أعرب السفير الأمريكي المرشح من الرئيس أوباما للعمل في العراق اليوم عن القلق مما أسماها “الاحتكاكات الطائفية” في هذا البلد والتوترات في دول الجوار. وقال روبرت بيكروفت خلال جلسة استماع للتصديق على ترشيحه في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي ان هناك “سببا للتفاؤل” في البلد على الرغم من التوترات الداخلية والاقليمية”.
ورأى ان الولايات المتحدة الامريكية “تنخرط مع عراق يتطور”، مردفا “البلد يبرز الآن بعد 50 عاما من العزلة والتشتت والحرب”. واضاف “لدينا علاقة قوية مع الحكومة المنتخبة ديمقراطيا، وهذه العلاقة مقننة في اتفاقية الاطار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق التي تحدد الرؤية المشتركة وخريطة طريق ملموسة ومشتركة لالتزاماتنا الثنائية عبر مجالات الدفاع والاقتصاد والعدالة والدبلوماسية والتربية والطاقة”.
ولفت بيكروفت الى انه من خلال هذه الاتفاقية الموقعة نهاية العام 2008 “نحن ندعم ونساعد العراقيين على بناء بلد موحد وفيدرالي وديمقراطي يمكنه ان يلعب دورا بناء في المنطقة”. الا انه استدرك بالقول “بالطبع تكثر التحديات وعملنا ليس سهلا”، موضحا أن “الاحتكاكات الطائفية تبقى قوية وغالبا تهدد بعرقلة الاتفاقيات المتفاوض عليها والتقدم المؤسساتي”، متابعا “وعدم وجود قانون للنفط يغذي التوتر ويؤدي الى عدم استقرار في قطاع تصدير النفط في العراق والخصومة بين الفصائل في مجلس النواب ابطأت تنظيم انتخابات المحافظات المقرر اجراؤها في وقت مبكر من عام 2013”.
وذكر بيكروفت ان “التوترات مع تركيا والنزاع داخل سوريا وعلاقة العراق مع ايران كلها مصادر قلق وتعقد علاقتنا مع العراق ومع ذلك التطورات التي رأيتها في العراق تعطيني سببا للتفاؤل”. واكد أن “هناك مؤشرات تغيير ايجابي وتحتفظ الولايات المتحدة بدور حيوي ومستمر في دعم التقدم الديمقراطي في العراق”. وقال “اذا تم التصديق على ترشيحي اتعهد بمواصلة العمل مع حلفائنا من مختلف الانتماءات السياسية العراقية لتعزيز ديمقراطية العراق ومؤسساته الديمقراطية”.
واشار المرشح لمنصب السفير الى أن أولويته الأولى هي تأمين المقار الدبلوماسية في العراق والعاملين فيها والأمريكيين المقيمين هناك.
من جهتته حذر جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي خلال جلسة الاستماع من أن “فرصة الحل السلمي في كركوك ستختفي” ما لم يجر حل سياسي للأزمة واتفاق بين الفرقاء حول قانون ينظم استثمار النفط العراقي.
وقال كيري أن عدد العاملين في السفارة الأمريكية في بغداد والقنصليات الأمريكية في المدن العراقية يبلغ الآن 14 الف شخص، مبديا قلقه على أمنهم في ضوء التحديات التي تواجهها البعثات الدبلوماسية الأمريكية حاليا. وابدى كيري انزعاجه من التقارير التي تتحدث عن استخدام إيران للمجال الجوي العراقي في دعم النظام السوري، داعيا الدول الخليجية إلى استيعاب العراق والتعاون معه.