27 ديسمبر، 2024 1:47 م

المرأة الإيرانية في عاشوراء .. بين زينة المحرم وجمع طعام النذور من الزبالة !

المرأة الإيرانية في عاشوراء .. بين زينة المحرم وجمع طعام النذور من الزبالة !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

لم تعد مراسم العزاء في ذكرى مصاب سيد الشهداء تقتصر على البكاء والتطبير وإهالة التراب على الرؤوس كما في السابق؛ وإنما شهدت هذه المراسم داخل الجمهورية الإيرانية انتشار بعض التقاليد الحداثية التي لم تكن معروفة. وكانت من أهم المتغيرات التي طرأت على دور المرأة خلال شهر المحرم..

1 – زينة “المحرم”..

أعلن نائب رئيس “اتحاد كوافيرات النساء” في طهران منع تقديم أي خدمات باسم “زينة المحرم” في جميع الكوافيرات النسائية، وقال: “في حال المخالفة، سوف يتعرض الكوفير المخالف للمساءلة”. وأضاف: “زينة المحرم تتعارض مع الأعراف والضوابط الإسلامية والقومية، ويحظر على جميع الكوافيرات في طهران القيام بمثل هذه الزينة وسيتم التعامل مع المخالفين”.

وقد تم إخطار البعض في الاتحاد بواسطة الرسائل النصية، بينما تم إخطار البعض الآخر بواسطة الاتصالات الهاتفية. تقول السيدة “ط”، واحدة من أصحاب الكوافير في طهران وتحديداً في منطقة “قلهك”: “هذه القيود موجودة باستمرار، ومع هذا فالسيدات والفتيات اللائي يرغبن في حضور مجالس العزاء بالموديلات الخاصة بالمحرم، لا يحتجن أساساً إلى مراجعة صالونات التجميل، فهن يستدعين إحدى المصففات إلى البيت سواءً كن فرادى أو جماعات تقوم بتجميلهن مقابل زيادة تتراوح بين 2 – 5% عن أسعار صالونات التجميل، بالإضافة إلى تكلفة الانتقال”.

وبحسب السيدة، كانت صالونات التجميل تخلو سابقاً من المترددين عليها في أيام التعزية، لكن ومنذ سنوات ازدهرت سوق التجميل خلال شهر المحرم؛ ليس فقط بالنسبة إلى جميع الكوافيرات وإنما بالنسبة إلى فئة الكوافيرات اللائي يلتزمن الحداثة في تقديم موديلات جديدة خاصة بهذه المناسبة، ومعظمهن لهن زبائن خاصة بسبب القيود المفروضة على صالونات التجميل أثناء المحرم. وتترواح أعمار المستأجرات للكوافيرات بين 15 – 25 عاماً ويطلبن تلوين الشعر وطلاء الأظافر بألوان خاصة؛ فيجب أن يكون الشعر لامعاً بحيث يكون أكثر وضوحاً في الليل. ومن ضمن الطلبات أيضاً عمل مكياج ثقيل والألوان الحادة والبراقة. أما اللائي يتمتعن بفكر خاص إلى حد ما، فيطلبن رسم “تاتو” برموز مذهبية خاصة على أبدانهن. كذا تزدهر سوق البلوزات والشيلان وأغطية الرأس والبنطال “الليكرا” خلال هذا الشهر.

واللون الأكثر شيوعاً هو الأسود المزيل بكتابات “خط النستعليق الأبيض”. ومن جملة فنون تجميل الفتيات الخاصة بالمحرم، طريقة ربط الشال وغطاء الرأس. ومن أبرز الموديلات الجديدة خلال هذا الشهر تلوين الشعر باللون الترابي، وهو الذي شهد طفرة وإقبال خلال السنوات الأخيرة.

2 – مراسم الأربعين منبراً..

أحد تقاليد عاشوراء في إيران، وتُقام في مدن “لرستان وجرجان ولاهيجان” وعدة مدن أخرى. وحول هذه المراسم يقول “ناظم الإسلام كرماني”: “كانت هذه المراسم قاصرة في البداية على المنابر التي كانوا ينشدون عندها الروضة (قصة كربلاء) في ذكرى عاشوراء، ثم أُتيح للناس اشعال الشموع عند أي منبر. وتعتبر مراسم “الأربعين منبراً” في مدينة “لاهيجان” منقطعة النظير، ففيها تقام هذه المراسم ليلة التاسع من عاشوراء بالأحياء القديمة من المدينة قبيل سويعات من آذان المغرب. وكانت البيوت خلال السنوات الماضية تقيم مراسم الروضة في هذه الليلة، فيوضع منصة أمام المنزل بالإضافة إلى مقدار من الأرز وجمرات مشتعلة وإنائين فارغين. وبعد دخول الليل يشعلون أربعين شمعة من نوع مخصوص؛ ثم يضعون معها 40 تمرة أمام عدد 40 منبراً؛ ثم يضعون تمرة مع كل شمعة مشتعلة ويأخذون حفنة من الأرز ويدعون لإجابة مطالبهم، وفي نهاية اليوم يحملون معهم إلى بيوتهم كمية الأرز التي قاموا بجمعها لتجلب لهم البركة. وهذه المراسم مدرجة على قائمة الآثار الوطنية الإيرانية تحت رقم 415، باعتبارها أثراً معنوياً. وفي مدينة “لرستان” تخرج النساء في عموم المدينة حافيات منتقبات، يستحضرون مصائب “قمر بني هاشم” كنوع من التضامن مع السيدة زينب والأطفال الأسرى في عاشوراء. وكل من يطلب حاجة يقوم بإشعال أربعين شمعة في أربعين حسينية.

3 – جمع النذور من الزبالة..

مع اقتراب شهر المحرم؛ تزدهر عمليات البحث في الزبالة؛ حيث تتوافر بكثرة أواني الألومنيوم وهي التي يمكن بيعها بسهولة. ويعرض تقرير “روزپلاس” لمجموعة كانت تجلس في أحد الأزقة، ومعهم سيدة تبدو كالرجال ومعها عربة يدوية شبه فارغة اللهم إلا من زجاجة مياه غازية وزجاجة مياه معدنية إلى جانب بعض المتعلقات الأخرى. فجأة ينادي رجل قائلاً: “هلموا نجمع طعام النذور”، لكن بدا أن المرأة أضعف من أن تتحرك من مكانها.

والحقيقة أنه لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد هؤلاء النساء، لكن الأمر أثار انتباه الجميع؛ ولذا حذر “موسوى چلك”، مساعد الرعاية الاجتماعية، من تفاقم الظاهرة وانتقالها إلى المدن الأخرى قال: “جميع هؤلاء النساء من المشردات والمدمنات ولا يجدن سبيلاً لتأمين المعاش سوى جمع الطعان من الزبالة”.

لكن بعض هؤلاء النسوة قلن إنهن لسن مشردات ولا يجدن سبيلاً لإشباع بطون أبائهن سوى جمع الطعام من صناديق الزبالة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة