6 أبريل، 2024 10:22 م
Search
Close this search box.

المرأة في “الكنيست” الإسرائيلي .. وضعها مهدد بعد انتخابات 2019 !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

بعد عقود، ارتفعت خلالها نسبة تمثيل المرأة في “الكنيست الإسرائيلي”، تشير المعطيات الحالية إلى أن النسبة ستشهد تراجعًا ملحوظًا بعد إجراء الانتخابات في الشهر القادم، وذلك رغم مطالبة البرلمانيات الإسرائيليات بضرورة زيادة نسبة تمثيل المرأة، على اعتبار أنها لابد أن تلعب دورًا أكبر في المجتمع والأحزاب السياسية.

النساء لن يشغلن مقاعد تتناسب مع نسبتهن..

نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، تقريرًا عن نسبة تمثيل المرأة في “الكنيست” على مر العهود. وأوضح التقرير أن “الكنيست” في دورته البرلمانية الحالية، الـ (20)، هو الأكثر تمثيلًا للنساء في تاريخ “إسرائيل”. ولكن يبدو أنه لن يكون في مقدور النساء قريبًا أن يشغلن نصف مقاعد البرلمان بما يتناسب مع نسبتهن في التعداد السكاني للدولة.

ومنذ قيام دولة “إسرائيل”؛ لم تشغل سوى سيدة واحدة فقط منصب رئيسة “الكنيست”، وبالنظر إلى القوائم الحزبية المرشحة لخوض انتخابات “الكنيست” الـ 21، فهناك مخاوف فعلية من أن يتوقف مؤشر الزيادة في نسبة تمثيل المرأة الذي كان واضحًا خلال العقود الأخيرة.

رئيسة الوزراء الوحيدة..

يُعتبر “الكنيست” الحالي، بحسب التقرير، من الأكثر تمثيلًا للنساء إذ يضم 37 عضوة كنيست، وهي زيادة كبيرة مقارنة بالكنيست السابق الـ (19)، الذي كان يضم 27 عضوة فقط.

أما أقل نسبة تمثيل للسيدات في البرلمان، فكانت ضمن “الكنيست” الثامن، عام 1974، والذي تولت خلاله أول سيدة منصب رئيسة الوزراء، وهي “غولدا مئير”، ولم يكن هناك سوى ثماني عضوات كنيست. أما إجمالي عدد السيدات اللائي شاركن على مر السنين في “الكنيست”، سواء مجرد عضوات في البرلمان أو وزراء، فقد بلغ 126 سيدة.

مؤشر الزيادة سيتوقف !

تقول الوزيرة الإسرائيلية السابقة، “ليمور لفنات”، وهي تنتمي لـ”حزب الليكود”، ومن أكثر السيدات مشاركة في البرلمان: إنه “لا يوجد تمثيل كافٍ للمرأة بالكنيست، ووفقًا للمؤشرات، فإن نسبة تمثيل المرأة في الكنيست القادم ستكون أدنى من النسبة الحالية. وهذا بالطبع أمر مؤسف بعد مؤشر الزيادة المتنامي في نسبة تمثيل المرأة منذ أول دورة برلمانية شاركتُ بها، ولكن رغم تلك الزيادة المتواصلة على مر السنين، يبدو أن ذلك سيتوقف”.

وإلى جانب العضوة، “لفنات”، هناك أيضًا سيدة أخرى تتربع على قائمة أكثر النساء تمثيلًا بـ”الكنيست”، ألا وهي السيدة، “غولدا مئير” – تلك المرأة الوحيدة التي تولت منصب رئيسة الوزراء في “إسرائيل”.

وهناك سيدة أخرى حققت إنجازًا كبيرًا، ألا وهي، “داليا إيتسك”، وكانت الوحيدة التي شغلت منصب رئيسة “الكنيست”.

مجتمع لا يتسم بالمساواة..

تقول “إيتسك”، للصحيفة العبرية: “أحيانًا أتعجب وأسأل نفسي، كيف أكون السيدة الوحيدة التي شغلت منصب رئيسة الكنيست. ولماذا لم يحدث ذلك مع غيري من النساء ؟.. وأتذكر حينما طلب مني، إهود أولميرت، أن أتولى منصب رئيسة الكنيست، هناك من أصابتهم الدهشة وسألوني كيف ستفعلين، وكيف سيمكنك فرض النظام والإنضباط أثناء الجلسات ؟.. وتلك بالطبع تساؤلات لا معنى لها، لأننا نتاج مجتمع لا يتسم بالمساواة”.

المؤشر العالمي..

إن عدد السيدات في “الكنيست” الحالي يضع “إسرائيل” في المرتبة الـ 51 من بين 193 برلمان على مستوى العالم. ويمكن القول إن نسبة زيادة تمثيل المرأة في “الكنيست”، خلال الدورات السابقة، قد أتت ضمن المؤشر العالمي خلال العقود الأخيرة.

فمنذ منتصف تسعينيات القرن الماضي إزدادت نسبة تمثيل المرأة في برلمانات العالم بشكل متواصل، لأسباب عدة، أهمها تخصيص أماكن للنساء ضمن القوائم الانتخابية للأحزاب.

عوامل ضمان حق المرأة في التمثيل النيابي..

أوضح البروفيسور، “نُعمي حزان”، مدير “مركز النهوض بالمرأة”: “إننا نطمح إلى أن تصل نسبة تمثيل المرأة في البرلمان إلى النصف على الأقل, بما يتماشى مع نسبة المرأة في التعداد السكاني”.

وحينما ننظر إلى “الكنيست” الأخير، سنجد أن هناك عوامل ضمنت للمرأة حقها في التمثيل، مثل تخصيص مواقع متقدمة للنساء ضمن قوائم الأحزاب التي اعتادت إجراء انتخابات تمهيدية. لكن عدد النساء، وكذلك ترتيبهن في قوائم الأحزاب المُعدة لانتخابات الكنيست الـ 21، قد أثار سخط العضوات السابقات. إذ تقول “لفنات”: “باستثناء أحزاب (الليكود) و(العمل) و(ميرتس)، لا تقوم أي أحزاب أخرى بإجراء انتخابات تمهيدية. وبدلًا من ذلك يقوم رئيس الحزب بتعيين أعضاء الكنيست وفق هواه. لكن دون الأخذ في الاعتبار إن كان ذلك في الصالح أم لا، فهذا يجعل من السهل جدًا إدراج النساء ضمن القوائم الانتخابية، لكن لسبب ما، فإن ما يحدث هو العكس تمامًا”.

عدم الإكتفاء بشرف المشاركة في البرلمان..

انتقدت “لفنات” قائمة رئيس الأركان السابق، “غانتس”، كما انتقدت حزبها أيضًا؛ فقالت: “إن قائمة الحزب الذي يترأسه، غانتس، تضم القليل من النساء. وحتى الأسماء العشرة الأولى التي تتصدر قائمة حزب الليكود، ليس من بينها سوى سيدتان فقط؛ وهذا ما يدعو للأسف، لكن ذلك نتيجة للانتخابات التمهيدية”.

كما انتقدت رئيسة الكنيست السابقة، “إيتسك”، قلة عدد النساء في القوائم الانتخابية لـ”الكنيست” القادم، فقالت: “هناك سياسيون يُوحون بأنهم يقومون بإدراج النساء ضمن قوائمهم الانتخابية، مخافة التعرض للنقد وليس لإقتناعهم بأن النساء يتمتعن بالكفاءة. لذا لابد لهؤلاء السياسيين أن يُغيروا من نمط تفكيرهم – لأنهم لا يقدمون معروفًا للمرأة التي يحق لها أن تكون جزءًا أصيلًا من الأحزاب”.

فيما ترى الوزيرة السابقة، “لفنات”، أنه لا ينبغي أن تكتفي النساء بمجرد شرف المشاركة في البرلمان، بل ينبغي عليهن تبني أجندة نسوية للنهوض بالمرأة، وتحقيق المساواة الكاملة في شتى المجالات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب