في سابقة هي الاولى من نوعها التي يتخذ فييها مرجع شيعي كبير موقفا سياسيا واضحا من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عشية انتخابات حاسمة تشهدها البلاد غدا وبشكل سيكون لهذا الموقف تأثير كبير على حجم التصويت له حيث حرم الشيخ بشير النجيفي انتخابه مقدما مبررات عدة لهذا الموقف ومعددا اخطاءه الامر الذي اثار حفيظة القادة المقربين لرئيس الوزراء الذين انبروا لمهاجمته مما جر مرجعية السيستاني الى الوقوف الى جانبه رافضة مهاجمته .
العراق مازال يعيش تحت الظلم
ففي حديث مطول للمرجع الشيعي الشيخ بشير النجيفي احد المراجع الاربعة الكبرى في العراق فقد حرم بشكل واضح انتخاب المالكي شانا هجوما عنيفا على سياساته وداعيا الشعب للتصويت لقائمة عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي الذي وصفه بأنه ابن المرجعية. وقال النجفي في حديث مسجل لمجموعة من طلبته ومقلديه في شريط فيديو يبدو انه سجل عشية الانتخابات البرلمانية العامة التي ستجري غدا “في هذه الايام الحاسمة التي يتعلق بها مصير العراق والعراقيين المظلومين علينا ان نعمل لرفع الظلم عنهم”. واضاف ان العراق مازال يعيش تحت الظلم بعد 11 عاما من رحيل صدام حسين الذي كان لايهدأ له بال الا بأراقة الدماء الى ان اراد الله رفع هذا الطاغوت عن صدور العراقيين وازال كابوسه.
المالكي يحمي البارات ولا يحرس المساجد تفجر
واشار النجيفي بالقول “كنا نأمل في وقف نزيف الدم والحفاظ على الارواح والاعراض والاملاك العامة والخاصة ويعيش العراقيون بأمان لكن شيئا من هذا لم يتحقق بعد 11 عاما من رحيل صدام”. وقال انه يسقط يوميا في ظل وجود حكومة العراق الحالية المئات من القتلى اضافة الى ان 30 بالمائة من العراقيين يعيشون تحت خط الفقر وتنتشر بينهم البطالة والغلاء بالرغم من موازنة العراق العالية التي تعادل قيمتها موازنات اربع دول في المنطقة. وتساءل قائلا “اين تذهب اموال العراق واثمان ملايين براميل النفط التي تصدر يوميا؟ فهل هذا الحاكم (في اشارة الى المالكي) مسلما وهو يحمي البارات والملاهي الليلية ويسكن في قصور صدام ولم يغلق واحدا منها في حين ان الحسينيات والمساجد تستهدف ليلا ونهارا ويقتل روادها”.
المالكي خلق الارهاب
واضاف النجفي ان المالكي كان زاره في مقره بالنجف قبل سنوات وطلب منه تغيير المناهج الدراسية لانها موضوعة في زمن صدام وتروج لافكاره لكن المالكي رفض ذلك فقلت له”الله بيني وبينك”. واضاف ان المالكي يدعي انه يحارب الارهاب “لكن من الذي خلق الارهاب ؟ انه هو السبب فقد اهمل حدود العراق وجعل دخول البلاد سهلا على الارهابيين الذي يجتازونها بالعجلات المحملة بالاسلحة ولم يتخذ اي اجراءات ضدهم”. كما اتهم المالكي باهمال حراسة السجون التي يقبع فيها الارهابيون وخاصة الخمسة منها في بغداد الى ان فر منها الارهابيون مع ان المواطنين الذين يسكنون بالقرب منها كانوا يعلمون متى سيهاجم السجن القريب منهم “وهو يسكن في قصر صدام لايدري شيئا عما يدور حوله مع ان بيده المخابرات ووزارتي الدفاع والداخلية والموازنة العامة للدولة” . واكد وجود فساد بين الضباط والمسؤولين عن السجون حيث انهم يقومون بتهريب الارهابيين مقابل حفنة من الدولارات. ..وخاطب المالكي قائلا “ان كنت تعلم فتلك مصيبة وان كنت لاتعلم فالمصيبة أعظم”.
معارك الانبار ذبح فيها 300 جندي .. والمالكي سيحشر مع صدام
وعن المعارك الجارية في محافظة الانبار الغربية منذ اواخر العام الماضي اشار النجفي الى انه عند بداية هذه المعارك وعد المالكي بأنه سيتم حسمها خلال يوم واحد ولكن مضى الان اربعة اشهر ولم تنتهي وذلك بسبب سوء التخطيط والقيادة الفاسدة .. واوضح انه قد تم اسر مئات الجنود العراقيين من قبل المسلحين بعد ان نفذت ذخيرتهم وطعامهم وعندما يتصلون به (المالكي) وهو في قصر صدام يرد عليهم بالقول “دبروا اموركم بأنفسكم”.. حتى حوصروا وذبح منهم 300 عسكري بقطع اعناقهم ووصلت جثثهم الى بغداد مقطوعة الرؤوس.
وعن مشروع البنى التحتية الذي قدمه المالكي الى البرلمان ورفضه اوضح النجفي انه يريد اقتراض الاموال اللازمة لهذا المشروع وهي بعشرات المليارات من الدولارات من الدول الاجنبية لكي يدخل العراق في ازمة مالية واقتصادية خانقة .. وخاطب المالكي قائلا “ويلك من عذاب الله .. وستحشر مع صدام انشاء الله”.
الحاكم يوزع الاراضي والرز على الناس ليصوتوا له
واشار المرجع الى فقدان الخدمات وضرب مثلا عن اوضاع مدينة البصرة ثالث اكبر مدينة عراقية بعد بغداد والموصل فقال ان هذه المدينة هي العمود الفقري للعراق وفيها مينائه ونفطه لكن الحاكم لم يوفر لها حتى الماء الصالح للشرب الذي يشترونه الان سكانها. وقال انه يوزع الاراضي والهبات الان على الفقراء لكسبهم في الانتخابات ويرسل شاحنات تحمل الرز لاخرين لان الانتخابات قربت .. وخاطب المالكي قائلا “لماذا افقرت الشعب حتى توزع الرزعلى افراده ؟”.
لانتخبوا المالكي
واستطرد المرجع النجفي مخاطبا المواطنين مشددا بالقول “لا يجوز لك انتخابه حتى لو ضغطوا عليك فأقسمت على ذلك” .. واضاف “ان ديننا ودينكم ووطنا ووطنكم وضميرنا وضميركم يجبرنا بدلا من ذلك على انتخاب الكفوء الصادق الامين من غير الذين ضحكوا عليكم في الانتخابات السابقة”.
وشدد النجفي على ان جميع العقلاء في العراق متفقين الان على ضرورة التغيير وهو مايعني عدم ابقاء الحكام الحاليين على كراسيهم”. واضاف قائلا “انتخبوا عمار الحكيم فهو ابني وابن المرجعية واذا كان في قائمته من لايعجبكم فأنتخبوا غيره لكن لاتخرجوا عن قائمته. وشدد بالقول سنقف ضد كل حاكم “اذا مشى بشكل معوج واذا ظلم الشعب .. وأبشركم ان الله يريد ان يكون العراق سيد العالم”.
مقرب من المالكي يهاجم المرجع النجفي والسيستاني يرفض بشدة
واثر توزيع كلام المرجع النجفي فقد هاجم النائب خالد العطية القيادي في ائتلاف دولة القانون بقيادة المالكي النجفي واصفا اياه بالمرجع الزائف . واضاف في تصريح صحافي ان “ابواق الاعلام المأجورة والقوائم المفلسة وادعياء المقامات الدينية الزائفة يبذلون محاولاتهم لتضليل الشعب العراقي بعد ان اعلنت المرجعية الدينية العليا كلمتها الصريحة بخصوص الانتخابات”. كما شنت مواقع اعلامية تابعة للمالكي هجوما عنيفا ضد النجفي.
لكن مرجعية آية الله السيد علي السيستاني العليا في النجف ردت على ذلك رافضة التجاوز والتطاول على مقام المرجع النجفي من قبل انصار قائمة المالكي . وقال مصدر مقرب من مكتب السيستاني ان “هنالك تجاوزاً غير مبرر وتطاولاً سافراً على مقام المرجع الشيخ بشير النجفي بعد ادلائه برأيه فيما يتعلق بالانتخابات التشريعية”. واضاف ان “ما يتفوه به البعض من اساءة واضحة لمقام المرجعية يبرز ما تضمره بعض القوى تجاه مراجع الدين وحوزة النجف بصورة عامة”. وشدد المصدر على ان “المرجع السيستاني يرفض وبشدة اي تطاول يمس مقام المرجعية”.
ومن جانبه وصف أحمد الجلبي رئيس حزب المؤتمر الوطني العراقي والمرشح عن ائتلاف المواطن الممثل للمجلس الاعلى الاساءة الى المرجعية الدينية “بالخطأ الفادح “مهدداً في الوقت ذاته” باتخاذ اجراءات قانونية بحق مروجي الاكاذيب والافتراءات “.
وقال الجلبي في مؤتمر صحافي في بغداد ان “المرجعية مؤسسة وهي تتحرك بالتنسيق والتفاهم وليس هناك اي خلاف او فجوة بين المراجع العظام في النجف الاشرف، واعتقد ان هذا الموقف الذي ظهر من المرجعية نابع من تخوفها على ما يجري في البلاد من استشراء للفساد والحرب والانفلات الامني والظلم”. وأضاف “لقد ارتكبوا خطا فاضحا كبيرا بالشجار مع المرجعية التي هي محل احترام وقد حمت الدين والمذهب في البلاد منذ اكثر من الف عام ومن يتعدى عليها سيكون جزاؤه الخسران والفشل”.
واضاف الجلبي قائلا “لقد كان لكلام المرجع الشيخ النجفي الاثر الكبير في اوساط الرأي العام بالبلاد وعلى الناخبين فبدأوا (انصار المالكي) يلجاون الى قضايا تجريحية ضد اشخاص يعتقدون انه ينافسهم في المناصب فحاولوا النيل من ائتلاف المواطن بتجريح رئيسه والشخصيات البارزة فيه” .
واوضح ان “المرجع الشيخ النجفي مهتم منذ سنين طويلة بما يجري في البلاد وهو يتابع الامور وقد وجد حسب تقديري ان الامور وصلت الى مرحلة خطرة على الوضع السياسي الجديد في البلاد جراء الفساد والفلتان الامني والفشل السياسي والظلم في كافة مجالات الحياة بعد تغيير النظام المباد”. وختم الجلبي بالقول ان “ما تفضل به المرجع الشيخ بشير النجفي كان نتيجة تحليله لهذه المخاطر ورغبته في معالجتها وقد ارتاى ان يصدر بيانه ليحد من التدهور في جميع مجالات البلاد” .
من هو المرجع بشير النجفي؟
المرجع النجفي هو : بشير حسين بن صادق علي بن محمد إبراهيم بن عبد الله اللاهوري النجفي هو مرجع شيعي معاصر أصله من ولاية البنجاب بالهند ولكنه يعيش في النجف منذ فترة طويلة ويعد من كبار القيادات الدينية الشيعية في العراق.
ولد عام 1942 في مدينة جالندهر في الهند في عائلة متدينة حيث أن جده كان من رجال الدين وكذلك والده، وهاجر إلى مدينة النجف العراقية عام 1965، لمواصلة الدراسة الحوزوية، فدرس عند محمد كاظم التبريزي الكفاية وقسماً من البحث الخارج في مدرسة الشربياني . وحضر دروس المرجع محمد الروحاني في الأصول والفقه أكثر من سبع سنوات ثم شرع بتدريس السطوح عام 1968 في المدرسة المهدية وفي المدرسة الشبرية.
وما زال المرجع بشير النجفي يواصل دروسه في الفقه والأصول في مكتبه بالنجف إضافة إلى درسي التفسير والأخلاق.
https://dub120.mail.live.com/default.aspx?id=64855#tid=cmnu90sRjP4xGxAGw75afbvA2&fid=flinbox