خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
المسرح الطلابي ليس مجرد فاعليات فنية، وإنما يُمكن اعتباره جسر يربط الطلبة بالمجتمع؛ وإنجازات الطلبة الفنانين تتجاوز الحرم الجامعي وقد تؤثر على عقلية ورؤية المجتمع. بحسّب “أبوالفضل مظاهري” و”ثمین قیصري”؛ بتقريرهما المنشور بصحيفة (فرهيختگان) الإيرانية.
والمسرح الطلابي ليس مجرد ساحة لاستعراض إبداع شباب الفنانين؛ وإنما مجال لانعكاس القضايا الاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والنفسية في المجتمع. والمسرح الطلابي قادر على نقل الأفكار والمفاهيم والاهتمامات المجرّدة بلغة التجربة والحِس، مما يجعل فهمها أسهل وأكثر واقعية للجمهور العام.
ومنذ القدم يُعتبر المسرح في العديد من البلدان، أداة تعليمية وتربوية؛ بدءًا من التدريب على الحوار والتفكير النقدي، وصولًا إلى تعليم المهارات الاجتماعية وتعزيز الروح الجماعية.
وكانت جامعة (آزاد) قد بدأت؛ منذ العام الماضي، استخدام هذه الأداة الفنية في الفضاء الثقافي للجامعة، وبعد تنظيم “مهرجان المسرح الطلابي”.
في التقرير التالي؛ أجرت صحيفة (فرهيختگان) الحوار التالي مع رؤساء ثلاث مجموعات مسرحية طلابية قدمت عروضًا خلال الأسابيع الماضية…
الاعتراض على الإبادة في “فلسطين” بلغة الفن..
(العدالة لفلسطين)؛ من تأليف وإخراج “محمد علي حقدل”، طالب الدكتوراه “قم” القرآن والحديث بجامعة (آزاد)، يقول: “المسرحية مستَّلهمة من أحداث الجامعات الأميركية والأوروبية احتجاجًا على الإبادة الجماعية للفلسطينيين، وتُقدم في الحقيقة رواية عن انتفاضة عامة ونهضة وجدانية وإنسانية في الجامعات الأميركية؛ لا سيّما (كلمبيا)”.
وأضاف: “القضية هي أن هذا الصحوة الطلابية كانت جذورها تعود إلى ما قبل قضية (حماس) وإسرائيل وأحداث السابع من تشرين أول/أكتوبر. حيث كان الطلاب يعترضون على الدعم والاتفاقيات التي أبرمتها الجامعات الأميركية مع النظام الإسرائيلي، وعلى التعاون العلمي الأميركي مع الجامعات الإسرائيلية بما فيها جامعة تل أبيب. وكان من بين تساؤلات الطلاب: لماذا يتم استخدام أموالنا كدافعي ضرائب أميركيين لدعم نظام إسرائيلي يتجاهل أولويات إنسانية أساسية مثل حق الفلسطينيين في الحياة ؟.. هذه الصحوة انتشرت تدريجيًا في الجامعات الأميركية وامتدت إلى جامعات أخرى؛ خاصة جامعة (كلمبيا)، مما أدى إلى مفاوضات بين ممثلي الطلاب وإدارة الجامعة، وتدخل الشرطة والأجهزة الأمنية الأميركية. في النهاية، نجح الطلاب في فرض رأيهم على إدارة الجامعة، وتم تعليق هذا التعاون العلمي مؤقتًا”.
رواية فنية للجرائم في “غزة” من منظور مراسل وطفلة..
يقول طالب البكالوريوس؛ “مهدي جودكي”، مؤلف ومخرج وممثل هذا منولوج (أمل تحت الأنقاض) المسرحي، عن تفاصيل هذا العرض الذي ينتمي إلى مسرح الشارع: “يُعبّر هذا العرض عن أحداث غزة على لسان صحافي موجود في غزة وطفلة صغيرة أنقذها هذا الصحافي من تحت الأنقاض. تم تقديم هذا العمل في المهرجان التاسع عشر للمقاومة؛ لكنه لم يحصل على أي جائزة؛ نظرًا لأن هذا العمل أحادي، فقد قمت أنا بتأدية دور الصحافي بينما قامت ممثلة طفلة بأداء الدور الآخر”.
وعن خططه المستقبلية؛ تابع: “اعتزم في خطتي القادمة، تقديم عرض أحادي بعنوان (نذر تفاحة) من تأليف “پژمان شاهوردي”؛ والذي يدور حول نذر شهيد لتحقيق النجاح في مهمته”.
وأثنى “جودكي” على مبادرة اكتشاف المواهب باعتبارها أحد النقاط الإيجابية لبرامج جامعة (آزاد) في مجال المسرح، مضيفًا: “تنظيم هذه المهرجانات والفعاليات في الجامعات يُساعد الطلاب على السّير في طريق صقل مواهبهم. والانخراط بشكلٍ عملي في هذا المجال ولا يقتصر دورهم على مجرد الاستماع، مثل أولئك الذين يريدون فقط الحصول على شهادة. كما يُقال، يختبرون أنفسهم ليعرفوا مستواهم الحقيقي. يمكن لأشخاص من تخصصات مختلفة مثل الإخراج وتصميم الديكور والتمثيل وغيرها أن يطبّقوا أدوارهم في هذا المجال”.