في سابقة هي الأولى من نوعها، وجه المرجع الديني آية الله بشير النجفي انتقادات شديدة اللهجة الى الحكومة ورئيسها نوري المالكي، مؤكدا أن الأزمات الحالية التي يشهدها البلد هي بسبب سوء إدارة الحكومة التي قال إنها لا تقوم بواجباتها تجاه المواطنين.
وفيما أعرب عن أسفه وأسف مرجعية النجف عما وصل إليه الأداء الحكومي، كشف عن قيام المرجعية بتوجيه النصح للمالكي “بما فوق الكفاية لكن لم ينفع ذلك”. وانتقد المرجع النجفي تردي الخدمات وانعدام الكهرباء في بلد يمتلك من الثروات والأموال سنويا ما يعادل موازنات اغلب البلدان المحيطة، ودعا المرجع الى انتخاب “من لديه ضمير ويفكر بهموم الناس لا في جيبه”.
وخلال حديثه مع وفد من مقلديه في مقر إقامته بمدينة النجف، قال المرجع النجفي “استغرب من استمرار انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد باستثناء المنطقة الخضراء التي يسكنها رجال الدولة العراقية من نواب ووزراء إضافة الى الرئاسات الثلاث” وأضاف بالقول أن “دولة مثل افغانستان حكومتها استطاعت إيصال الكهرباء لكل بيت وقرية، برغم انه بلد تعرض لاحتلال روسي ثم جاء اسامة بن لادن الذي أشعلها بالإرهاب، وأخيراً تم احتلالها من قبل أمريكا، وهو بلد لا يملك النفط كما هو حال العراق”.
وأشار أحد ابرز مراجع النجف الى ان “العراق يمتلك ميزانية هائلة وكبيرة تعادل موازنة أربع دول لكن ما يزال هناك التردي في الخدمات”. وكشف عن أن “المرجعية الدينية في النجف الأشرف نصحت الحكومة بما فوق الكفاية لكن لم ينفع نصحنا معها”. ودعا المرجع النجفي المواطنين إلى ”اختيار الشخص الكفوء والأمين في الانتخابات المحلية والمركزية من لديه ضمير ويفكر بهموم الناس لا في جيبه”.
وحذّر المرجع النجفي من انتخاب الجهات والأحزاب السياسية التي أثبتت فشلها في المرحلة السابقة، قائلا اذا “انتخبتموهم فلا تلوموني”.
وكان ممثلو المرجع الأعلى السيد علي السيستاني شنوا، في خطب جمعة كربلاء، هجوما غير معهود على الحكومة العراقية ومسؤوليها، واصفين إياهم بأنهم “مترفون ومنعمون ومحصنون” في وقت يقتل فيه “الأبرياء بالمئات”. وكان الشيخ عبدالمهدي الكربلائي هاجم النظام الأمني برمته ووصفه بأنه فاشل بالرغم من أنه من أكبر الأنظمة في العالم، وحذر من أن الشعب إذا انفجر “فسيقلب الأمور على رؤوس من كان سببا في هذه المأساة”. وكان خطيب وإمام مسجد الكوفة ضياء الشوكي حذّر من وقوع حرب أهلية في العراق، ونصح رئيس الحكومة نوري المالكي بـ”التنحي درءاً للفتنة”، ودعا التحالف الشيعي إلى اختيار بديل عن المالكي، فيما طالب بـ”الإسراع بتنفيذ أحكام الإعدام بحق المجرمين”.
وتعليقا على تصريحات المرجع بشير النجفي، قال النائب صباح الساعدي ان “خطاب المرجع الديني بشير النجفي شخّص المشاكل الحقيقية في أربع نقاط مهمة هي سبب الأزمات التي يعيشها البلد منذ فترة طويلة، منها الفساد والفشل وخلق الأزمات وسوء الإدارة”. وأضاف الساعدي، في مؤتمر عقده في مبنى البرلمان أمس، بالقول إن “المرجعية شخصت وبالأسماء أساس الفشل والفساد وسوء الإدارة وخلق الأزمات الذين كانون وما زالوا في صدر القرار الإداري والسياسي في البلد”.
وأشار النائب المستقل الى “وجود محاولة من بعض الجهات السياسية، التي طالها خطاب المرجعية العليا في النجف وبشكل واضح وصريح، بافتعال الصراعات الوهمية أو خلق أزمة جديدة في الشارع، تأخذ طابعا ولونا وصراعا دينيا، بين المرجعيات الدينية كما فعلت بالأمس في الصراع بين الزعامات العشائرية”.
ودعا صباح الساعدي المواطنين الى “الالتزام بإرشادات ونصح المرجعية التي شخصت من هو الفاسد و يقوم بخلق الأزمات”. مشيرا الى ان “المرجعية أوجبت عدم انتخاب هؤلاء الفاسدين والفاشلين ولا يجوز إعطاء الأصوات لهم لأنهم مستمرون بخلق الأزمات وسوء الإدارة”، ورأى أن “رأي المرجعية هو تأكيد لما ذكرناه عن هؤلاء الفاسدين والفاشلين ووضعت النقاط على الحروف”.
وطالب السعدي المواطنين “بإعادة تقييم انتماءاتهم السياسية وولاءاتهم للحزب وفق هذه المعطيات التي أوضحتها المرجعية الدينية”. وحث على “الوقوف الى جانب المرجعية لا لمصلحة سياسية أو مذهبية بعد توجيهها اللاذع لبعض الجهات”، وعدّ أن من “الواجب علينا الدفاع عن المرجعية وبقوة”.