15 نوفمبر، 2024 6:48 م
Search
Close this search box.

“المستقبل” .. أولى خطوات تغيير الخريطة السياسية في تركيا ويهدد قبضة “إردوغان” على السلطة !

“المستقبل” .. أولى خطوات تغيير الخريطة السياسية في تركيا ويهدد قبضة “إردوغان” على السلطة !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في واحدة من الضربات المتتالية ضد الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، أعلن رئيس الوزراء التركي السابق، “أحمد داود أوغلو”، رسميًا عن حزبه الجديد الذي يحمل اسم “حزب المستقبل”.

ووفقًا لموقع (تركيا الآن)، قال “داود أوغلو”: إن “حزب المستقبل أنشيء لتحقيق مزيد من التقدم والتطور للجمهورية التركية”، مضيفًا أن من أحد المباديء الأساسية التي يرتكز عليها حزبه، هو إعلاء شأن الإنسان وجعله مركز الحياة والدولة.

ووفقًا لـ (فرانس 24)؛ أكد “أوغلو”، أثناء الاحتفال بإطلاق الحزب في “أنقرة”: “كحزب، نرفض أسلوب السياسة التي يتم فيها عبادة الشخصية وموظفين سلبيين”.

وتعهد بإجراء إصلاحات داخلية تشمل المؤسسات الاقتصادية والسياسية والقضائية والأمنية، لافتًا إلى أن حزبه سيعمل على إجراء تغيير جذري في دستور البلاد.

وأكد رفضه للنظام الرئاسي القائم، مبديًا تأييده للعودة إلى النظام البرلماني بعد إجراء تحسينات عليه.

وعلى صعيد السياسة الخارجية؛ قال “داود أوغلو”؛ إن “حزب المستقبل” سيعمل على تعزيز القوة الدبلوماسية لـ”تركيا” في كافة المحافل الدولية، وسيتبع سياسة الانفتاح على كافة قارات العالم.

أوراق ضغط..

وعقب إعلان “أوغلو” عن  تدشين حزبه الجديد، بدأت الصحف الموالية للنظام التركي في استهداف عائلة “أوغلو” وتشويهها، ليعلن حزب الأخير فتح الصندوق الأسود لـ”إردوغان”.

وقالت صحيفة (زمان)، التابعة للمعارضة التركية، أن “أورهان أوغورلو أوغلو”، كاتب تركي يتبع أحد أعضاء فريق حزب “المستقبل”، الذي أسسه رئيس الوزراء الأسبق، “أحمد داود أوغلو”، أكد أن لديهم أوراق ضغط، قد يستخدمونها في حال استمرار “حزب العدالة والتنمية” والرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، في شن هجومه على الحزب الوليد ومؤسسيه.

وقالت الصحيفة التركية المعارضة، إن الكاتب الصحافي، “أورهان أوغورلو أوغلو”، أشار إلى أن شخصية مقربة من “داود أوغلو” كشفت له عن خطتهم في الفترة المقبلة، لافتًا إلى أن مقرب للغاية من “داود أوغلو” وأحد أذرعه في الحزب الجديد، قال له: “لن نقف مكتوفي الأيدي، طالما استمرت هذه الهجمات، وبالتأكيد سيأتي اليوم الذي نكشف فيه عن أسرار الصندوق الأسود السري، دون أن نكشف أسرار الدولة، ولكن ما لدينا ليس محض أوهام أو خيالات، وإنما ملفات حقيقية”.

حرب ضد “أوغلو” منذ إعلانه عن حزبه..

الصحيفة أكدت أنه؛ منذ أعلن رئيس الوزراء الأسبق، “أحمد داود أوغلو”، الجمعة، تأسيس حزبه الجديد بشكل رسمي، وأطلقت وسائل الإعلام الموالية لـ”حزب العدالة والتنمية”؛ سهام نقدها تجاه “داود أوغلو”، وأصبح من الواضح أن إطلاق الصحف الموالية للرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، حربها ضد “أوغلو”، رئيس وزراء “تركيا” الأسبق، جاء بعد قيام الأخير بالإعلان عن حزبه الجديد المنافس لـ”حزب العدالة والتنمية” الحاكم.

وقالت صحيفة (زمان)؛ إن صحيفة (تقويم) التركية، التابعة لنظام “إردوغان”، اتهمت ابنة رئيس الوزراء الأسبق، “أحمد داود أوغلو”، بدفع طلاب جامعة “إسطنبول شهير” إلى تنظيم فعاليات احتجاجية، كما اتهمت، “هاجر بيكا داود أوغلو”، بالتخطيط لدفع طلاب جامعة “إسطنبول شهير” لتنظيم مظاهرات في الشارع، اعتراضًا على استهداف حكومة “حزب العدالة والتنمية” جامعتهم.

وأشارت الصحيفة التركية المعارضة إلى؛ أن الصحيفة التابعة لـ”إردوغان” قالت إن “هاجر” هي من نظمت مسيرة بمشاركة طلاب الجامعة.

ترحيب أحزاب المعارضة..

من جانبها؛ بثت منصات تركية معارضة فيديو، لـ”ميرال أكشنار”، رئيسة “حزب الخير” التركي المعارض، إعلانها تأييد الأحزاب التركية الجديدة التي تواجه “حزب العدالة والتنمية”، الذي يتزعمه “رجب طيب إردوغان”.

وقالت رئيسة “حزب الخير” التركي المعارض، خلال الفيديو: “إذا جاء أحد رؤساء الأحزاب الجديدة إليك، لنقل السيد علي باباغان، وقال لك هل يمكن أن تعطيني 20 نائبًا، هل ستقولين نعم ؟، سأقول نعم لأننا مررنا بهذا الطريق”.

تركيا ليست بحاجة لأحزاب جديدة..

ولفت “أمين بازارغي”؛ في مقالة نشرتها صحيفة (أقشام)، خلال تعقيبه على تأسيس “حزب المستقبل” الجديد، لـ”أحمد داود أوغلو”، والحزب الآخر الذي من الممكن أن يعلن عنه في المستقبل القريب، “علي باباغان”، إلى أنّ دراسات أجرتها مراكز أبحاث تركية أكّدت على عدم حاجة “تركيا” لأحزاب جديدة.

وأضاف “بازارغي”؛ بأنّ نسبة الأصوات التي من الممكن أن تحققها الأحزاب الجديدة هي 1 بالمئة، أو 2 بالمئة كأفضل تقدير، مردفًا في هذا الإطار: “يعلم مؤسسو الأحزاب الجديدة، بأنّهم لن يحظوا بفرصة الوصول إلى السلطة، وعلى الرغم من ذلك يستمرون في طريقهم، وهدفهم من ذلك هو الحصول على نسبة 1 أو 2 بالمئة فقط لا غير، وكل ذلك من أجل إنزال إردوغان من السلطة، ولا سيّما أنّ النظام الرئاسي قائم على نسبة 50 + 1”.

وذكّر “بازارغي” بأنّ المعارضة التركية، فيما لو اتفقت – في إشارة إلى حزبي “الصالح” و”الشعب الجمهوري” – كانت ستقدّم خلال الانتخابات الرئاسية السابقة، “عبد الله غل”، كمرشح رئاسي مشترك ينافس “إردوغان”.

وختم “بازارغي”: “أقولها من الآن سترون، أحمد داود أوغلو، وعلي بابا غان، وعبدالله غل، وهم يسيرون جنبًا إلى جنب مع، كمال كليغدار أوغلو، وتصريحاتهم المستقبلية ستتقاطع مع تصريحات حزب الشعوب الديمقراطي”.

نجاحها مرهون باليمين المركزي..

وذكرت “بيلا أفاد”، في مقالة نشرها موقع (24)، بأنّ نجاح الأحزاب الجديدة في “تركيا” مرهون بشكل كبير فيما إذا كانت هذه الأحزاب قادرة على إعادة تأسيس ما يُسمّى بـ”اليمين المركزي” أم لا.

وذهبت “بيلا” إلى أنّ الأحزاب اليمينيّة مع الحزبين الجديدين – حزب “داود أوغلو” وحزب “باباغان” – سيرتفع عددها إلى 3.

استعادة أهداف “العدالة والتنمية”..

ومن جانبه؛ تساءل “محرّم صاري قايا”، في مقالة نشرتها صحيفة (خبر ترك)؛ عن الفرق الذي سيكون بين حزبي كلّ من “أحمد داوود أوغلو” و”علي باباغان”، ولا سيّما أنّهما قادمان من الحزب نفسه، “حزب العدالة والتنمية”، وشغلا فيه مناصب رفيعة.

وبحسب “صاري قايا”، ومن خلال لقاءات أجراها مع مؤسسي “حزب المستقبل” الجديد، فإنّ هدف الحزب هو استعادة الأهداف التي كان “حزب العدالة والتنمية” يتبنّاها، والتي لم يُعد لها أثر – على حدّ تعبيرهم – بعد 2016، في إشارة منهم إلى ما بعد استقالة “داوود أوغلو” من الحزب.

وختم “صاري قايا” بأنّ عدد الأحزاب المعارضة مع الإعلان عن حزب “داود اوغلو”، وانتظار الحزب الذي سيُعلن عنه “علي باباغان” فقد ارتفع إلى ستة، إذا ما تمّ الأخذ بالحسبان “حزب الشعب الجمهوري” و”حزب الصالح” و”حزب السعادة” و”حزب الشعوب الديمقراطي”.

وأردف في السياق نفسه: “وهذا يعني بأنّ الأوراق سيتم توزيعها خلال المراحل القادمة على هذا الأساس، حيث سينزل إلى الساحة لاعبان جديدان، وهذا لا يعني بأنّ حزبي؛ العدالة والتنمية والحركة القومية، هما اللذان سيخسران الأصوات فقط في الانتخابات، وإنما المعارضة المتمثلة بالشعب الجمهوري والصالح والشعوب الديمقراطي أيضًا ستتأثر بذلك، ولكن من الممكن أن تجد جبهة المعارضة فائدة في الحزبين الجديدين، ولا سيّما أنّ كافة الأحزاب المعارضة تتفق حول فكرة إعادة النظام البرلماني السابق”.

انقسامات في صفوف “إردوغان”..

من جهتها؛ سلطت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية، الضوء على إطلاق أحد كبار مساعدي الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، حزبًا سياسيًا جديدًا، يُنذر بانقسام في الحركة ذات الجذور الإسلامية، التي سيطرت على سياسات البلاد على مدار الأعوام الـ 17 الماضية.

وذكرت أن “أحمد داود أوغلو”، الذي شغل سابقًا منصب وزير الخارجية ورئيس الوزراء في حكومة “إردوغان”، أنهى شهورًا من التكهنات، الجمعة الماضية، بإعلانه تشكيل “حزب المستقبل”.

وفي حديثه إلى عدة مئات من المؤيدين في حفل الإطلاق في “أنقرة”، قال “أوغلو” إن حزبه الجديد سيكون “منارة الأمل” للبلاد.

وعلى الرغم من أن توقعات المحللين واستطلاعات الرأي تشير إلى أن الحزب الجديد لن يجتذب سوى نسبة ضئيلة من الأصوات في أي انتخابات مقبلة، إلا أن أهميته تكمن في قدرته على سحب نسبة من قاعدة أصوات “حزب العدالة والتنمية” الحاكم الذي يتزعمه “إردوغان”، الأمر الذي من شأنه أن يفقده أغلبيته الهشة.

الخريطة السياسية تشهد تحولًا يهدد قبضة “إردوغان” على السلطة..

فيما قالت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية إن الخريطة السياسية في “تركيا” تشهد تحولًا بما يمكن أن يهدد قبضة “رجب طيب إردوغان” على السلطة في البلاد.

وفي مقال كتبته، “أسلي أيدينتسباس”، الزميلة البارزة بـ”مجلس العلاقات الخارجية الأوروبية” وبمركز “ميركاتور” في “إسطنبول”، تحدثت عن إعلان “أحمد داود أوغلو”، حليف “إردوغان” السابق؛ والذي عمل وزيرًا للخارجية من قبل، عن تشكيله حزب سياسي جديد، وقالت إن “داود أوغلو” يمثل شخصية ذات ثقل داخل دوائر المحافظين وتحديه لـ”إردوغان” مهم في ميل الكفة لصالح قوى المعارضة التي تطالب بإنهاء كابوس الاستبداد في “تركيا”.

ورأت الكاتبة والخبيرة التركية؛ إن هذا وحده يمثل تغييرًا في حسابات الانتخابات في “تركيا”. فعلى مدار السنوات القليلة الماضية، كان بإمكان “حزب العدالة التنمية” الفوز في الانتخابات بنسبة 51% أو أكثر بشكل طفيف في تحالفات مع الأحزاب اليمينية. لكنه اليوم حتى مع دعم شريكه في الائتلاف، الحزب “القومي” المتشدد، فإنه سيحصل على أقل من 51%.

وقد خسر حزب “إردوغان” بالفعل في كل مدن “تركيا” الكبرى، في الانتخابات البلدية التي أُجريت في الصيف الماضي، ومع “حزب المستقبل” الذي شكله “داود أوغلو”، وحزب جديد آخر سيُلعن عنه قريبًا وزير المالية السابق، “علي باباغان”، يصعب تصور أن يظل “إردوغان” رئيسًا مدى الحياة.

وتذهب الكاتبة إلى القول بأنه على الرغم من أن بعض العوامل الخارجية قد تسمح لـ”إردوغان” بالبقاء، إلا أنها ستكون مؤقتة، فالعديد من الأتراك يريدون استعادة ديمقراطيتهم، وأعدادهم تتزايد.

فحزب “العدالة والتنمية”، الذي حكم على مدار الـ 17 عامًا الماضية، فقد لمسته، وإن آجلًا أو عاجلًا، سيظهر شخص آخر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة