسرنا أكثر أن نستوعب مسنين قادرين على العمل في هذا المجال لتقديم الرعاية للمسنين المُقعدين. وبخلاف العمل في مجال رعاية المسنين، فهناك مجالات أخرى يمكن أن ترحب بإستيعاب كبار السن للعمل لديها”.

متابعاً: “في حال حدوث ذلك، ستعم الفائدة على جميع الأطراف، فأرباب العمل سيستقبلون موظفين متفانين ممن لديهم الخبرة والدافع للعمل، إضافة إلى المرونة بخصوص ساعات العمل. بل إن الإقتصاد سيتفيد من تشغيل المسنين العاطلين، ففي حال تشغيلهم سيوفروا للدولة إيرادات مالية إضافية تُقدر سنوياً بالمليارات، بما يرفع معدل النمو الإقتصادي. أما بالنسبة للمسنين، ففضلاً عن توفير الكسب لهم وتحسن أوضاعهم الإقتصادية، فإن تشغيلهم سيساعدهم على تحقيق الذات، وتوفير ما يفتقدون إليه من اهتمام وحياة إجتماعية”.

ويختتم رئيس رابطة رُعاة المُسنين مقاله بتوجيه رسالة إلى صناع القرار في إسرائيل قائلاً: “لقد حان الوقت للتحرك لإنهاء معاناة مئات آلاف المسنين من خلال دمجهم في أعمال تناسب مع أعمارهم. فقد أظهرت الإستطلاعات والأبحاث الأخيرة أنه لو لم يحدد القانون سن التقاعد، لكان قرابة 70٪ من المسنين سيرغبون في مواصلة أعمالهم. ولقد آن الأوان للإهتمام بالمسنين في إسرائيل، كي نوفر لهم حياة كريمة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب