18 أبريل، 2024 4:32 م
Search
Close this search box.

المدمن في إيران .. يبيع هويته مقابل شراء المخدرات !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

“يجتمع بعض الشباب في بيته لتقضية وقت فراغهم، في تدخين المخدرات.. في البداية يصيبه الدخان بالدوار، تصيبه الكحه ويضرب بهدوء على صدره؛ ويقول: إنها المرة الأولى. يستعرض نفسه أمام أصدقاءه ويسحب نفس آخر ويسترخي، ولايزال أصدقاءوه يخرجون الدخان من أفواههم ويتحدثون ويضحكون، ويكررون الموضوع كل عدة أيام.. مر شهر على هذه الواقعة ولايزال لون وجهه شاحباً، وتوقف أصدقاؤه عن منحه الدخان المجاني، وكان عليه أن يدفع للحصول على المخدرات، ولكنه عاطل وهو مجبر بسبب الفقر للقيام بأي شيء مقابل الحصول على المال”.

هذه رواية مواطن إيراني اختار لنفسه اسماً مستعاراً، “حميد”، ويقول إن اصدقاءوه “الخونة” هم من أوصلوه إلى هذا الحال، يتقوقع على نفسه في زواية بإحدى الخرابات، وينفث الدخان من فمه.

دعوا الجميع يعلمون ماذا يحدث للمدمن..

لا يسوءه وجود المراسلين الصحافيين، يقول، في حوار مع الموقع الإخباري “صوت هیرمند”: “لا يجب تغطية وجهي، دعوا الجميع يعلمون ماذا يحدث للمدمن”. يسحب نفس آخر، ويقول: “أسرتي أيضاً كانت مدمنة، ولذا لا يسألون عني كثيراً”.

يتغذى “حميد”، منذ سنوات، على بقايا الطعام في صناديق القمامة، ويجمع البلاستيكات والدهانات القديمة، يوضح: “أبيع الدهانات القديمة لمن يقومون بإعادة تدويرها، بسعر زهيد، لكنها تكفي لشراء المخدرات”.

يبيع هويته إلى أفغاني..

مع هذا كان وضعه مروعاً ووجهه الأسود القذر ينم عن عدم امتلاكه مكان للاستحمام أو النوم، ولعله طرد من أسرته، يسأله مراسل الموقع الصحافي الإيراني عن تلك المسألة، فيجيب: “أسرتني تركتني وجئت من الشمال إلى هنا بحثاً عن عمل، وفي طريقي بعت هويتي إلى أفغاني مقابل مبلغ جيد”.

وأضاف: “استطعت بملبغ هويتي شراء طعام مناسب ومخدرات لأيام، لكنني هنا بدون هوية ولا أعلم إلى أين أذهب، فأنا مجبر على الإقامة في سيستان”.

يدعي “حميد” أنه ذهب مراراً إلى “مخيمات ترك الإدمان”، لكنه كل مرة يعود إلى الإدمان مجدداً، ويقول: “بدأت بالأفيون والآن ادخن الحشيش”.

ويضيف: “المخدرات هنا في سيستان أرخص وأفضل من أي مكان آخر، ذلك أن قرب الحدود من أفغانستان، ووجود تجار الموت بوفرة أدى إلى انتشار المخدرات بوفرة وبأسعار مناسبة.

لا أمل في علاحه من الإدمان..

مع هذا “حميد” غارق في الإدمان بمدينة “منغلاب”، ويبدو أنه ما من طريقة أخرى لخروج “حميد” من الإدمان. يودع الصحافي مؤكداً على إنه يعتزم الإقلاع عن الإدمان، لكنه كلام من قبيل هزيان من تعاطي المخدرات.

وعليه فقد تحول الإدمان في “سيستان” و”بلوشستان” إلى معضلة حقيقية، يتجاهلها المسؤولين المعنيين بمكافحتها، في حين تنتشر الكثير من الشكاوى في وسائل الإعلام.

يقول “سعید معید‌فر”، في حوار مع صحيفة “الهدف” الإيرانية: “تلعب الأوضاع الاجتماعية في إيران ومجاورة أفغانستان دوراً في شيوع ظاهرة الإدمان في البلاد، وتتزايد بشكل مطرد. وعلى أحسن الفروض يقترب عدد المدمنيين من 2 مليون شخص، ومع الأخذ في الاعتبار لتكون الأسرة في الغالب من أربعة أفراد، يكون مجموع المتصلين بالمدنيين بشكل مباشر أو غير مباشر حوالي 8 – 10 مليون شخص”.

وكشفت برقيات دبلوماسية أميركية، سربها موقع “ويكيليكس”، أن إيران تعتبر من أكبر مهربي المخدرات في العالم، وأن مسؤولين في “الحرس الثوري” متورطون في هذا التهريب.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب